ماجدة الرومي تشدو في قصر الإمارات

الإمارات تعيش عيد الاتحاد، وعلى مسرح قصر الإمارات انطلقت أمس الأول أولى أفراح الدورة الجديدة من برنامج “حفل الخميس الأخير من كل شهر” الذي تنظمه هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، مع الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي والفرقة الموسيقية المرافقة لها بقيادة خالد فؤاد. بدأ الحفل بمعزوفة موسيقية تمهيداً لاستقبال الفنانة التي دخلت تتهادى بالحرير الأبيض. ولأن صاحبة الصوت العذب تغني قصائد الحب لأمير الياسمين الدمشقي كان يليق بها أن تظهر بلون الياسمين وتشدو بمحبة لبنان: “يابلادنا مهما نسينا/ بربوعك نحنا ربينا/ كل حبة من ترابك قلب ولهفة أم تنادينا”. بعد هذه البداية اللطيفة والتغني بمحبة الوطن، توجهت الفنانة لجمهورها بالتحية فعبرت عن سعادتها وشكرت الهيئة المنظمة لهذا الحفل، كما قدمت الفرقة الموسيقية التي تضم أساتذة موسيقيين من لبنان ومصر، وختمت تحيتها بتهنئة الإمارات بالعيد قائلة: “كل عام وأنتم بخير”. ومن ربوع الوطن كان الحب هو المحطة الأولى لتشدو به: “خدني حبيبي على الهنا/ أنا بدي حبك أكثر/ علمني كل يوم أنساك”. ولأن الفنانة حريصة على أن تقدم الأغنية الجميلة والرصينة ظل الحب يأخذ مكانا مميزا عندها، فقدمت لجمهورها أجمل أغانيها الوجدانية الزاخرة بالفرح والصفاء في هذا الحفل الراقي، وهي تطالب الحبيب أن يشاركها بالغناء: غني أحبك أن تغني/ وتحدث الأطياب عني. وما أجمل أن يستمع جمهور قصر الإمارات إلى كلمات شاعر الياسمين نزار قباني، وألحان مروان خوري، يتدفق بهما كالمطر صوت الفنانة الرومي: “أحبك جدا وأعرف أني تورطت جدا/ وأحرقت خلفي جميع المراكب/ وأعرف أني سأهزم جدا/ برغم الدموع ورغم الجراح”. وبعد الدموع والجراح التي عبر فيها الشاعر الدمشقي نيابة عن الحبيبة، فاجأت الفنانة الحضور معلنة أنها ستبتعد عن الحب وهمومه في أغنية (اعتزلت الغرام): “أحبك جدا حبيبي/ اعتزلت الغرام/ بالقلب خليني”. لكن محبة الأرز كانت أقوى من الياسمين ومن النخيل حيث عادت الفنانة إلى لبنان مع كلمات الشاعر سعيد عقل وألحان الياس الرحباني وأغنية: “عم حبك ياحلم يالبنان/ أنت الهدايا بالعلب/ والكاس شي أنه انسكب”. وواصلت الفنانة ماجدة أغانيها بهذا البوح الجميل، وكان جمهور محبيها يستجيب مبتهجا بعذوبة الصوت ليعبر عن إعجابه بالتصفيق في نهاية كل أغنية حيث قدمت أكثر من عشر أغاني. وفي ختام هذه السهرة الفنية الجميلة أخذت جمهورها من جديد إلى لبنان وقصيدة بيروت: “إن الدنيا بعدك ليست تكفيني”. وهكذا كان الحفل زاخرا بمحبة الوطن: حب لبنان في الأول، وفي القلب، وفي الختام.