الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فن الصوت

26 نوفمبر 2009 00:21
بأبيات من الوله والعتاب والشغف واللوعة.. بابيات من الحب والعشق يبدأ أحد أشهر مغني الصوت في المنطقة وهو البحريني محمد زويد (1900 ـ 1982 )، ثم تنطلق أصوات المراويس والعود والتصفيق والرقص. فن الصوت هو أحد الفنون الخليجية الرائعة والجميلة، إنه فن يطرب حقا بإيقاعات المراويس الجميلة ورنة الوتر، وتر العود، وتمايل الأجساد وقفزها عاليا وعدوها الراقص وتناغم التصفيق.. إنه فن يبهج حيث يقول مغنى الصوت كلاما جميلا في العشق والحياة، بلحن عميق ومميز، تشعر عند سماعه بكل فضاء البحر والحياة في الخليج، أيام البساطة والسفر الطويل ودفئ القلوب الحميمة. هذا الفن الجميل بات يمكن أن نقول عنه قد اندثر ولم يبق منه سوى صدى الذاكرة التي تأتي بها محطات الإذاعة والتلفزة أحيانا وبعض ما يخفى في محال التسجيلات، حيث يكون محمد زويد، أحد رواد هذا الفن، هو الأكثر حضورا في هذه الوسائل فيما يغيب آخرون عنها، مثل: ضاحي بن وليد وعبدلله فضالة ويوسف فوني ومحمد بن فارس. وحديثا قدم الفنان عبدالله الرويشد شيئا من هذا الفن من خلال بعض كاسيتاته التي حملت عنوان “ ليلة عمر” ضمن سلسلة امتدت إلى ثلاثة البومات حسب ما اعتقد، قدم فن الصوت بشكل رائع للغاية، فيه من التجديد ما يدعو إلى التوقف عنده، ولكن يبقى هذا الجهد فرديا وشبه هامشي في تجربة الرويشد. لذلك ومن أجل هذا الفن الجميل، على الجهات ذات الاختصاص العمل لإحياء هذا الفن من خلال تشكيل فرق لفن الصوت، تحيي حفلات موسمية وتشارك في مختلف الفعاليات الثقافية الموسيقية محليا وعربيا وعالميا، وكذلك على المغنيين المتميزين أن يساهموا بتضمين البوماتهم الغنائية شيئا من هذا الفن. فهذا فن جميل يستحق أن نحييه ونحافظ عليه ليعيش ويستمر بيننا، علينا أن لا نخسره في طريق الحياة الذي نواجه فيه الكثير من الخسارات لأشيائنا الجميلة. فن الصوت بحاجة إلى وقفة حقيقية تعيد له وجوده العميق في حياتنا وثقافتنا الموسيقية الغنائية، حيث فنوننا هي أرواحنا وضحكاتنا و رقصنا وجنوننا الجميل في الحب وفي العشق، هي جمالنا وطبيعتنا ببحرها ورملها وجبالها. فالفنون الشعبية هي إحدى ركائز حفاظنا على ما نهذي به من هوية نكاد نفقدها بانفتاح ساذج على الثقافة العالمية. وهنا ليس المقصود عدم الانفتاح على العالم وثقافته، بل المقصود هو أن لا نفقد أنفسنا وسط هذا الانفتاح، حد إننا نغيب أشيائنا الجميلة إلى الدرجة التي نخجل منها. حتى الآن.. حتى الآن هناك الكثير من المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون لا تشتغل جيدا وبصدق من أجل أحياء الفنون وتكريسها لدى الأجيال وتطويرها وجعلها تتنفس في يومنا، ككل تجارب الشعوب الكبيرة مع فنونها من أميركا الاتينية وأفريقيا وآسيا وأوربا، حتى أميركا. نحن بكل أسف نبحر بعيدا عن جمالنا. سعد جمعة saadjumah@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©