مبيعات “الساعات الأخيرة” تنعش أسواق التجزئة

انتعشت حركة المبيعات في أسواق التجزئة أمس، وسط تهافت عملاء على الشـراء في اليوم الأخيـر قبيل عيـد الأضـحى المبـارك، فيمـا اتجهت محـال ومراكـز تجاريـة لتقديم العـروض الخاصة والتخفيضات لجذب العملاء والمشترين. وقال مسؤولون بمحلات ومراكز تجارية إن الفترة الصباحية شهدت ارتفاعاً في مبيعات المواد الغذائية الأساسية، فيما تشهد الفترات المسائية ارتفاعاً في الطلب على الملابس والهدايا والحلويات والمكسرات. وأوضح هؤلاء أنهم قرروا العمل حتى الساعات الأولى من فجر اليوم لتغطية الطلب المتزايد على الشراء، عبر تنظيم ورديات استثنائية لاستمرار العمل 24 ساعة. وتحتل الإمارات المرتبة الثامنة في قائمة أسواق التجزئة الخمسة عشر الأولى في العالم، بحسب شركة “سي بي ريشارد إيليس” المعنية بأسواق التجارة العالمية، التي أكـدت “أن تجـارة التجزئـة في الإمـارات تغيرت تغيراً يفوق الوصف في السنـوات الأخيـرة، بنسبـة تواجد لأكبر الأسماء في تجارة التجزئة العالمية عن غيرها من الدول”.?وأرجعت الشركة ذلك إلى عوامل عدة من بينها، النمو السريع للسكان والوفرة المتزايدة نتيجة لارتفاع أسعار البترول وغياب المنافسة القوية من جانب العلامات التجارية المحلية، إضافة إلى ظهور بعض التطورات في العلامات التجارية الفاخرة في العالم والرغبة في تعزيز المكانة العالمية للدولة. وبلغ حجم سوق التجزئة في الدولة بنهاية العام 2008 نحو 42 مليار درهم، مع توقعات بأن يتجاوز نحو 45 مليار درهم بنهاية العام الجاري وفقا لدراسات السوق الصادرة في هذا الشأن، والتي أفادت بأن نسبة نمو سوق التجزئة يتراوح بين 5 -7% سنوياً. سلع غذائية وملابس وقال عماد الخطيب الرئيس التنفيذي لجمعية الظفرة التعاونية إن يوم أمس شهد ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب خلال ساعات النهار على المواد والسلع الغذائية الرئيسية، موضحاً أن الفترات المسائية تشهد قبيل العيد زيادة مبيعات الملابس والهدايا والشوكولاته والحلويات. وأضاف الخطيب أن الجمعية تدرس حالياً العمل خلال 24 ساعة، لاسيما في ظل الازدحام الذي تشهده أفرعها خلال فترات الأعياد. وأوضح الخطيب أن الجمعية قررت تقديم عروض ترويجية خاصة وتخفيضات، في ظل ارتفاع الطلب على أغلب المنتجات المعروضة. وأوضح عبدالمجيد عثمان مدير عام مركز البيت الأخضر التجاري في أبوظبي أن المركز اضطر لتنظيم ورديات بين الموظفين لضمان استمرار العمل لأطول فترة ممكنة، حيث يزيد الطلب لاسيما خلال فترة المساء بصورة ملحوظة. وأوضح عثمان أن الطلب يتركز في اليوم الأخير على الملابس الجاهزة والأحذية، إضافة إلى الهدايا والعطور والاكسسوارات النسائية. وأوضح حسين عواضة نائب مدير محلات المحمصة اللبنانية أن المبيعات ارتفعت خلال اليوم الأخير على الحلويات بصورة ملحوظة، موضحاً أن الطلب يزيد خلال الفترة المسائية. وقال “المحل يفتح أبوابه خلال هذه الأيام حتى الساعة الثالثة أو الرابعة فجراً، رغم أننا في الأيام العادية نعمل حتى منتصف الليل فقط، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الحلويات والمكسرات”. وأوضح عويضة أن مسؤولي المحل لا يستطيعون إغلاق المحل في الموعد المحدد له، في ظل الازدحام الشديد الذي تشهده ساعات الليل. وقال “لا نستطيع طرد العملاء”. وأشاد بتفهم الجهات المسؤولة في أبوظبي لضغط العمل خلال هذه الأيام، مما يجبر أغلب المحال للعمل حتى ساعات الفجر، وهو ما يتكرر أيضا في صالونات الحلاقة، والتي يستمر عمل الكثير منها حتى الصباح. من جانبه، أوضح المهندس حسن الكثيري الخبير في قضايا المستهلك أن المبيعات خلال أيام عيد الأضحى تتركـز غالباًً في الملابس الرجالية والنسائيـة، إضافة إلى لعب وملابس الأطفال، علاوة على الهدايا التي تقدم للحجاج، والشوكولاتة والحلويات والقهوة. وحذر الكثيري من خطورة انسياق المستهلكين وراء شهوة الشراء دون دراسة، موضحاً أن المواطن العربي بوجه عام يعتمد على سياسة “اصرف ما في الجيب”، وهو ما يعرضه غالباً لأزمات مالية.