نهيان بن مبارك: الدولة ملتزمة بخدمةِ المجتمعِ والإنسان

بدرية الكسار (أبوظبي) أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أنّ العملَ الرائع، الذي تقومُ به هيئةُ الهلالِ الأحمرِ الإماراتي، في كافةِ أنحاءِ العالم، إنما يأتي، تجسيداً قوياً وأميناً، لتوجيهاتِ صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيسِ الدولة أعزَّه الله، ومتَّعه بموفورِ الصحةِ والعافية وهي الجهود، التي يُتابِعُها بكلِّ عزمٍ وجِدّ، صاحبُ السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليُّ عهدِ أبوظبي، ونائبُ القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تؤُكدُ على التزامِ الدولة، بخدمةِ المجتمعِ والإنسان، والإسهامِ المُستمرِّ والواعي، في تحسينِ ظروفِ الحياة، في كلِّ مكان. وتقدم معاليه لدى افتتاحه أمس في أبوظبي مؤتمر المسؤولية المجتمعية في دورته الثالثة لدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقيم بفندق سانت ريجيس الكورنيش بأبوظبي بالشكر والتقدير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيس الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر على راعيتها لفعاليات المؤتمر، وقال معاليه إن هذه الرعاية الكريمة تؤكد حرص سموها الكبير، على تحقيقِ التنميةِ المجتمعيةِ الناجحة: في الدولة، والمِنطقة، بل والعالم، كما نَعتزُّ بِدَوْرِها المَرموق، في كافة مجالاتِ الخيْرِ والعطاء، سواءٌ في حقلِ التعليم، أو مجالِ الصحة، أو النهضةِ النسائية، أو العملِ التطوعيّ، وعملِ البِرِّ والإحسان، أو كلِّ ما مِن شأنِه، تنميةُ المجتمع، والارتقاءُ بالإنسانِ في كلِّ مكان، وأضاف معاليه: تجسد هذه الرعاية أيضا رؤية سموها الصائبة في أن المشاركة المجتمعية، هي أساس التقدم المستدام، بل إن هذه الرعاية الكريمة، هي كذلك، تجسيدٌ لِما تُمثِّلُهُ سموُّها، لنا جميعاً، من قدوةٍ حسنة، تَجْعلُنا دائماً، ونحن نتعلمُ الكثيرَ والوفير، من مسيرتِها الثَّرِيَّةِ والمِعطاءة. إنَّ مؤتمرَكم هذا، أيها الإخوةُ والأخوات، إنما هو تعبيرٌ صادق، عن التزامِنا القويّ، بكافةِ هذه المبادئِ والتوجهات، التي تُهدُف إلى تحقيق الخير، للبشريةِ جَمْعاء. وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن ما ميز المؤتمر هذا العام إنهد شهدُ إطلاق «وِسام سموِّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، للمسؤوليةِ المجتمعيةِ الخليجية» الذي تمُّ مَنْحُه، للمؤسساتِ الخليجيةِ الرائدة، في مجالِ المسؤوليةِ المجتمعية، مؤكدا أن الوسام سيكونُ له دورُه المُهم، في بَثِّ الحيويةِ والفاعلية، في كافةِ مجالاتِ المسؤوليةِ المجتمعية، في دولِ مجلسِ التعاون، وسيكون حافزاً قوياً، نحوَ ترسيخِ مبادئِ هذه المسؤولية، على كافةِ مستوياتِ المجتمع، وتَشجيعِ العملِ الجادّ، من أجلِ الرخاءِ والازدهار، والتنميةِ الناجحة، في المِنطقةِ كُلِّها، وأضاف معاليه: إنني على ثقةٍ كاملة، في أنَّ هذا الوِسام، وما يَرتبِطُ به، من أنشطةٍ وفعاليات، سوف يكونُ بإذنِ الله، إلهاماً ومجالاً، للاحتفاءِ بالإنجازِ والتميز، وحافزاً قويّاً، لتشجيعِ الإبداعِ والابتكار، وتعميقِ قُدْراتِ مجتمعاتِنا، على مواجهةِ كافةِ القضايا والتحديات، التي ترتبطُ بتنميةِ المجتمع، وحمايةِ البيئة، وإسعادِ الناس. وتقدم معاليه بالشكر لهيئةِ الهلالِ الأحمرِ الإماراتي، لِتنظيمِها الناجح، للمؤتمر، وقال: إن الهيئة أكدت مكانتُها الرائدة، ورسَخَت أدوارُها المهمة، في كافةِ المجالاتِ الإنسانيةِ والمجتمعية، في ظلِّ القيادةِ الحكيمةِ لِرئيسِها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثلِ الحاكم في المِنطقةِ الغربية، وأضاف: إن الهيئة، بقيادة سموه، إنما تُركِّزُ على تنميةِ المجتمع، وحماية البيئة، وخدمةِ المُحتاج، ورعايةِ المريض، ومُجابَهةِ الكوارث، والتمكينِ للعملِ التطوعيِّ والإنسانيّ، بالإضافة إلى مُناصَرةِ حقوقِ الإنسان، في العيش الكريم، في أيِّ وَقت، وفي كُلِّ مكان إنما هو تعبيرٌ صادق، عن التزامِنا القويّ، بكافةِ هذه المبادئِ والتوجهات، التي تُهدُف إلى تحقيق الخير، للبشريةِ جَمْعاء. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك على أن المؤتمر يسعى إلى أنْ تكونَ أنشطة وفعاليات: المسؤوليةِ المجتمعية، في دول مجلسِ التعاون الخليجي، عاملاً مهماً، في تحقيقِ تنميةِ المجتمع، وإحداثِ تغييراتٍ إيجابية، على كافةِ المستوياتِ وتُسهِمُ بفعالية، في تحسينِ مستويات المعيشة، والحِفاظِ على البيئة، والاهتمامِ بالأهدافِ الكُليّةِ للوطن، بل وأيضاً، تعميقُ الإدراك، بالآثارِ المُترتِّبَة، على السلوك الإيجابي، للأفرادِ والمؤسساتِ والشركات، في مسيرةِ المجتمع، والمِنطقةِ، والعالم. وأبدى معالي الشيخ نهيان بن مبارك عددا من الملاحظات حول انعقاد المؤتمر أجملها في أن انعقادَ المؤتمر، للمرةِ الثالثة، إنما هو مُؤشِّرٌ واضح، على أنَّ مبادئَ المسؤوليةِ المجتمعية، قد أخذت طريقَها، لتتأكد في وُجدانِ مجتمعاتِنا الخليجية، وأصبح هناك وعيٌ مهم، بارتباطِها بمفاهيمِ التنميةِ المُستدامةِ في المجتمع، وبأهمية الاهتمام بالجوانب الإنسانية، والاجتماعية، والبِيئية، والأخلاقية، للتنميةِ الاقتصادية الناجحة. وقال معاليه: إنَّ انعقادَ مؤتمرِكم هذا، للمرةِ الثالثة، هو كذلك، دليلٌ أكيد، على أنَّ مبادئَ وتطبيقات: المسؤوليةِ المجتمعية، تنمو وتتطور، بشكلٍ دائم، في المِنطقة والعالم: استجابةً لظروفِ المجتمع، ومتطلباتِ العصر، وهو الأمر، الذي يتطلبُ منا جميعاً، الاهتمامَ الكبير، بتحديد وتطوير المعايير والمستويات والإجراءات، اللازمةِ للأداء، في هذا المجالِ الهام وكما ذكرتُ منذ قليل، فإنّ «وِسام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، للمسؤوليةِ المجتمعية»، هو خطوةٌ مهمة، في سبيل تأكيدِ التميز في هذه المعاييرِ والمستويات، وَوَضْعِها مَوْضِعَ التطبيقِ العمليّ، في مِنطقةِ الخليج. و أضاف معاليه: أَنني أُلاحظ، في جدولِ أعمالِ مؤتمركم، إدراكاً واضحاً، بأنّ النجاح، في مجال المسؤوليةِ المجتمعية، يتطلبُ تغييراتٍ مهمة، في نُظُمِ الإدارةِ والمتابعة، وفي وعيِ الأفرادِ والمؤسسات، بدورهم المأمولِ في المجتمع، وتحديدِ القيمِ والمبادئ التي تَحكُمُ عملَ الجميع، كما أن النجاح في مجال المسؤولية المجتمعية، يتطلب أيضاً، مبادرات مهمة، في تشكيلِ منظومةِ العلاقات والشِّراكاتِ المجتمعية، وفي إعلاء مبادئِ الشفافيةِ والمشاركة، بل وربما أيضاً، في تطوير نُظُمِ المحاسبةِ، والمراجعة، وتقييمِ الأداء. نهج إنساني متميز أكد الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، أن مؤتمر المسؤولية المجتمعية يأتي تعزيزا للنهج الإنساني المتميز لدولة الإمارات الذي اختطه منذ أكثر من أربعة عقود فقيد الوطن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ويستكمل مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة « حفظه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي. وأشاد المزروعي برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» لفعاليات المؤتمر في دورته الثالثة وتخصيص سموها لوسام يمنح للجهات الخليجية التي ساهمت في تطبيق متطلبات ومبادئ المسؤولية المجتمعية وحققت أفضل الممارسات عل مستوى كل دولة خليجية، مؤكدا أن الوسام يمثل قيمة إضافية للمؤسسات التي تلتزم جانب المسؤولية المجتمعية ضمن أنشطتها وبرامجها المختلفة، وأضاف: تعتبر المسؤولية المجتمعية مطلبا من مطالب الحوكمة المؤسسية، لذلك تعمل على تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتحقق اندماج الشركة أو المؤسسة وتفاعلها مع ثقافة المجتمع والضمير الأخلاقي الجمعي، وهو ما يؤدي مباشرة إلى تعزيز الأمن والسلام الاجتماعي ويفتح أفقا أوسع أمام القطاع الخاص لتعزيز دوره في المشاركة المجتمعية والتفاعل مع قضايا وهموم المجتمع. المستقبل والتحديات وقال المزروعي: إن هيئة الهلال الأحمر عندما تنظم مثل هذا المؤتمر الذي يجيء تحت عنوان (المستقبل والتحديات) فإنها ترنو للمستقبل بأمل وتسعى بأن يكون أكثر إشراقا للأجيال اللاحقة، ومواجهة التحديات بقوة للتغلب عليها وتجاوزها حتى يتحقق الهدف المرجو، وتقدم في ختام كلمته بالتهنئة للمؤسسات الخليجية التي حصلت على وسام الشيخة فاطمة بنت مبارك للمسؤولية المجتمعية، مؤكداً أن الوسام سيكون دافعا لها للمزيد من التميز والالتزام بمسؤوليتها تجاه مجتمعاتها المحلية. وأعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات تعزز قناعات المسؤولين بقطاع رجال الأعمال بجدوى المسؤولية المجتمعية ليس على المجتمع فحسب بل على ازدهار أعمال هذا القطاع الحيوي، وتقدم بالشكر والتقدير للجهات الراعية للمؤتمر هذا العام وهي: اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة، صندوق معاشات ومكافآت التقاعد لإمارة أبوظبي، بلدية مدينة أبوظبي، جمعية أبوظبي التعاونية ومجموعة اللولو هايبر ماركت. كما تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر هزاع الهزاع رئيس مجلس إدارة شركة خطوات النجاح للمؤتمرات والندوات مؤكدا أن المؤتمر يأتي استجابة للنمو المتوازن الذي تشهده دولة الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة التي وفرت البيئة الايجابية لتمكين المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة من أن تلعب دورا أكبر في تنمية المجتمع ونموه المستدام على قاعدة كلنا شركاء في المسؤولية والبناء. من جانبه استعرض عسكر الحارثي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أهداف المؤتمر والمعايير العالمية التي تم عبرها منح وسام الشيخة فاطمة بنت مبارك للمؤسسات والجهات التي التزمت جانب المسؤولية المجتمعية في أنشطتها، مؤكداً أن الوسام يهدف إلى تعزيز التنافسية في المسؤولية المجتمعية. حضر الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المسؤولية المجتمعية الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، ونواب الأمين العام والمسؤولين في الهيئة، ويشارك في أعمال المؤتمر عدد كبير من رجال الأعمال والمسؤولين التنفيذيين وخبراء المسؤولية المجتمعية في عدد من المؤسسات والشركات بدول مجلس التعاون والدول العربية والعالم. ويقدم 18 متحدثا من 7 دول عربية وأجنبية 12 ورقة علمية تغطي جوانب تعزيز المسؤولية المجتمعية، وتتناول الأوراق عددا من المحاور المهمة في هذا المجال من خلال أربع جلسات تتضمن الإبداع والابتكار، والأنظمة والتشريعات، والشراكات والتحالفات، وتطبيق المسؤولية المجتمعية وعلاقتها بالتنمية المستدامة، كما يصاحب المؤتمر عقد ورش عمل متخصصة تتناول تمكين المجتمع المدني عبر شراكات ناضجة مع القطاعين العام والخاص، العلاقة بين العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية، تنمية الموارد المالية لمؤسسات المجتمع المدني ودور العلاقات العامة في المنظمات الإنسانية، ويشهد المؤتمر هذا العام نموا في مستوى المشاركات، وزيادة نوعية في البحوث العلمية المقدمة والتي تتميز بمستواها الرفيع ومضمونها الحرفي العالي. وسام سمو الشيخة فاطمة كرم معالي الشيخ نهيان بن مبارك الجهات الحاصلة على وسام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك والذي يمنح لأول مرة للمؤسسات الخليجية المتميزة في مجال المسؤولية المجتمعية. وحصلت على الوسام شركة مبادلة للتنمية من الإمارات، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات من البحرين، وشركة فنون التراث من المملكة العربية السعودية، وشركة عمران من سلطنة عمان، وشركة وقود من قطر وبنك الكويت الوطني، كما سلم معاليه الوسام التقديري لمشروع الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان لدوره في تطوير الريف الأفغاني، وقام معاليه أيضا بتكريم الرعاة والشركاء واللجنة العملية للمؤتمر. نَموذج وقُدوة قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك إنني على ثقةٍ كاملة، في أننا جميعاً، في دولِ مجلس التعاون الخليجي، قادرون تماماً، على أنْ نكونَ نَموذجاً وقُدوة، في مجالِ المسؤوليةِ المجتمعية ولْيَكُن نجاحُنا في هذا المجالِ بإذنِ الله، وَفاءً لتراثِنا الخالد، وتجسيداً لإنجازاتِنا الواضحة، في كافة مجالات التنمية، بل وتعبيراً عن التلاحمِ القويّ، بين قادةِ وشعوبِ المِنطقة، من أجلِ تحقيقِ التقدم، والرخاء، والاستقرار. طاقاتِ المجتمع أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أهمية الاستمرار في بناءِ طاقاتِ المجتمع، لتحقيق الأهدافِ المَرجُوَّة، للمسؤوليةِ المجتمعية، بما في ذلك، بناءُ طاقاتِ مؤسساتِ المجتمعِ المدني، وتأسيسُ علاقاتِ الشِّراكةِ والتعاون، بين الجميع، في إطارٍ، يَتَّسِمُ بالشفافيةِ الكاملة، والوعيِ التام، بالمنافعِ التي تعودُ على الجميع، مِن هذا كُلِّه. مشددا على أنّ مبادئَ المسؤوليةِ المجتمعية، هي جزءٌ أساسيّ، في تعاليمِ الدينِ الحنيف، والذي يُؤكِّد، على تحقيقِ العَدْل، وتأسيسِ المجتمعِ الصالح، والعملِ من أجلِ المصلحةِ العامّة، وخَيْرِ الجميع.