انخفاض عدد الوفيات بوحدات العناية المركزة في دبي إلى 35%

انخفضت نسبة الوفيات في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات التابعة لهيئة الصحة بدبي من 60% إلى 35% خلال السنوات الخمس الماضية، في حين أن النسبة المقبولة عالمياً تتراوح بين 45 إلى 50%، بحسب الدكتور حسين ناصر آل رحمة، رئيس الرابطة العربية لجمعيات العناية الحرجة ورئيس جمعية الإمارات للعناية الحرجة. وقال آل رحمة، في تصريحات صحفية أمس على هامش افتتاح فعاليات مؤتمر ومعرض الإمارات السابع للعناية الحرجة والذي يستمر ثلاثة أيام، إن “ قسم العناية المركزة في مستشفى دبي أدخل 4 أجهزة حديثة للكشف عن الحالات الدقيقة سواء القلبية آو الوريدية يعمل على التحاليل القلبية من دون تدخل جراحي وتساعد على التفريق بين أنواع الإصابة في الحالات الحرجة “. وأشار آل رحمة الذي يرأس قسم العناية الحرجة في مستشفى دبي، إلى أن تلك الأجهزة تساعد في تشخيص نوعية المرض لدى الحالة بدقة عالية جداً وبالتالي تحديد العلاج المناسب لها. وذكر أن قسم العناية الحرجة أصبح مركزاً مرجعياً على مستوى المنطقة ومركزاً مشاركاً عالمياً في مجال التدريب والبحوث العلمية المتخصصة. وقال آل رحمة، رئيس مؤتمر الإمارات السابع للعناية الحرجة، إن “ الإمارات من خلال هيئة الصحة بدبي تقدمت بطلب لاستضافة مؤتمر الاتحاد العالمي لجمعيات العناية الحرجة عام 2017، ويتنافس معها 6 دول أخرى، ألا أن تطور وحدات العناية المركزة في الإمارات يدعم ملف ترشحها”. وأضاف أن دولة الإمارات بدأت بالتعاون مع الاتحاد العالمي لجمعيات طب العناية المركزة والحرجة الاستعداد لتنظيم المؤتمر الآسيوي الأفريقي للاتحاد العالمي لجمعيات طب الرعاية المركزة والعناية الحرجة عام 2017 الذي يعد أكبر ثاني مؤتمر للاتحاد العالمي على مستوى العالم والأول على مستوى قارتي آسيا وأفريقيا”. وافتتح قاضي سعيد المروشد مدير عام هيئة الصحة بدبي صباح أمس بمركز المؤتمرات بفندق انتركونتننتال فيستيفال سيتي دبي، فعاليات مؤتمر ومعرض الإمارات السابع للعناية الحرجة الذي يعقد بالتزامن مع المؤتمر الآسيوي الأفريقي الثالث للاتحاد العالمي لجمعيات طب الرعاية المركزة والعناية الحرجة والمؤتمر السابع لرابطة الجمعيات العربية لطب لعناية الحرجة. وإطلع المروشد، على المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك فيه 30 شركة تعرض آخر ما تم التوصل إليه في مجال العناية الحرجة حيث استمع مدير عام صحة دبي من ممثلي الشركات العارضة حول احدث الأجهزة والمعدات والتقنيات العالمية التي تسهم في تحسين الرعاية الصحية للمرضى في وحدات العناية المركزة. وتنظم المؤتمر، الجمعية الإماراتية للعناية الحرجة بالتعاون مع الرابطة العربية لجمعيات العناية الحرجة وبدعم من هيئة الصحة بدبي وجائزة الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم للعلوم الطبية الدكتور ايدجر خيمينيز رئيس الاتحاد العالمي لجمعيات العناية المركزة والحرجة العالم، بحضور 1400 طبيب وممارس بأقسام العناية المركزة من داخل الدولة وخارجها. وأكد قاضي المروشد في كلمته الافتتاحية لفعاليات المؤتمر، أهمية هذا الحدث الذي يكتسب أهمية خاصة باعتباره احد ركائز التطوير والتحديث في مجال الخدمات العلاجية وتداخله مع كافة التخصصات الطبية الأخرى مما يؤكد أهمية التعاون بين مختلف المؤسسات الطبية وتبادل المعرفة العلمية في هذا المجال لتحسين مستوى العناية والرعاية المقدمة للمرضى. وقال المروشد، إن “هيئة الصحة بدبي تولي اهتماماً بتوفير الرعاية الصحية المتكاملة ذات الجودة العالية لمرضاها وعملائها بشكل عام، حيث قامت الهيئة بإنشاء العديد من وحدات العناية المركزة في مختلف مستشفياتها وتم تزويدها بالكوادر الطبية المدربة والمؤهلة وبالأجهزة والمعدات الطبية المتطورة”. واكد المروشد أن هيئة الصحة بدبي تعد المؤسسة الصحية الأولى على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة التي أولت هذا التخصص كل الرعاية والاهتمام وساعدت وما زالت تساعد في بناء وتدريب الكوادر الطبية العاملة في هذا المجال. ويبحث المؤتمر آخر المستجدات العالمية في هذا المجال والتعرف إلى التقنيات الحديثة، التي تزيد من فرص النجاح والشفاء، والتخفيف من آلام المرضى، وتحسين فرص الرعاية الصحية لهم. المستجدات العالمية من جهته، قال الدكتور حسين ناصر آل رحمة رئيس مؤتمر الإمارات السابع للعناية الحرجة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، “ سيتم من خلال أيام المؤتمر الثلاثة استعراض آخر البحوث والمستجدات العالمية التي توصل إليها العلم خلال الستة شهور الماضية في مجال العناية الحرجة على مستوى العالم”. ويناقش المؤتمر خلال جلساته العلمية على مدار ثلاثة أيام 25 ورقة علمية و 130 محاضرة بمشاركة 72 متحدثاً رئيسياً و120 من كليات طبية دولية و1400 طبيب وممارس بأقسام العناية المركزة من ممرضين وفنيي مختبرات. ويتناول المؤتمر المحاور المتعلقة بآخر الأبحاث والدراسات حول الالتهابات التسممية وغسيل الكلى في العناية الحرجة وأحدث أساليب وطرق التنفس الصناعي وأمراض القلب والتغذية وسبل التعامل مع حالات الطوارئ في أقسام العناية المركزة في جميع التخصصات الطبية مثل أمراض الكلى وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض العصبية وإصابات الدماغ ومناقشة الأخلاقيات التي تنظم التعامل مع حالات الموت الدماغي السريري والتبرع بالأعضاء البشرية. ويتضمن المؤتمر ست ورش عمل سيتم خلالها التدريب على أحدث أجهزة التنفس الصناعي وعرض أحدث الأبحاث والنظم الطبية المستخدمة في أقسام العناية المركزة وكيفية إنقاذ المصابين بالسكتة التنفسية والتدريب على أحدث الطرق في نقل المصابين عن طريق الإسعاف البري والجوي بالإضافة إلى ورشة عمل حول إدارة نظم السجلات الطبية في أقسام العناية المركزة واحدث ما توصلت إليه الجمعية الكندية للعناية الحرجة في هذا المجال. وقال الدكتور آل رحمة، إن “المؤتمر سيخصص ثلاث جوائز لأفضل الأبحاث العربية المقدمة بالمؤتمر وهي جائزة “الرازي” لأفضل بحث علمي في العناية المركزة وجائزة “الهيثم” لأفضل بحث إداري في أقسام العناية المركزة وجائزة “رفيدة” لأفضل بحث مقدم من كادر التمريض”. نخبة من الأطباء ويشارك المؤتمر به نخبة من الأطباء والمختصين والممارسين في أقسام الرعاية المركزة يمثلون اكثر من 30 دولة هي الولايات المتحدة الأميركية وشيلي وكولومبيا والبرازيل والأرجنتين وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وأسبانيا والهند وكوريا والصين وهونج كونج واليابان وجميع دول مجلس التعاون الخليجي والأردن وسوريا ولبنان ومصر والجزائر وتونس والمغرب والسودان وجنوب إفريقيا. وألقى الدكتور خالد شكري أمين عام الجمعية العربية الدولية لطب العناية الحرجة كلمة استعرض خلالها النجاحات والإنجازات التي حققتها الرابطة خلال السنوات الثلاث الاخيرة وجهودها في مجال تأهيل وتدريب الكوادر الطبية في اكثر من 100 مستشفى على مستوى الوطن العربي. وألقى الدكتور لويس دانيال شيشي رئيس الجمعية الاوروبية للعناية الحرجة كلمة تطرق خلالها الى خطط الجمعية المستقبلية وتعاونها مع مختلف جمعيات العناية الحرجة على مستوى العالم للعمل معاً لتطوير وحدات العناية المركزة. الجمعيات العربية يعقد على هامش فعاليات المؤتمر، اجتماع أعضاء رابطة الجمعيات العربية لطب العناية الحرجة مع كل من رئيس جمعية العناية المركزة للأمراض النفسية وإصابات الدماغ ورئيس التجمع العالمي لمكافحة الالتهابات والتسمم الدموي في العناية المركزة. وقد تم اختيار دولة الإمارات عضواً دائماً في الاتحاد خاصة وأنها الرئيس الحالي للرابطة العربية لجمعيات العناية المركزة. ويقام على هامش المؤتمر عدة اجتماعات منها الاجتماع السنوي الأول لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العالمي لجمعيات طب العناية المركزة والحرجة واجتماع أعضاء الاتحاد الدولي وأعضاء مجلس إدارة الرابطة العربية لجمعيات العناية المركزة ورؤساء جمعيات العناية الحرجة بالدول العربية. كما يعقد على هامش المؤتمر اجتماع أعضاء رابطة الجمعيات العربية لطب العناية الحرجة مع رئيس الجمعية الأوروبية للعناية الحرجة لمناقشة سبل التعاون بين الهيئتين لتطوير النظم العلاجية والتدريبية لتأهيل المستشفيات العربية للحصول على اعتراف من الهيئة الأوروبية على أن يقام الامتحان الأوروبي لدبلوم العناية المركزة بدبي خلال السنتين القادمتين.