الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التراث والتاريخ جنـاحان يحرس بهما الذاكرة

التراث والتاريخ جنـاحان يحرس بهما الذاكرة
29 يناير 2009 03:23
من كرة اليد والتمثيل والكتابة المسرحية إلى البحث العلمي في حقل التراث الثقافي، جرت مياه كثيرة في نهر المعرفة الذي شرب منه الشاعر والباحث عبد العزيز المسلم، وامتاح من روافده المتنوعة ما أتاح له أن يخوض غمار أكثر من تجربة إبداعية وعملية، وممارسة أكثر من موهبة، قبل أن يعثر على ''لقيته'' العلمية التي وجد فيها ذاته الإبداعية والثقافية· وفي كل هذه المراحل كان الكتاب رفيقه وصديقه الوفي، وكان التنوع الحياتي اليومي نبراساً يهديه إلى كنوز التراث التي أخلص في البحث عنها، ونذر نفسه لاكتشافها واكتناه رموزها وسبر أغوارها، فعاد بحصيلة معرفية وثقافة عميقة، وعدد من الكتب تعتبر اليوم من المراجع المهمة والأساسية لأي باحث في حقل التراث الثقافي· الثراث والتاريخ جناحان طار بهما عبد العزيز المسلم في سماء البحث، حيث ساهما في تكوين شخصيته وثقافته، وأتاحا له الفرصة للاطلاع على عوالم ثقافية متعددة المشارب والجوانب· أما مجلة ''مزون'' التي ساهم مع مجموعة من الشباب في تأسيسها فكرسته شاعراً وباحثاً في التراث الذي استفاد منه ووظفه في أشعاره وأغانيه المكتوبة للمسرح، إلى ذلك لعبت موهبته الشعرية وإتقانه للشعر النبطي وفنونه، وتمكنه من الآليات المتعلقة بالبحث الاجتماعي في أن يذهب إلى البحث التراثي مسلحاً بالأدوات الضرورية لإنجاز عمل علمي، فكان من أوائل الباحثين المتخصصين في البحث الميداني وجمع وتدوين الموروث الشعبي في الدولة· يحدث أن يجد المرء نفسه وجهاً لوجه أمام شيء أو حدث ما، فيشعر بأنه أمام ما كان يبحث عنه، ويصرخ على طريقة أرخميدس: ''وجدتها''، وقد حدث هذا مع المسلم، وإن لم يصرخ صرخة أرخميدس بفمه بل شعر بها في أعماقه، عندما واتته الفرصة في ثمانينينيات القرن الماضي للمشاركة في فعاليات دورة علمية بحثية أقامها مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربي في الدوحة، لتبدأ مرحلة جديدة في حياته، وتنفتح أمامه أبواب عالم جديد هو عالم التراث الشعبي الذي سحره تماماً، ذلك أن المسلم بعد حضوره الدورة لم يعد كما كان، لقد وجد طريقه إلى العمل الذي يحب رغم ما يحتاجه من تعب وعناء وشقاء· ؟ لماذا كان لهذه الدورة كل هذه الأهمية؟ ؟؟ يمكنني القول إنها كانت بمثابة المهاد المعرفي أو أحد المداميك الرئيسة التي أسست عليها ثقافتي في ما بعد، فقد تميزت بكونها منهجية وأكاديمية، واشتملت على عدد من الاختصاصات في الأدب الشعبي والموسيقى والفنون والثقافة المادية، وشارك فيها محاضرون أكفاء من ألمانيا وأميركا والعالم العربي· وعلى مدى شهرين قدمت لنا معارف متنوعة ومكثفة، وبالنسبة إلي وجدت نفسي أمام عالم ممتع ومليء بالدهشة· كنت اخترت الأدب الشعبي وما يتضمنه من اللهجات والأمثال والحكايات الشعبية، ومع انتهاء الدورة أدركت أن هذا هو طريقي الذي سأمضي به إلى آخره· لقد كانت هذا الدورة بداية انطلاقي الحقيقية· وأعتقد أنني وفقت في اختيار الأدب الشعبي فهو الوعاء الرئيسي لجميع أفرع التراث الثقافي، والأدب الشعبي بما يحويه من لهجات وشعر وأمثال وحكم وأقوال مأثورة وحكايات وألغاز يعتبر سجلاً أو وثيقة تحمل بين طياتها معظم مفردات هذا التراث، ومرجعاً رئيسياً للتاريخ الشفاهي، علاوة على ما يحفظه من أسماء المناطق والمدن والقرى والدروب والمسالك والمعالم الجغرافية والآثارية والنباتات، ناهيك عن أسماء الأعلام والشخصيات ومعلومات أخرى كثيرة يفترض بنا عدم نسيانها· لقد وجدت نفسي أمام كنز حقيقي، ولا بد للكنوز من مكتشفين، والباحثون في التراث الثقافي هم هؤلاء المكتشفون وهم العدسة المكبرة التي تعكس ثراء حملة التراث، وذخائز ذاكرتهم، ومكنونات صدورهم· هواجس تاريخية ؟ في مؤتمر تدوين التاريخ الذي عقده مركز الوثائق والبحوث في أبوظبي في نوفمبر الماضي قدمت بحثاً تاريخياً بدا مختلفاً وجديداً عن الاسم الذي يستخدم في الدراسات الخاصة بالإمارات والخليج العربي، وطالبت باستخدام اسم ''الساحل'' وليس اسم ساحل عمان أو غيرها من الأسماء التي يستخدمها الباحثون، ما هي مسوغاتك العلمية في هذا؟ ؟؟ يعكس هذا البحث واحداً من الهواجس التاريخية التي تشغلني، وقد وجدت أن كل من استقى وكتب تاريخ الإمارات يكتب من وجهة نظر قديمة تعود إلى القرن السادس عشر وربما الخامس عشر، وقد رسخت تلك الدراسات بعض المعلومات التي ظلت راسخة في الأذهان منها التسمية التي تطلق على الإمارات مثل: ساحل عمان، ساحل القراصنة وغيرها· لقد عُرف عدد من البلدان بأسماء تاريخية ظلت حتى اليوم رغم تغيير تلك الأسماء على الصعيد الرسمي، واشتهرت بلدان أخرى بأسماء صفات باتت أشهر من أسمائها الحقيقية أحياناً، ومن تلك البلدان: الساحل، والسواحل؛ الساحل في شبه الجزيرة العربية في قارة آسيا، أما السواحل ففي شرق أفريقية· أما الساحل، موضوع الحديث، فهي منطقة تاريخية قديمة تمتد من خور العُديد جنوب شمال شرق قطر إلى مبدأ جبال الحجر في أقاصي مدينة ''دبا'' التاريخية وشرق رأس الخيمة ''جلفار التاريخية''، ويتبعها سياسياً عدد من القرى والواحات من الشرق في سهل الباطنة في عمان وإلى الجنوب بمحاذاة واحة البريمي من عمان أيضاً، وفي الجنوب الحدود الشرقية للمملكة العربية السعودية· ومع انطلاق الكشوف الجغرافية الأوروبية منذ مطلع القرن الخامس عشر كان ''الساحل'' ضمن المناطق التي أغرت الأوروبيين باستكشافها والسيطرة عليها، ومن ذلك الحين والساحل يدون في الوثائق والمراسلات والخرائط وفق الحالات السياسية والإحكامات العسكرية والأمزجة الشخصية الخاصة بأولئك الأوروبيين، فيسمى ساحل عمان، أو الساحل المتهادن، أو الساحل المتصالح، أو ساحل القراصنة!، لكن إلى اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على شيوع الاسم الجديد للساحل وهو ''الإمارات العربية المتحدة'' إلا أن كبار السن في الإمارات وفي سلطنة عمان مازالوا يطلقون اسم الساحل على دولة الإمارات، فإذا شدوا العزم على السفر إلى (أبوظبي أو الشارقة أو دبي) قالوا اختصاراً ''ناهين الساحل'' أي أنهم سيقصدون منطقة الساحل· وفي سلطنة عمان أيضاً نوع من الخناجر يسمى ''الساحلي'' نسبة إلى المنطقة، وقد اشتهرت به إمارة الشارقة، ومازالت ذرية أحمد بن سعيد بن أحمد بوزنجال (1890 ـ 1971) آخر صانع للخناجر الساحلية تعيش في الشارقة، وهم يفتخرون بصناعة جدهم ودقة حرفته· وعند البلدانيين وفي المعاجم الجغرافية ورد ذكر ''الساحل'' في أكثر من موضع ومنه ''الساحل: موضع من أرض العرب بعينه''، بيد أن تأصيل هذا الاسم بات صعباً لغيابه في غالبية الكتابات التي أعقبت الكشوف الجغرافية سواء الأجنبية أو العربية منها؛ لتأثرها بتداعيات تلك الكشوف، ولاعتماد الكتابات التاريخية العالمية على المنشور التاريخي الأوروبي، حتى دولة الإمارات المعنية بهذه التسمية أكثر من غيرها لم تسع طوال مدة تاريخها الاتحادي إلى تثبيت هذا الاسم الذي نعتبره مشرفاً، ونبذ الأسماء ذات النعوت الاستعمارية المعادية، فتأصيل هذا الاسم كان يستلزم الاستناد إلى التاريخ الشفوي وإلى الأدب الشعبي (الشعر الشعبي، و الأمثال الشعبية، والحكايات الشعبية، والسير) لكن اعتماد الدولة في العقدين الأولين من قيامها على مؤرخين وكتاب من غير الإماراتيين ''الساحليين'' غيّب الاسم لاعتماد أولئك على المصادر الأجنبية· وفي البحث الذي تشيرين إليه والذي أعتبره ورقة مبدئية، حاولت نبش المصادر الدفينة بما يمكننا من تأكيد هذه النسبة وهذه التسمية التي بها وبمثيلاتها يمكن كتابة تاريخ الإمارات وفق معايير التحرر من تأثيرات الكتابات القديمة والرؤى الانطباعية والاستنتاجات المسبقة· ضوء الشفاه ؟ لا شك أن البحث في التراث الشفاهي يضيء جوانب كثيرة في حياة المجتمع ويقدم خدمة للباحث في التراث الثقافي، لكن إلى أي حد يمكن الوثوق بالمرويات الشفاهية؟ ؟؟ لا بد هنا من الانتقائية والحذر لأن الثقة العمياء بما يقوله الرواة مصيبة، وفيها الكثير من المخاطرة، لأن الراوي معرض للنسيان والانحياز أحياناً إلى ''قبيلته'' في حال كان في الرواية ما يتعرض للقبيلة· ولا أكشف سراً إذا قلت إن استفادة الباحث المدقق قد لا تزيد عن 20؟ من جملة ما يجمعه من الروايات الشفاهية بعد أن يخضعها للمنهج العلمي، وهناك مناهج معروفة في البحث ولكل باحث أسلوبه وطريقته، كما أن الخبرة الميدانية والعلمية والحدس الداخلي تفيد كثيراً على هذا الصعيد· ففي التراث الشعبي، على سبيل المثال، نقوم بسؤال الرجال عما تقره النساء وسؤال النساء عما يقره الرجال، وسؤال البدو عما يقره الحضر كذلك سؤال الحضر عما يقره البدو وهكذا··· لكي نجري المقارنات بين الروايات المختلفة ونستخلص المعلومات العلمية منها· ولا بد من التأني و الاستماع للآخر المنصف الذي يفيد كثيراً· ؟ كيف تجد جهود جمع التراث وتوثيقه وما هي جوانب القصور؟ ؟؟ هناك ثلاثة مسارات في هذه القضية، الأول: يتعلق بالجهود الفردية التي قام بها بعض الباحثين وعكفوا على جمع التراث وتوثيقه تحليله، وقد بذلوا جهوداً مقدرة وخرجوا بحصيلة جيدة إلى حد ما· والثاني الجهود الحكومية حيث تعمل الإدارات الثقافية على إحياء وجمع الموروث، وأعتقد أننا في الشارقة قمنا بعمل جيد، ولدينا أرشيف كبير وغني جداً، وها هي هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تعمل بجد في الإطار نفسه، وقد أولته عناية واضحة في الفترة الأخيرة، وهناك جهود دبي وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة لكن هذا المستوى يحتاج إلى المزيد من العمل والجهود والمتابعة والاهتمام· والثالث يتعلق بالمسابقات التي أعتقد بضرورة أن يكون للباحث في التراث نصيب منها لأنها تحثه على الإنتاج والعطاء· صحيح أن البحوث التراثية ترصد لها جوائز كفرع من فروع الجوائز الأخرى لكن من شأن مسابقة تراثية مستقلة ومتخصصة وتشمل كل فروع التراث الثقافي أن تحفز الباحثين على تقديم الجديد من الدراسات والأفكار المبتكرة· نظرة قاصرة ؟ يعتقد الكثير من الدارسين والمشتغلين في البحث الاجتماعي أن المجتمع البدوي ينقسم إلى مجتمعين: مجتمع للرجال وآخر للنساء، إلى أي حد تؤيد ما ذهبوا إليه من واقع بحوثك في هذا المجال؟ ؟؟ أرى أن النظر إلى المجتمع البدوي ككتلة واحدة صماء نظرة يشوبها شيء من القصور، وهذا القول ليس صحيحاً على إطلاقه، ولا ينطبق على المجتمعات البدوية كافة· ربما يصح هذا في قلب الجزيرة العربية نظراً لازدهار الحركة الوهابية التي تفصل تماماً بين النساء والرجال، لكنه لا يصح عندما نتحدث عن أطراف الجزيرة العربية ومنها الإمارات، هنا نجد أن للنساء دورا كبيرا في الحياة الاجتماعية منذ القدم· فالغوص الذي يعود في تاريخة إلى مئات أو آلاف السنين وخلاله يتجه الرجال إلى البحر لثلاثة أشهر أو أربعة تقوم أثناءها النساء بإدارة شؤون المدينة، بل هناك زعيمات من بينهن ولهن مجالس ثقافية واجتماعية على غرار مجالس النساء في التاريخ القديم، ومنهن المطوعات اللواتي كن يقمن بتعليم التلاميذ، والمعالجات الشعبيات اللواتي يطببن بالطب الشعبي وغير ذلك كثير· إن المجتمعات الساحلية هي في الغالب مجتمعات منفتحة بل حتى عند البدو تقوم المرأة البدوية في الإمارات كما هو معروف حتى الآن وكما ورد عند بعض الرحالة باستقبال الضيوف وإكرامهم، وتجير وتعطي الأمان في الحالات التي تستدعي ذلك· ؟ الأزياء تتأثر بالبيئة والمناخ وغيرها، ويرى بعض الدارسين أن العباءة السوداء زي لا يناسب المناطق الحارة والمناخ الصحراوي، ويعتقدون أن الزي الإماراتي لم يكن قديماً كما هو عليه حالياً، وأن الغترة جديدة ولم تكن في السابق، ما رأيك بذلك؟ وماذا عن علاقة الزي بالهوية الوطنية؟ ؟؟ بداية لا بد من القول إن العباءة كانت في السابق تستخدم عند السفر فقط أو بانتقال العروس من بيتها إلى بيت زوجها أما في ''الفرجان'' و ''المشاوير'' اليومية فكانت النساء يرتدين الوقاية وهي تشبه العباءة وتسمى ''وسْمة'' والآن يستعاض عنها عند الأجيال الجديدة بوقاية الصلاة أي ملابس الصلاة· أما بالنسبة لزي الرجال فهو منذ القديم كما نعرفه حالياً، الكندورة أو الدشداشة وهو ثوب طويل (ليس أبيض بالضرورة وكانوا في السابق يصبغونه بالورس أو الزعفران وغيرها ليتخذ ألواناً متنوعة) بالإضافة إلى الغترة البيضاء في الصيف أو الشال الصوف أو الشماغ، المهم أنها غطاء للرأس تلف قديماً بطريقة العصابة (الكليمبة) وهي لفة أهل البحر· أما العقال فهو موجود منذ القدم وهو الذي تحدث عنه الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه فيسمى (خزام) وكانوا يعلقون فيه الملقاط (منتاخ) والمدواخ والمكحلة لأنهم كانوا يكتحلون بالأثمد، وبهذا الخزام كان يعقل الرجل راحلته لكن العقال تغير مع الوقت والعقال الحالي جاءنا من البصرة أو من الشام· وغطاء الرأس ضروري جداً للإماراتي، ويعتبر ظهوره حاسر الرأس من الأشياء المعيبة· الأزياء الشعبية وأشكال التزين من العوامل الأولية والأساسية للهوية الوطنية· ما يعني أن العلاقة بين الزي الوطني وبين الهوية ليست فلولكلورية، فالمعنى الأعمق لتمسك الإماراتي بزيه الوطني يتمثل في كونه جزءاً أو أسلوباً من أساليب الحفاظ على الهوية التي تبدو مهددة بشكل أو بآخر· صحيح أن هناك بعض الممارسات التي بتنا نراها بين الشباب، حيث يرتدي بعضهم الكندورة مع ''كاب'' أو من دون ''غترة'' لكن بشكل عام يمكن القول إن الإماراتي تمكن من الحفاظ على زيه الوطني وعلى مفردات تراثية أخرى مهددة وحمايتها من أن تتحول إلى ''ممارسة مناسباتية'' أمام زحف العولمة· أما عن التراث والهوية فيمكن القول بشكل عام إن بعدنا الكبير عن تراثنا الثقافي أثر في حياتنا الاجتماعية وبنيتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وكان علينا أن نفعل مثل اليابان، ونمسك العصا من نصفها، فلا نترك عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا لعادات وتقاليد دخيلة ونحافظ عليها في بيوتنا ومعيشتنا ويومياتنا، آخذين في الوقت نفسه بسبل التقدم العلمي والتكنولوجي والتطور الحضاري ولا أرى تنقاضاً بين الاثنين· التقاليد لا تعارض الاختراع والحداثة والتقدم ولنا في التجربة اليابانية عبرة، فهم استلهملوا أساطيرهم وتراثهم حتى في الألعاب ونحن لدينا تراث غني في حقل الألعاب الشعبية يمكن الاستفادة منه في إبداع وابتكار ألعاب عصرية تناسب العصر، وما يقال عن الألعاب الشعبية يمكن ان ينسحب على باقي مفردات التراث التي يمكننا تكريسها وتعزيزها من دون أن يكون هذا دعوة للانغلاق أو الثبات الحضاري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©