الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخوف وانعدام الثقة يخيمان على الموصل

13 سبتمبر 2008 01:52
كان فلاح محمد يتطلع بعيداً وهو يتحدث عن تهديدات المتشددين له ولأسرته بالقتل ما لم يترك وظيفته الحكومية كحارس أمن في مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى بشمال العراق''· وقال ''بعد خطاب التهديد الثالث لم أجد أن الأمر يستحق المخاطرة فتركت عملي''· وأضاف ''لقد أشاع المقاتلون الخوف الشديد في هذا المكان''· ويقتل مسلحون مسؤولين ورجال أمن كل يوم تقريبا في الموصل البالغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة وتجاهد قوات الأمن هناك للسيطرة على العنف، في حين تتمتع بقية أجزاء العراق بأفضل وضع أمني منذ الغزو الأميركي للبلاد عام ·2003 وقد تراجعت الهجمات في نينوى منذ ان شنت قوات عراقية وأميركية عملية عسكرية ضد تنظيم ''القاعدة'' وجماعات عراقية متشددة هناك في شهر مايو الماضي، فازدحمت الأسواق وزادت حركة المرور· لكن السكان يقولون إن الخوف وانعدام الثقة مازال جاثماً على الموصل وهي بوتقة قديمة انصهرت فيها الجماعات العرقية والطائفية· وقالت ربة بيت اسمها نسرين مصطفى ''الناس هنا خائفون جدا· كنا نسمع الانفجارات قبل العملية ومازلنا نسمعها حتى الآن· فما الذي تغير؟'' وذكر الجيش الأميركي أن الهجمات تراجعت من نحو 130 هجوما أسبوعيا قبل مايو إلى نحو 30 هجوما أسبوعيا في يوليو الماضي قبل ان تزيد مرة أخرى إلى ما بين 60 و70 هجوما أسبوعيا· وقال ضابط الاستخبارات العسكرية الأميركية في الموصل الميجور آدم بويد ''انها هجمات مثل إطلاق النار من سيارة عابرة على رجال شرطة عراقيين·'' وأضاف ''هناك حملة ترويع ضد قوات الأمن العراقية لاثارة الشعور بعدم الأمان بين السكان''· وقبل أسبوعين حاول المسلحون قتل قائد العمليات العسكرية في نينوى اللواء رياض جلال توفيق بتفجير عبوة ناسفة · وقتل 2 من أساتذة جامعة الموصل في الأشهر الثلاثة الماضية· لكن، كما اتضح من تجربة محاربة قوات ''مجالس الصحوة'' المحلية لتنظيم ''القاعدة'' محافظة الأنبار غربي العرا، فإن حتى أكثر المناطق عنفا في العراق يمكن أن يتغير حالها· وكانت الأنبار الصحراوية تحت سيطرة المسلحين منذ عام 2006 وسلم الجيش الأميركي السيطرة الأمنية عليها للقوات العراقية مؤخراً بعد استتباب الأمن فيها بفضل أن انضمام أبناء القبائل إلى الجيش والشرطة في طرد مسلحي التنظيم منها· ولا يتوقع المسؤولون الأميركيون تحقيق ''نصر'' مثلما مماثل بسهولة في نينوى، حيث السكان خليط من السنة والشيعة العرب والأكراد والتركمان والأكراد واليزيديين والمسيحيين الكلدان والآشوريين، فيما تقطنها الأنبار أغلبية ساحقة من العرب المسلمين السنة· وقال ضابط عمليات الجيش الأميركي في الموصل اللفتنانت كولونيل روبرت موليناري ''كان الحوار في الانبار بين شيوخ مستعدين لتنحية خلافاتهم جانباً من أسباب نجاحهم هناك'' وأضاف ''لا نرى ذلك هنا في نينوى، فالحكومة المحلية غير مستعدة لمثل هذا النوع من الحوار''· ويتعطل عمل الاستخبارات في المحافظة بسبب الافتقار إلى الثقة بين العرب المكون الرئيسي لقوات الشرطة وبين الأكراد المهيمنين على أغلب المناصب العسكرية· وقال الضابط الكردي في الجيش العراقي الرائد جاهر باهوالدين قال لوكالة ''رويترز'' ان نسبة ضئلة فقط في المناطق السنية العربية ترغب في فتح حوار· وأضاف ''انهم لا يساعدوننا ويفضلون عدم التعاون مع الاكراد· نحاول ان نبلغهم بأننا هنا لنخلي المنطقة من المسلحين وحتى عندما يرغبون في المساعدة فإن خوفهم يمنعهم من الحديث''· وقال الضابط الأميركي الكابتن آدم كانون إن الضباط الأكراد لا يثقون في العرب ولا يتبادلون المعلومات مع الشرطة· ورأى أن النجاح، في نهاية الأمر، سيعتمد على انعاش الاقتصاد في المدينة المدمرة التي الممتمدة أمام الجدران المحطمة لمدينة نينوى الآشورية القديمة· فالعاطلون يسهل اجتذابهم إلى الجماعات المسلحة والسكان كاد صبرهم ينفد من بطء إيقاع إعادة البناء· وقال الجندي السابق في جيش النظام العراقي السابق سعد محمد رشيد وهو مدير متجر الآن ''هناك الكثير يتعين إصلاحه وهم لا يفعلون ذلك تنقصنا المياه والكهرباء· لم نعد نكره الأميركيين، بل ينصب غضبنا على الحكومة''·
المصدر: الموصل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©