الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراقيون يتحدُّون التفجيرات وينتخبون برلمانهم الجديد

العراقيون يتحدُّون التفجيرات وينتخبون برلمانهم الجديد
1 مايو 2014 00:21
هدى جاسم (وكالات- بغداد) أدلى ملايين العراقيين بأصواتهم في أول انتخابات تشريعية منذ الانسحاب الأميركي وسط هجمات استهدفت مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة قُتل فيها 14 شخصاً على الأقل، وفي وقت أعرب رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يطمح لولاية ثالثة عن ثقته بالفوز. وسارت الانتخابات في وسط العراق وجنوبه حتى منتصف النهار دون عقبات تذكر لكن الإقبال كان بطيئاً في المناطق السنية حيث يخشى السكان من قوات الأمن ومن مسلحي القاعدة. ورغم الهجمات الدامية التي ضربت البلاد على مدى اليومين الماضيين وقُتل وأُصيب فيها العشرات، وهجمات أمس، اصطف الناخبون منذ فتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحاً. ورغم أن الناخبين يشكون من أعمال العنف المتواصلة، ومن النقص في الخدمات والبطالة، إلا أن الانتخابات تبدو وكأنها تدور حول المالكي نفسه واحتمالات بقائه في السلطة، رغم أنه سبق أن أعلن في فبراير 2011 أنه سيكتفي بولايتين. وقال المالكي عقب الإدلاء بصوته في فندق «الرشيد» في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد «فوزنا مؤكد ولكننا نترقب حجم الفوز». ورأى أن شكل الحكومة المقبلة «يتوقف على الانتخابات وعلى كثافة المشاركة فيها وعلى حسن الاختيار.. علينا أن نجري عملية التغيير، والتغيير المقصود هو ألا تكون الحكومة نسخة عن الحكومات السابقة»، داعياً إلى أن تكون «حكومة أغلبية سياسية». وتحدث المالكي (63 عاماً) عن «نجاح كبير» في الانتخابات الحالية التي رأى أنها «أفضل من الانتخابات السابقة في وقت لا يوجد على أرض العراق أي جندي أجنبي». ويتنافس في هذه الانتخابات 9039 مرشحاً على أصوات أكثر من 20 مليون عراقي، أملا بدخول البرلمان المؤلف من 328 مقعداً. وألقت الأحداث الأمنية في اليومين الأخيرين شكوكاً إضافية حيال قدرة القوات المسلحة على الحفاظ على أمن الناخبين، حيث شهد العراق موجة تفجيرات انتحارية في يوم الاقتراع الخاص بهذه القوات الاثنين، وتفجيرات أضافية الثلاثاء، قُتل وأصيب فيها العشرات. وأمس قتل 14 شخصاً وأصيب العشرات بجروح في سلسلة هجمات استهدفت مراكز اقتراع في مناطق متفرقة من البلاد فيما كان العراقيون يدلون بأصواتهم. وشملت هذه الهجمات تفجيرين انتحاريين، وعشرين قذيفة هاون، ونحو عشر عبوات ناسفة، و11 قنبلة صوتية. ورغم اليومين الداميين الماضيين، عبر العديد من العراقيين عن إصرارهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع، أملا بإحداث تغيير في واقعهم هذا. وأمام مركز اقتراع في غرب بغداد، وقف عشرات الناخبين وهم ينتظرون دورهم لدخول المركز والإدلاء بأصواتهم، وسط إجراءات أمنية مشددة تشمل تفتيش الناخبين قبل دخولهم وتترافق مع حظر لتجول المركبات في بغداد ومناطق أخرى من البلاد. وقال جواد سعيد كمال الدين (91 عاماً) وهو يهم بمغادرة المركز بمساعدة أحد عناصر الشرطة «أتمنى أن يتغير أعضاء البرلمان لأن غالبيتهم العظمى سرقوا ونهبوا أموال البلاد». وأكد من جهته أبو أشرف (67 عاماً) «جئت انتخب من أجل أطفالي وأحفادي لتغيير أوضاع البلاد نحو الأفضل»، مضيفاً «من الضروري تغيير غالبية السياسيين لأنهم لم يقدموا شيئاً. نريد رئيس وزراء وطنياً يعمل لخدمة العراق بعيداً عن الطائفية». واعتبر من جهته عادل سالم خضير (55 عاماً) في مدينة البصرة الجنوبية أن اليوم «يوم التغيير لكي لا تبقى الديكتاتورية تحكم العراق، فنحن نريد ديمقراطية حقيقية لا ديمقراطية أحزاب دينية. نعم للتغيير». وقتل منذ بداية الشهر الحالي في أعمال العنف أكثر من 750 شخصاً، في وقت لا تزال تخضع مدينة الفلوجة غربي بغداد منذ بداية العام لسيطرة مسلحين متطرفين. ويقول محللون إن من غير المرجح أن يفوز أي حزب بأغلبية في البرلمان البالغ عدد مقاعده 328 مقعداً. وقد يصعب تشكيل حكومة حتى إذا فاز ائتلاف دولة القانون بمعظم المقاعد كما هو متوقع وإن كان المالكي واثقاً من الفوز. ويواجه رئيس الوزراء تحديات من خصوم من الشيعة والسنة وقد صور نفسه على أنه المدافع عن الشيعة في مواجهة (داعش) الذي يستلهم نهج تنظيم القاعدة. ويقدم المالكي نفسه وأيضاً خصومه الشيعة على أنهم الأصلح للتعامل مع المعركة الحالية على مدينتي الفلوجة والرمادي في الأنبار. بينما يصور الزعماء السياسيون السنة المالكي الشيعي على أنه حاكم سلطوي يريد تدمير طائفتهم. وكشفت توجهات الناخبين العراقيين عن انقسامات حول من يقود البلاد في هذه الفترة العصيبة المضطربة. وعبر عدد كبير من الناخبين في حي الكرادة الراقي الذي تقطنه غالبية شيعية في بغداد عن أملهم الكبير المعلق بالمالكي. وقال العامل محمود صادق الربيعي «المالكي يمكنه أن يهزم الإرهاب ورصيده هو تأييد الشعب وانه يتمتع بالخبرة والمعرفة». وفي أماكن أخرى مثل حي مدينة الصدر الشيعي الفقير تحدث البعض باستخفاف عن رئيس الوزراء وقال أبو ساجد وهو قائد سيارة أجرة إنه إذا أُعيد انتخاب المالكي سيدمر العراق وتتطور الأوضاع إلى الأسوأ. وفي المناطق السنية من العراق بدا الإقبال على التصويت بطيئاً في البداية حيث شهدت محافظة صلاح الدين إلى الشمال من بغداد ومحافظة ديالى إلى الشرق حوادث عنف. ويتحمل السنة عبئاً كبيراً إذ تنظر لهم قوات الأمن العراقية ومعظم أفرادها من الشيعة بتشكك فيما يروعهم تنظيم داعش. ومع ذلك سار الناخبون السنة الذين نزحوا عن ديارهم لكنهم مازالوا يعيشون في الرمادي وسط المدينة التي يمزقها الصراع حتى يصلوا إلى مراكز الاقتراع. ودعا رجل الدين السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي وهو أصلا من الأنبار الناس إلى عدم المشاركة وقال إنه رصد أدلة على الانتهاكات والتزوير وترويع الناخبين لمصلحة أحد الأحزاب يوم الاثنين حين أدلى أفراد الجيش بأصواتهم. وفي المنطقة الكردية شبه المستقلة في الشمال يرى الناخبون فرصة لبعث رسالة إلى بغداد مفادها أنهم سيدافعون عن حقوقهم. وهناك نزاع بين المنطقة الكردية والحكومة المركزية في بغداد حول من يحق له تصدير نفط المنطقة وما هو نصيب الأكراد من ميزانية الدولة. ولا تخفي الأحزاب السنية والكردية رغبتها في رحيل المالكي. النجيفي: انتخاب المالكي سيؤدي إلى مذبحة أعلن رئيس البرلمان العراقي رئيس كتلة متحدون أسامة‏ النجيفي، المنافس السني الرئيس لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن السنة عانوا «الإرهاب والميليشيات» تحت حكم المالكي. وقال للصحفيين: «إن هناك خطوطاً حمراء، وإنهم لن يتحالفوا مع رئيس الوزراء الحالي في جميع الأحوال». وقال النجيفي لأنصاره مؤخراً: «لم يحصد شعبنا من مركب الشراكة الوطنية غير قعقعة السلاح ولغة الدم وثقافة الانتقام والشحن الطائفي.. والإنسان المهجر». وعبر عن قلقه من أن يؤدي تولي المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة إلى «مذبحة ترتكب بحق الناس الأبرياء». وأضاف أن التحالفات مؤجلة الآن، إلى حين إعلان نتائج الانتخابات، مؤكداً وضع «خطوط حمراء للتحالف مع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي في المرحلة المقبلة بأي شكل من الإشكال». مبيناً في كلمة له للصحفيين عقب الإدلاء بصوته أن «النقاش حالياً بشأن منصب رئيس الجمهورية مؤجل». من جانبه وقال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بعد الإدلاء بصوته من النجف: «نشارك اليوم في عملية الانتخابات، ومن أجل تغيير المواقع في البلاد». فيما قال زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، عقب ذلك: «إن هذا اليوم سيحدد حاضر العراق ومستقبله، والقرار اليوم لكل مواطن يضع صوته بمراكز الاقتراع». (بغداد- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©