الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلماء: الاختيار الصحيح للزوج يعتمد على دينه وخلقه

العلماء: الاختيار الصحيح للزوج يعتمد على دينه وخلقه
19 ابريل 2013 14:07
أظهرت الأرقام والإحصائيات أن العنوسة صارت مشكلة عربية عامة لعدة أسباب أهمها ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء المهور، رغم انخفاض الحالة الاقتصادية في الكثير من البلدان، وهو أمر يرفضه الدين الإسلامي الحنيف، الذي حض على التراحم والتكافل وتذليل العقبات أمام تزويج الشباب والفتيات ولو بخاتم من حديد، إذا تقدم للزواج شاب ترضى أسرة الفتاة دينه وخُلقه، دون الاكتراث كثيراً بخزينة نقوده وتقييمه على أساس حجم مقدار ثروته. يصر الكثير من الأسر على المغالاة في المهر وكثرة متطلبات الزواج مما يشكل عائقاً كبيراً أما الشباب، وهو ما أكده أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم في قوله: هناك أسر عربية عديدة تصر على التفاخر بالمهور وتزايد على مهر بناتها، حيث يظن الآباء أن رفع المهر دليل فخر للعائلة كلها وهم هنا يخطئون في حق بناتهم وفي حق دينهم لأن المغالاة في مهر المرأة تناقض الصورة الرائعة للإسلام، فالمهر الغالي يشوه الهدف الأسمى الذي حدده الإسلام من الزواج وهو تكوين أسرة مسلمة متفاهمة أساسها الاحترام والأخلاق. وغلاء المهور يجعل الزواج مجرد وسيلة للحصول على المال والفتاة مجرد سلعة يبيعها الأهل لمن يدفع أكثر، فيبقى الشباب والفتيات من دون زواج لعدم القدرة على دفع المهر الغالي، وهذا معناه تعطيل الزواج، وإيقاف سنة الله وحصول الفساد الأخلاقي. تعاون المسلمين وحول الحلول التي يمكن اتباعها في هذا الاتجاه، يشير إلى أن الواجب على المسلمين أن يتعاونوا وأن يقتصدوا في المهور والولائم حتى يمكنوا متوسط الدخل من الزواج، فالواجب على الولي شرعاً تزويج من بلغت من النساء إذا رضيت بالزواج بمن يخطبها ممن يرضى الولي أمانته ودينه وخلقه، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتاكم من ترضونه ديناً وخلقاً فأنكحوه.. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»، فلا يجوز للولي أن يمتنع عن العقد لمن رضيت الفتاة به زوجاً بحجة قلة المهر، ولا يحق له أن يحرم ابنته أو أخته أو أي قريبة له من الزواج ممن أتى إليه خاطباً راغباً في الزواج بها إذا كان كفؤاً لها من ناحية الدين والخلق ومن امتنع عن العقد فهو آثم شرعاً. ودعا الفتاة المسلمة المقبلة على الزواج أن تلعب دوراً مهماً في مسألة ارتفاع المهور، فالأهل قد يطلبون مهراً عالياً وثياباً وذهباً، ونحو ذلك وينبغي أن تكون الفتاة المسلمة المتدينة عاقلة، فتقنع أهلها بأنه لا داعي لكل هذه الطلبات، وأنها لا تريد كل هذا المهر، ولا الذهب، ولا الثياب، خصوصاً إذا كان الزوج ليس بمقتدر، بل إنه سيستدين لأجل الوفاء بهذه الطلبات. ويرى رئيس قسم الشريعة بجامعة الإسكندرية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور محمد كمال إمام، أن غلاء المهور مشكلة تفاقمت بشدة وتحتاج لوقفة جادة لمواجهتها فقد كشفت دراسات عديدة عن أن كثيراً من الفتيات يغالين في طلباتهن من العريس وهناك فتيات تمردن ورفضن كثيراً من العرسان في سن الشباب بسبب مطالبهن المادية المبالغ فيها واليوم يعانين العنوسة بعد أن خف الطلب عليهن وزادت أعمارهن ولا بد أن يعي المجتمع العربي المسلم خطورة المغالاة في المهور على مستقبل الفتاة قبل الشاب فليس من المصلحة الشرعية أو المجتمعية المغالاة في المهر والإسراف في الطلبات المادية، فهذه أمور يرفضها الإسلام الذي كرم المرأة وليتذكر كل أب مسلم أن صداق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته كان في حدود خمسمئة درهم وأنه صلى الله عليه وسلم زوج امرأة برجل فقير ليس عنده شيء من المال، بما معه من القرآن، بعد أن قال له: «التمس ولو خاتماً من حديد»، وقد تزوج الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه امرأة على وزن نواة من ذهب والله تعالى يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا). تقوى الله ويضيف: لا بد أن نستلهم حلول مشكلة المغالاة في المهور من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إياكم والمغالاة في المهور فإنها لو كانت تقوى عند الله أو مكرمة عند الناس لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولاكم بها فما نكح صلى الله عليه وسلم من نسائه ولا أنكح واحدة من بناته بأكثر من اثنتي عشرة أوقية وهي أربعمئة درهم وثمانون درهماً وهناك حاجة لبرنامج دعوي وإعلامي يوضح للناس خطورة المغالاة في المهور وكراهية الإسلام لهذا الأمر. أما أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الدكتور آمنة نصير فترى أن الفتيات العربيات يضطررن إلى عرض أنفسهن للزواج من خلال الفضائيات والصحف والكتب حتى قام أحد المؤلفين مؤخراً بإصدار كتاب يحوي بيانات خمسمئة فتاة عربية يعرضن أنفسهن للزواج، وهي ظاهرة مخيفة، ولكن الفتيات لجأن إليها بعد أن شعرن بالخوف من شبح العنوسة. الزواج في الإسلام والإسلام لم يمنع أن تعرض المرأة نفسها للزواج على أن يتم ذلك وفق ضوابط محددة وفي القرآن الكريم حيث أشارت الدكتورة آمنة إلى ما جاء على لسان شعيب النبي صلى الله عليه وسلم «إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجـج، فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك». وتوضح هذه الآية الكريمة كيف يعرض فيه الولي ابنته على الرجل وهذه سنة قائمة ولهذا لم يتردد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عرض ابنته حفصة للزواج ولا بأس من عرض الرجل وليته على الرجل الصالح اقتداء بالسلف، ولكن أن تعرض الفتاة نفسها مباشرة، فهذا فيه امتهان لها لا يقبله الإسلام، فلا بأس من أن تسعى الفتاة لتزويج نفسها بالوسائل المشروعة مع المحافظة على كرامة وحياء الفتاة وهو ما قامت به السيدة خديجة رضي الله عنها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث عرضت على الرسول الزواج منها، لكن بأسلوب غير مباشر من خلال قريبتها التي أرسلتها لاستطلاع رأيه في هذا الأمر، فالأصل أن يبدأ الرجل طلب الزواج، ولكن لا بأس من أن تفعله المرأة متى رأت أن الرجل مناسب لها ولا حرمة في هذا، بل إن هناك من يسميها سنة السيدة خديجة وعامة الناس ليسوا جميعاً على نفس المثال، فهناك من يرى أن هذا السلوك يناسبه وهناك من يرفضه وهذا يتوقف على طبيعة الفتاة.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©