الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركا «الأخيرة» في سباق القطارات فائقة السرعة

أميركا «الأخيرة» في سباق القطارات فائقة السرعة
2 يناير 2010 22:39
عماد الدين زكي (أبوظبي) - دشّنت الصين مؤخراً أطول خط سكة حديد في العالم للقطارات فائقة السرعة التي تقطع الرحلة من ووهان إلى جوانجزهو البالغة مسافتها نحو 1000 كيلومتر في ثلاث ساعات فقط. وطالما كان لفرنسا شبكتها من القطارات فائقة السرعة وهناك قطارات مشابهة في أنحاء كثيرة من العالم مثل اليابان وألمانيا. أما في الولايات المتحدة، فالصورة مختلفة تماماً، إذ تسعى السكك الحديدية الأميركية “امتراك” بكل جهدها لتجذب مزيداً من المسافرين إلى قطاراتها مع تكثيفها الإعلانات التي تبرز مزاياها عن السفر جواً منها المقاعد الأكثر وسعاً ومقابس الكهرباء المتوافرة في قطاراتها المسماة “اسيلا” وسهولة إجراءات السفر. وأتت مساعي “امتراك” ببعض النتائج الإيجابية إذ تزايد عدد الركاب على خطها من واشنطن إلى بوسطن. ولكن “أمتراك” تدرك أن من أهم العناصر الجاذبة هو سرعة القطار وهي حتى الآن ليس لديها قطارات فائقة السرعة مثلما في أوروبا واليابان. ورغم حصول “امتراك” على تمويل (كانت في أمس الحاجة إليه) من الحكومة الأميركية عام 2009، تشير التوقعات إلى أن القطارات السريعة في الولايات المتحدة لا تزال أملاً صعب المنال. وبخصوص القطار الأكثر استخداماً في أميركا (المسمى “كوريدور” يعني قطاراً تنفتح جميع عرباته بدهليز متصل)، تقول “أمتراك” إنه يلزمه نحو 700 مليون دولار سنوياً طوال السنوات الخمس عشرة المقبلة لصيانة منظومته وتنفيذ مجموعة متأخرة من مشاريع الصيانة والتجديدات. ذلك أن هدف تقليل زمن رحلة القطار من نيويورك إلى واشنطن إلى ساعتين ونصف الساعة وتقليل الزمن بين نيويورك وبوسطن إلى ثلاث ساعات، والذي كان مخططاً في سبعينيات القرن الماضي، سيتطلب سكة حديد أكثر استقامة وتعديلات على الجسور والأنفاق وزيادة السعة عبر نيويورك وقطارات جديدة ضمن استثمارات أخرى. يذكر أن جميع خطوط قطارات “أمتراك” لا تحقق أية أرباح، بل وصل إجمالي خسارتها إلى 1,1 مليار دولار عام 2008. وحتى التطويرات التكنولوجية لخطوط سكة حديد “أمتراك” تتحرك على ما يبدو ببطء شديد، إذ من المرتقب ألا يتم تطوير نظام جديد للحجز الإلكتروني إلا بحلول عام 2015. ومع ذلك، يتفاءل مسؤولو “أمتراك” أكثر من ذي قبل، ويقولون إن الوقت الراهن ربما يكون الأفضل للتحرك قدماً لإنجاز المطلوب ولتنفيذ ما تريد الحكومة الأميركية منهم أن ينجزوه، بحسب ديفيد ليم مدير التسويق في “أمتراك”. ويؤكد أن وزارة النقل الأميركية تدعم قطاع السكك الحديدية. ومن أهم التغيرات التي طرأت على “أمتراك” بعد سنوات من التمويل السنوي المحدود الذي قيّد قدرة السكك الحديدية على تحقيق تطويرات ملموسة أن الكونجرس أقر في عام 2008 تخصيص ملياري دولار للقطاع، هذا بالإضافة إلى أن حزمة التحفيز الاقتصادي التي أقرها الكونجرس في مطلع عام 2009 خصصت 1,3 مليار دولار لزيادة ميزانية “أمتراك” و8 مليار دولار على هيئة منح لكل من قطارات الخدمة بين المدن وقطارات الركاب عالية السرعة. ورغم أن هذه المبالغ لن تكفي لتطوير نوع القطارات فائق السرعة المسمى بوليت (الرصاصة) المستخدم في أوروبا وآسيا، إلا أن مسؤولي “أمتراك” يقولون إن ذلك التمويل يعتبر تحولاً مهماً في السياسات الحكومية. وهناك مؤشرات أخرى على تزايد إقبال المسافرين على استخدام القطارات في الولايات المتحدة، إذ ارتفع عدد ركاب “أمتراك” باطراد منذ عام 2001 متجاوزاً 28 مليون راكب في عام 2008 رغم توقع تراجع هذا العدد في عام 2009 بسبب الركود الاقتصادي. وتقول تقديرات “أمتراك” إنها نقلت 63 في المئة من مجموع المسافرين جواً وبالقطارات بين نيويورك وواشنطن في عام 2008 من 37 في المئة قبل أن تبدأ خدمة قطار “أسيلا” عام 2000. وكانت حصة “أمتراك” السوقية بين نيويورك وبوسطن 49 في المئة العام الماضي مقارنة مع 20 في المئة قبل قطار “أسيل”. وتتطلع “أمتراك” إلى زيادة هذه الأعداد، إذ تعتزم “أمتراك” إدخال خدمة واي - فاي لاستخدام شبكة الإنترنت مجاناً في جميع قطارات أسيلا في الربع الثاني من عام 2010 ثم إدخالها في القطارات الإقليمية الشمال شرقية لاحقاً في العام ذاته. ويكمن أحد الأسباب التي تشجع المسافرين على استخدام قطارات “أمتراك” في التسهيلات المقدمة في عربات القطار لرجال وسيدات الأعمال، حسب الراكب برايان سيلنجو الذي يركب قطار “أمتراك” في رحلاته الأسبوعية إلى نيويورك من واشنطن ويستخدم بطاقة لاسلكية للاتصال عبر “الإنترنت” خلال رحلاته، وبصفته موظف مبيعات في وكالة تسويق تواصلي فهو يثني على موثوقية قطارات “أسيلا”. ويقول إنه يعتمد على قطارات “أسيلا” إذا أراد الوصول في الوقت المحدد، ورغم أمانيه في قطارات أسرع إلا أنه يتطلع إلى ميزة أهم في رأيه، وهي تسهيل عملية تغيير حجز تذاكر القطار واسترداد ثمنها. وضمن التطويرات المخطط إجراؤها على نظام الحجز، تعتزم “أمتراك” السماح للزبائن بإجراء تغييرات التذاكر إلكترونياً وربما يسمح أيضاً للمسافرين بطباعة تصاريح ركوب القطار وهم في منازلهم. وأمام “أمتراك” تحدٍ آخر هو تسعير تذاكرها على نحو ينافس وسائل النقل الأخرى، ولكن مع تحسين أدائها المالي. إذ تشير تحليلات إلى أن 41 من 44 خطاً لـ”أمتراك” خسرت العام الماضي. وكان متوسط الخسارة لكل راكب 32 دولاراً رغم أن خط “اسيلا اكسبريس” السريع كان متوسط مكسبه من الراكب الواحد 41 دولاراً ما يعني أن القطارات السريعة هي التي تحقق الأرباح وفقاً للبيانات. في ذلك يقول خبراء إن “أسيلا” هو القطار الرابح وإنه أسرع قطار متاح حالياً في الولايات المتحدة ولكنه ليس فائق السرعة بعد. يذكر أن ثمن تذكرة قطار “أسيلا” التابع لـ”أمتراك” بين نيويورك وواشنطن يتراوح بين 133 و221 دولاراً ذهاب فقط مقارنة مع 49 إلى 139 للقطار الإقليمي الشمال شرقي الأبطأ. أما ثمن تذكرة “أسيلا” للذهاب والعودة عن طريق الشراء مقدماً فيبلغ للخط نفسه نحو 150 دولاراً. وتقول إحدى شركات السفريات إن العملاء يهتمون بمسألة أسعار التذاكر وإن العديد من الركاب انبهروا بركوب قطار خط “أسيلا” واكتشفوا أنه أكثر راحة ومتعة ممَّا كانوا يتوقعون. ولكنهم يتطلعون إلى قطارات فائقة السرعة مثل تلك التي في أوروبا واليابان والصين. عن “إنترناشيونال هيرالد تريبيون”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©