الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في رمضان يصبح الطبق سفيراً

في رمضان يصبح الطبق سفيراً
14 سبتمبر 2008 02:03
أبوظبي- الساعة السادسة والربع مساء، ولم يتبق على موعد أذان المغرب سوى دقائق معدودة· يطرق الباب، وتفتح ربة البيت فإذا به ابن الجيران، يحضر طبقا من السمبوسة وآخر من الحلوى اليمنية الشهيرة بنت الصح ، تتناولهما ربة البيت أم محمود شاكرة· في اليوم التالي ترسل أم محمود ابنها البكر إلى بيت أم محمد، يحمل طبقا يحتوي على وجبة ''المقلوبة'' وبضع حبّات من حلوى ''القطايف''، فتتناوله السيدة داعية لجيرانها بدوام النعم· إنه المشهد في أبوظبي قيبل موعد الإفطار· الأزقة والحارات خالية سوى من بعض الأطفال، كلّ منهم يحمل طبقا أرسلته والدته إلى بيت أحد الأصدقاء أو الجيران في بناية أخرى· أما داخل البناية الواحدة، فكلّ طابق يرسل إلى جاره الأقربّ، ما تيّسر له من طعام في طبق يحمل رائحة المودة والرحمة، كحال الشهر الفضيل نفسه· وتقول أم محمد، وهي سيدة يمنية تقيم في الإمارات منذ سبع سنوات: ''تعرّفت على جارتي أم محمود الأردنية والتي تقطن في البناية المجاورة لي منذ وصولي إلى البلاد، وحصل بيننا تعارف وتزاور، وأصبحنا نتبادل الأطباق فيما بيننا لاسيما في رمضان''، موضحة أنها تبعث لهم ما تصنعه من أطباق يمنية، وهم يرسلون لهم الوجبات المعروفة في بلادهم· وبفضل تلك العادة تعرفت كل من الجارتين على كثير من الأكلات الشعبية في بلديهما· وتقول أم محمود إنها بفضل هذه العلاقة الحميمة التي نمت وتعمقت يوما بعد يوم، تعرفت على كثير من العادات اليمنية، فضلا عن الأكلات الشعبية هناك، ومن أشهرها وألذّها بالنسبة لها، حلوى ''بنت الصح''، وهي عبارة عن عجين رقيق يخبز في الفرن ثم يدهن بالعسل اليمني الأصلي· لكن أولادها يفضلون عجينة ''اللحوحة'' التي تعّدها أم محمد في البيت، وهي تشبه إلى حد بعيد عجينة ''القطايف''· غير أنها تؤكل مع سلطة الطماطم الحارة· وتتبادل الجارات والصديقات الثلاث أم يحيى من سوريا، وأم دانة من الأردن، وأم مصطفى من مصر، الأطباق الرمضانية قبيل الإفطار كلما سنحت الفرصة، فهي مناسبة كما توضح أم مصطفى للتودد إلى الجيران وتعريفهم بالمأكولات المصرية، وتضيف ''رمضان فرصة لأذيقهم لذّة طبخي، الجميع يشيد بطعامي ونَفَسي الطيب على الأكل''· من جانبها، تقول أم دانة:''إن تبادل الأطباق بين الأصدقاء والجيران هو أجمل ما في الشهر الفضيل بالنسبة لي، إن لم يكن أجمل ما في الغربة على الإطلاق''، مبينة أنها وضعت مولودة في رمضان الماضي، وأنها لم تكن قادرة على الطبخ وإعداد المائدة الرمضانية، ومع ذلك لم يخل المنزل من الطعام بفضل جاراتها اللاتي كن يبعث لي بما لذّ وطاب من المأكولات العربية· من جهة أخرى، تقول أم خالد: ''انتقلت للسكن في شقة جديدة قبيل شهر رمضان، وقد سعدت كثيرا حينما طرق الباب في أول يوم وفوجئت بأبناء الجيران يحضرون لي الطعام الإماراتي المميّز، والأطباق الشعبية المعروفة لديهم كالثريد والهريس، والتي كنت أتذوقها للمرة الأولى في حياتي''· وتتابع: '' جارتي الباكستانية التي تسكن مقابلي كانت تبعث لنا بطعامهم الشعبي، والعديد من الحلويات اللذيذة، فصرت أبادلهم المعروف بالمثل، وأصبحت أتعمّد زيادة كمية طبخي، لكي أبعث لهم مما أعددت من طعام يوميا، وبفضل تلك العادة تعرّفت إلى جاراتي وأصبحنا صديقات''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©