جمال سند السويدي: الإمارات دخلت مرحلة التمكين لتنطلق إلى المستقبل بخطى راسخة

أكد الدكتور جمال سند السويدي مدير عام “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” أن الإمارات دخلت مرحلة التمكين لتنطلق إلى المستقبل بخطى راسخة وبقفزات عملاقة يصعب قياسها بالسنوات. جاء ذلك في كلمته الترحيبية لدى عقد “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”، أمس الأول ندوة بعنوان “اتحاد الإمارات في عيده الثامن والثلاثين”. وناقشت الندوة العديد من القضايا الحيوية التي تتصدّر أجندة العمل الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وشارك فيها نخبة من المسؤولين والباحثين في الشأن الإماراتي داخلياً وخارجياً، واستهلت فعاليّاتها بكلمة ترحيبية للدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، رحّب فيها بالمشاركين وعبّر عن اعتزازه بحضورهم في هذه المناسبة العزيزة، وهي ذكرى قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكّداً أن عقد الندوة ليس للاحتفاء بهذه الذكرى وحسب، ولكن لإتاحة الفرصة لكوكبة من الأكاديميين الإماراتيين لتقديم محاضرات مهمّة عدّة لتناول التجربة الاتحادية واستشراف مستقبلها. وقال إن اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ينفرد بسمات عدّة، ليس أهمّها أنه التجربة الوحدوية العربية الوحيدة التي استمرت على مدى 38 عاماً لم يعكّر صفو وحدتها أزمات أو إشكاليات، فضلاً عن أنها أضحت نموذجاً للتنمية الشاملة يجب أن يحتذى به، وأضاف سعادة الدكتور جمال سند السويدي أن تجربة الإمارات الاتحادية شيّدها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقد تحمّل المغفور له -بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأشقاؤه حكّام الإمارات مسؤولية تأسيس الدولة انطلاقاً من إيمان راسخ بأن الوحدة تحقق المستحيل لهذا الشعب العريق. وأكد المدير العام لـ “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” أن الإمارات دخلت مرحلة التمكين لتنطلق إلى المستقبل بخطى راسخة وبقفزات عملاقة يصعب قياسها بالسنوات. وفي ختام كلمته توجّه الدكتور جمال سند السويدي بالتهنئة العطرة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة -حفظه الله- وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وأعرب عن أمله أن تكون هذه الندوة نافذة للأجيال الإماراتية المعاصرة لتتعرّف على ما حققته تجربة اتحاد الإمارات من إنجازات ثرية في المجالات كافة. السياسة الخارجية عقب الكلمة الترحيبية للدكتور جمال سند السويدي، بدأت فعاليات الجلسة الأولى التي ترأسها محمد الصوافي، مدير إدارة النشر العلمي في “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية”، وتحدّث فيها محمد حسين الشعالي، وزير الدولة السابق للشؤون الخارجية، فركّز حديثه حول آليات تفعيل دور السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في المحيطين الإقليمي والدولي، وناقش الشعالي تطوّر السياسة الخارجية الإماراتية واهتماماتها الرئيسية خلال المرحلة الحالية، وعرض لما حقّقته من إنجازات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وهي الإنجازات التي منحت الإمارات مكانة متميّزة على مسرح الأحداث إقليمياً ودولياً. ثم تحدّث الدكتور محمد بن هويدن، أستاذ العلوم السياسية في “جامعة الإمارات” حول تطوّر النظام السياسي الإماراتي، فأشار إلى المحطات الرئيسية لهذا التطوّر، وما شهدته الإمارات من نقلة نوعية على صعيد التطوّر السياسي، تمثّلت في إجراء أول انتخابات لتشكيل “المجلس الوطني الاتحادي”، وعرض هويدن لآليات تفعيل النظام السياسي في الإمارات، وناقش الفرص المتاحة لإحداث المزيد من هذا التفعيل خلال المرحلة الراهنة، مؤكّداً الأهمية الشديدة للسياسات الانفتاحية التي شهدتها الإمارات في السنوات القليلة الماضية، التي وضعت النظام السياسي الإماراتي على أعتاب مرحلة جديدة تتوافق مع دخول الدولة مرحلة التمكين، بعد أن اجتازت بنجاح طور مرحلة التأسيس. وفي نهاية هذه الجلسة، تحدّثت الدكتورة سعاد زايد العريمي، أستاذة علم الاجتماع في “جامعة الإمارات”، فتناولت واقع الهوية الوطنية في الإمارات، مشيدة بالجهود الكبيرة التي بذلت من أجل تكريس الهوية الوطنية وترسيخها، وعرضت العريمي لواقع الهوية خلال المرحلة الحالية، وتناولت آليات تفعيلها في ضوء ما يواجهها من تحدّيات خاصة بأولوية الحفاظ على الخصوصية الوطنية في ظل طغيان ظاهرة العولمة الثقافية وطبيعة التركيبة السكانية للدولة. وعقب كلمة العريمي، كانت هناك مناقشة عامة حول مجمل ما تمّ طرحه من قضايا وأفكار خلال فعاليات الجلسة الأولى. اقتصاد الإمارات وناقشت الجلسة الثانية التي ترأسها أحمد الأستاذ، مدير إدارة الدراسات الاقتصادية في “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية” قضايا خاصة بالاقتصاد الإماراتي ودور “المجلس الوطني الاتحادي”، وتحدّث خلالها الدكتور محمد العسومي، الكاتب والمحلل الاقتصادي، والدكتور عبدالرحيم الشاهين، عضو “المجلس الوطني الاتحادي”.