الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوجود الأميركي يغير ملامح بغداد الرمضانية

الوجود الأميركي يغير ملامح بغداد الرمضانية
14 سبتمبر 2008 02:03
طمس الوجود الأميركي وأعمال العنف التي تشهدها عاصمة الرشيد تفاصيل رمضانية فقد كانت كغيرها من البلدان تصحو على صوت المسحراتي الذي اختفى بفعل حظر التجوال في الشوارع ليلا بعد العاشرة مساء، بحسب المحامي والمستشار الدولي في الاستثمار علي الحديثي الذي يحلم بأن يقضي الشهر الفضيل في بغداد دون دماء· يستقبل العراقيون هذا الشهر بعادات رمضانية تمتد جذورها إلى مئات السنين، وإن اختلف بعضها من عام إلى عام بحكم التغيرات التي تطرأ لظرف أو آخر، وفق الحديثي الذي يضيف: ''ويلتزم المسلمون في شهر رمضان بأداء الصلوات في المساجد، وقراءة القرآن، وحضور الدروس الدينية التي تلقى في المساجد بعد كل صلاة· ويحرص المسلمون في العراق على أداء صلاة التراويح رجالا ونساء في المساجد التي يتم فيها حرق البخور، وإضاءة المصابيح، وتعليق لافتات عملاقة على مشارف بغداد تبارك بقدوم الشهر''· وتقول قرينة الحديثي إيمان ياس داوود:'' يتميز المطبخ العراقي عن غيره بأصناف من الطعام والشراب في شهر رمضان، وتكاد تتسم كل منطقة بنوع معين من الأكلات، ومن أشهر الأطعمة العراقية الدولما، والسمك المسكوف، والتشريب إلى جانب عصير نومي البصرة المصنوع من الليمون المجفف والمحلى بالعسل''· وتشير داوود إلى تبادل الأطعمة بين الجيران الذي لا يغيب حيث تتفنن الأمهات العراقيات في إعداد أشهى الأطعمة وتبادلها مع الجيران· ويستعد المسلمون في العراق لاستقبال شهر رمضان مع نهايات شهر شعبان الكريم حيث يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية، وتكثر الزيارات الأسرية والولائم وموائد الرحمن، فضلا عن أن المطاعم توصد أبوابها طوال نهار أيام الشهر الفضيل على أن تستقبل الزبائن في موعدي الإفطار والسحور· ويلفت الحديثي بـ''حزن ومرارة'' إلى اختفاء بعض العادات الرمضانية، حيث يؤكد أن طقوس رمضان التي تمتزج فيها الطقوس الدينية بالعادات الاجتماعية اختفت في معظم مدن العراقية والتي تتمثل في السهر والسمر في المنازل والشوارع حتى ساعات متأخرة من الليل وذلك نظرا للأوضاع التي تمر بها البلاد· ويوضح أن العديد من الأشخاص يفضلون الصلاة في المنازل بدلا من التوجه إلى المساجد تجنبا للتفجيرات التي لا تفرق بين أحد ولا تستثني أحدا من الموت، ما ساهم في هجران المساجد بصورة مؤلمة، أما الشوارع التي كانت تعج بالمارة حتى الثانية صباحا تحولت هي الأخرى إلى شوارع فارغة لتصبح المدينة أشبه بمدينة أشباح''· ويحرص العراقيون بمعزل عن وضعهم الاجتماعي أو تردي ظروفهم المادية على تزيين المائدة الرمضانية بأشهى الأطعمة كما تكثر العزائم· ويشير الحديثي إلى سوق الشورجة بوصفه الممول الرئيسي لكل أسواق بغداد وإليه يتجه المسلمون لشراء البقوليات، والأرز، والعنبر العراقي، والتمر، والأسماك، والدواجن، واللحوم· ويصف الحديثي رمضان في هذه الأيام برمضان خال من الطقوس· ويتحدث نجل الحديثي حسين علي ( 22 سنة) عن لعبة كان العراقيون يمارسونها في رمضان وهي ''المحيبس'' وهي عبارة عن مسابقة بين فريقين، وتقوم على إخفاء خاتم من قبل الفريق الأول والبحث عنه ومحاولة العثور عليه من قبل الفريق الثاني والخاسر يترتب عليه إحضار كميات هائلة من البقلاوة والزلابية والبرمة وهي من أشهر الحلويات العراقية ولكنها اختفت على نحو تدريجي بسبب الظروف السياسية التي تعصف بالعراق· ويؤكد المحامي الدولي الحديثي أنه رغم استمرار انفجار السيارات المفخخة التي تقتل العشرات يوميا فإن مظاهر رمضان باقية ولن تزول فالأسواق تعج بالناس، وتحلم العائلة العراقية بـ''العودة إلى عراق ينعم بالأمان والسلام في رمضان المقبل بإذن الله''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©