حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات اليوم

صعد حجاج بيت الله الحرام أمس إلى مشعر منى حيث قضوا يوم التروية وباتوا هناك اقتداء بسنة رسول الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل الوقوف على عرفات اليوم الخميس، وسط تكامل الخدمات الموفرة لهم من السلطات السعودية. وبالرغم من هطول أمطار غزيرة على الأراضي المقدسة وعدد من مدن ومناطق الحجاز، خصوصاً مكة المكرمة، والمخاوف من تفشي مرض انفلونزا الخنازير، توجه نحو 2.5 مليون حاج وحاجة من مكة إلى منى بالحافلات أو سيراً على الأقدام لبدء مناسك الحج في يوم التروية والمبيت هناك استعداداً للوقوف على عرفات. وتأخر وصول آلاف الحجاج من ميناء جدة غربي السعودية على البحر الأحمر إلى منى، بعد أن قطعت سيول ناجمة عن الأمطار الغزيرة الطريق البري من هناك إلى مكة. وذكر مسؤول في ادارة الدفاع المدني السعودية أن 10 أشخاص توُفوا جراء الأمطار في جدة، وأنقذت الطائرات والزوارق أكثر من 100 شخص آخرين. وبعد أداء صلاة الفجر اليوم الخميس في منى، يتوجه الحجاج إلى جبل عرفات حيث يمضون يومهم من شروق الشمس إلى مغيبها ثم ينفرون ليلاً إلى مزدلفة قبل أن يعودوا إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى. وأكد أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس (لجنة الحج المركزية) السعودية الأمير خالد الفيصل إتمام جميع الترتيبات والتنظيمات الخاصة بنقل الحجاج بفضل “تطور أسطول نقل الحجاج تطوراً ملموساً”. وأوضح أن عدد حافلات نقل الحجاج بلغ 19705 حافلات تملكها 16 شركة نقل حجاج سعودية وتكفي لنقل نحو مليونين و574 ألف شخص. وأكدت السلطات السعودية أنها تسيطر تماما على الوضع بعد هطول الأمطار. وذكرت مديرية الدفاع المدني السعودية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية أنه لم يتم تسجيل أي حوادث بسبب هطول الأمطار في المشاعر المقدسة وأن الأوضاع في مكة المكرمة والمشاعر “مطمئنة وتحت السيطرة”. وأوضحت أنها تواصل تنفيذ “الخطة التفصيلية لمواجهة مخاطر السيول بالعاصمة المقدسة والمشاعر”. وطلبت من سكان منطقة مكة أخذ الحيطة والحذر وعدم الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى ومن الحجاج اتباع تعليمات وإرشادات الدفاع المدني. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية لوكالة (فرانس برس) إن عدد حالات انفلونزا الخنازير المشتبه بها والمؤكدة بين الحجاج هو 67 حالة، مؤكدا أن “كل شيء يسير على ما يرام”. واتسمت حركة المرور والسير بالسهولة واليسر نتيجة دقة التنظيم ورحابة الطرق بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها. وعلى وقع التلبية “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك, لبيك” أمضى الحجيج يوم التروية في منى وباتوا في مئات آلاف الخيم المنصوبة هناك. وذكرت (قيادة أمن الحج) السعودية أنها أعدت خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التي يسلكها الحجاج من مكة المكرمة إلى منى. وانتشر آلاف من أفراد شرطة المرور رجال الأمن السعوديين في مكة المكرمة لتنظيم وتأمين حركة الحجاج وضمان عدم حصول فوضى. كما انتشر آلاف من رجال الشرطة والأمن في منى أيضاً لضمان توجه كل كل مجموعة من الحجاج إلى مكان إقامتها، حيث تم تخصيص مناطق خيام محددة لحجاج كل دولة لمنع الازدحام وضمان عدم حدوث فوضى. كما تجولت سيارات إسعاف وعيادات متنقلة في نواحي منى كافة والطرق المؤدية الى المشاعر المقدسة لتقديم الخدمات الصحية ومراقبة الحالات المشتبهة بالإصابة بحالات انفلونزا الخنازير. وذكر مدير الأمن العام السعودي الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني أن أكثر من 100 ألف رجل أمن و15 ألف عضو في الفرق الطبية يتولون السهر على أمن وسلامة وصحة الحجاج وسلامتهم. كما تم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات و1852 كاميرا مماثلة داخل وحول الحرم المكي. وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني السعودية أن جسر الجمرات ،المؤلف من 5 طوابق، سيعمل في موسم الحج الحالي بكامل طاقته الاستيعابية البالغة نحو 500 ألف حاج في الساعة الواحدة، مما يتيح لكل الحجاج رمي الجمرات في المواعيد المحددة. وذكر وزير الداخلية السعودي، رئيس (لجنة الحج العليا) الأمير نايف بن عبدالعزيز في برقية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل السعودية أن عدد حجاج الخارج تراجع بنحو 119 ألف حاج وبنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي. وأوضح أن مليوناً و614 ألف حاج 55% منهم ذكور، قدموا هذا الموسم من 183 دولة في العالم.