الغرايري: عجمان احترم الزعيم فتأهل لربع النهائي

خرج العين حامل اللقب من الباب الخلفي لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، بعد خسارته المفاجئة أمام عجمان بركلات الجزاء الترجيحية، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف، فلم يشفع للعين دخول المباراة للوقت الإضافي، ولم يكف اللاعبين 120 دقيقة، لكي ينهون المباراة لصالحهم، ناهيك عن لعب عجمان 52 دقيقة بعشرة لاعبين بعد طرد سمير إبراهيم في الدقيقة 68. ولكي يؤكد الكأس أن له طعم ومذاق مختلفين ولا يفرق بين كبير وصغير، وأنه يختلف عن الدوري في الشكل والمضمون، فالكل يتذكر أن العين قد جمع 14 نقطة في بطولة الدوري، وضعته في المركز الثاني، فيما خلا رصيد عجمان من أي نقطة وهو يحتل المركز الأخير!! وللحقيقة فإن عجمان نجح في استدراج فريق العين لما أراد، بعدما غابت شخصية الزعيم في اللقاء، فلم يفرض أسلوبه بالطريقة التي تسمح له الفوز باللقاء، حيث لعب المدرب التونسي غازي الغرايري بأسلوب الدفاع الضاغط على لاعبي العين من منتصف الملعب، وطلب من المدافعين فرض الرقابة الصارمة على مهاجمي العين، واللعب بمبدأ السلامة، فغابت الخطورة عن الأرجنتيني ساند أغلب الوقت. ومن وجهة نظري أرى أن الألماني شايفر مدرب العين هو المسؤول الأول عن الخسارة، سواء طريقة اللعب التي خاض بها فريقه اللقاء، أو حتى توظيف اللاعبين في الملعب، فكان الأجدر به أن يلعب بطريقة 3 / 4 / 3 منذ بداية اللقاء، بعدما ظهر أن فريق عجمان يلعب بمهاجم واحد صريح، وخلفه مهاجم ثان، وكان يتبادل الأدوار في ذلك المحترفين كابي وجواد كاظميان، ولعب محمد عمر دور جديد في خط الوسط، وبدون أدنى مبرر قام شايفر بتغيير مكان علي الوهيبي قبل خروجه خلال فترات المباراة، ليلعب في الجهة اليسرى، رغم أن خطورة العين كانت تأتي من الجانب الأيمن، عندما كان الوهيبي يشغل هذا المكان، كما غاب عن لاعبي خط الوسط الفاعلية الحقيقية في المساندة الهجومية، فسهلت مهمة مدافعي عجمان الخاصة بمراقبة ساند، بالإضافة إلى غياب النسق والتفاهم بين لاعبي هذا الخط حيث افتقد لاعبو خط الوسط إلى التصويب على المرمى والاختراقات المؤثرة. وكشف لقاء أمس الأول، أن غياب المحترف التشيلي فالديفيا والبرازيلي إيمرسون، كان له التأثير الأكبر والمباشر في خروج حامل اللقب من البطولة، حيث الأول صانع ألعاب من نوع خاص، والثاني لاعب وسط مهاجم لا يعرف الرحمة مع حراس المرمى، ورغم التصريحات التي خرجت من قبل بأن الزعيم لا يعتمد على لاعب واحد فإن مباراة عجمان كشفت عن أن اللاعبين يمثلان نصف قوة الفريق وهذا لا يعيب الفريق، حيث هناك فرق عالمية تلعب نجومها مثل هذه الأدوار. الدور النفسي في مثل هذه المباريات يلعب الدور العامل النفسي دوراً مهما ومؤثراً، لأن العقل الباطن لكثير من لاعبي الفرق الكبرى في مثل هذه المباريات يخاطبهم ويبلغهم بسهولة المباراة، وأن الفوز مضمون وفي الجيب، وبالتالي يجب أن يلعب الجهازان الفني والإداري الدور النفسي المهم، حتى يستعيد اللاعبون توازنهم ويبعدون عن الاستهتار بالفريق المنافس، ويبدو أن هذا الأمر قد لعب دورا في خسارة الزعيم. وعبر التونسي غازي الغرايري مدرب عجمان عن أمله في أن يستغل فريقه الفوز الثمين الذي حققه على العين في كأس صاحب السمو رئيس الدولة، ليكون بمثابة انطلاقة قوية في البطولة الأهم، وهي دوري المحترفين، حيث يمر بموقف حرج لاحتلاله المركز الأخير بلا رصيد من النقاط، وأكد الغرايري جدارة فريقه بالفوز على العين ولو تحقق الفوز بركلات الترجيح. وقال الغرايري: "احترمنا المنافس كفريق كبير لديه إمكانات هائلة، ويتمتع بوجود نخبة من اللاعبين أصحاب المهارات الفردية العالية، ويمتاز باللعب على الجانبين، ولديه مهاجم من العيار الثقيل في قلب الهجوم هو الأرجنتيني ساند، وركزنا على التنظيم الدفاعي وغلق الأطراف وتشديد الرقابة على ساند وتضييق المساحات، وكان اللاعبون عند حسن الظن، ويستحقون الشكر، خصوصاً بعد أن أضطر الفريق للعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 68، أي أنهم لعبوا 52 دقيقة ناقصين، ولكنهم لعبوا بروح قتالية عالية، وانضباط تكتيكي رائع عوض النقص واعتمدنا على الكرات المرتدة التي صنعت لنا عدة فرص خطيرة لم نستغلها. وقال الغرايري: "حتى لو تحقق الفوز عن طريق ركلات الحظ، فإن فريقنا يستحقه عن جدارة قياساً على المردود الكبير الذي قدموه في اللقاء، وهذه نكهة مباريات الكأس، ونقول للعين حظ أوفر وخسارة اليوم لا تقلل منه كفريق كبير. وأضاف إن سبب اختلاف أداء لفريق اليوم عنه في الدوري، أننا لعبنا متحررين من الضغوط، وفكرنا في الأداء وتطبيق بعض الأشياء التي تدربنا عليها والأداء حسب الإمكانات التي نملكها، ولا شك أن التأهل إلى ربع نهائي الكأس سيعطي الفريق دفعة قوية لاستعادة الثقة في بطولة الدوري، وأتمنى أن يكون الفوز على العين حافزاً للاعبين لتحقيق مهمة إنقاذ الفريق والبقاء في دوري المحترفين. وحول إمكانية تغيير بعض العناصر سواء المحترفين أو المواطنين خلال فترة الانتقالات الثانية قال الغرايري: "كل ما نفكر فيه حالياً هو تحقيق التنظيم المرجو داخل الفريق على الصعيد الفني والخططي، والتعامل مع المجموعة الموجودة حالياً في الفريق وبعدها سيكون لكل حادث حديث، وما يهمنا هو تعامل اللاعبين وتنفيذهم لوضعيات الدفاع والهجوم بشكل جيد. وبسؤاله حول حاجة الفريق إلى صانع ألعاب قال مدرب عجمان: "لا أعتقد فأسلوبي لا يعتمد على لاعب معين وأميل للعب الجماعي من خلال منظومة متكاملة سواء دفاعاً أو هجوماً وأرفض اللعب الفردي، وإذا كان هناك لاعب يملك مهارات فردية خاصة فعليه أن يوظفها لخدمة المجموعة. من ناحية اخرى استبعد المسؤولون بفريق العين اللاعب هزاع سالم من قائمة اللاعبين عند الاحتكام لركلات الجزاء الترجيحية حتى تصبح القائمة مطابقة لقائمة فريق عجمان بعد طرد اللاعب سمير إبراهيم، كما ينص القانون، حيث يجب أن تتساوى قائمة الفريقين، لأنه من الممكن أن يسجل جميع اللاعبين ركلاتهم، وبالتالي لابد من تكافؤ الفرص.