الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشمس تمدنا بالطاقة الضرورية للحياة منذ خمسة بلايين عام وتؤدي دوراً في تتبع الزمن وقياسه

الشمس تمدنا بالطاقة الضرورية للحياة منذ خمسة بلايين عام وتؤدي دوراً في تتبع الزمن وقياسه
26 نوفمبر 2009 22:43
عكف الإنسان منذ آلاف السنين على مراقبة الشمس ذلك القرص المنير العجيب الذي يضيء الأرض ويدفئها.. وفهم أن أشعتها مصدر لكل حياة وطاقة وحرارة ولولاها ما كان البشر ولا الحيوان ولا النبات.. وأطلق القرآن الكريم اسم «الشمس» على إحدى سوره كما ورد ذكرها في الكتاب المحفوظ حوالي 33 مرة كلها فيض من الحقائق العلمية والفلكية المذهلة التي ربما تذهب بالعقول من فرط دقتها وعظمتها. ولا يمكننا ونحن نتحدث عن هذا المخلوق العظيم من خلق الله المبدع إلا أن نتوقف قليلا لنتدبر أولا بعض ما توصل إليه العلم الحديث بأدواته المتطورة عن الشمس في ضوء بعض ما ذكره القرآن الكريم عنها. يقول الدكتور زغلول النجار -أستاذ علوم الأرض- إن الشمس هي النجم الذي تتبعه أرضنا فتدور حوله مع باقي أفراد المجموعة الشمسية وتدور حول المجرة. وهي أقرب نجوم السماء إلينا ويقدر بعدها عن الأرض بحوالي 150 مليون كيلومتر ويصل نصف قطرها إلى 700 ألف كيلومتر وتبدو لنا قرصا صغيرا في السماء رغم أن حجمها يزيد على مليون مرة ضعف الأرض وذلك نظرا لبعدها الشديد عنا وتقدر درجة حرارة قلب الشمس بحوالي 15 مليون درجة وهي نجم عظيم ذو جاذبية قوية تحققها كتلتها الكبيرة وهي مركز النظام الشمسي. تدور حول محورها ويضيف أن الشمس تدور حول محورها مرة كل 25 يوما ولو كانت مجوفة لاستوعبت في باطنها مليون جسم في حجم الكرة الارضية وجاذبيتها ضعف جاذبية الارض 27 مرة ولذلك تعتبر الشمس نجما من نوع خاص فهي كتلة ضخمة من الغاز الملتهب ومن المستحيل أن توجد على سطحها أي كائنات حية أو مياه فهي في حالة غليان دائم بغازاتها المتوهجة. والشمس هي المصدر الأساسي للضوء والحرارة على الأرض وتتولد هذه الطاقة في مركز الشمس نتيجة للتفاعلات النووية الحرارية وتخسر من كتلتها نتيجة هذه التفاعلات باستمرار، والطاقة الحرارية والضوئية التي تصلنا من الشمس ضرورية للحياة فالاشعة تحت الحمراء تحفظ درجة حرارة الارض والجو عند مستوى يصلح للعيش. ويشير الى أن الاشعة الضوئية تمكننا من الرؤية وهي ضرورية لنمو النبات فبدون طاقة الشمس يغمر الارض ظلام دامس وبرد مفرط والحياة على الأرض بجميع صورها تعتمد على ما ترسله الشمس من حرارة وضوء كما تعتمد على تأثيرها في توفير الغذاء فجميع الكائنات الحية تدخل في سلسلة الغذاء التي تبدأ بالنباتات الخضراء التي تحصل على غذائها عن طريق التركيب الضوئي من الشمس وهذه النباتات تكون غذاء للحيوانات وكلاهما غذاء للانسان علاوة على ان اشعة الشمس مصدر للطاقة الشمسية التي استطاع الانسان استغلالها. ويقدر العلماء عمر الشمس بنحو 4.6 بليون سنة ويقولون إنه بمقدورها بإذن الله أن تظل تصدر طاقتها لمدة اخرى قد تصل إلى خمسة بلايين سنة ويصلنا ضوؤها في حوالي ثماني دقائق وعشرين ثانية ويشتمل على جميع الالوان التي نراها في قوس قزح إلا أنها تندمج محدثة اللون الابيض لذلك نرى الشمس بيضاء اللون وتدور الارض حول الشمس مرة كل سنة بينما تستغرق الشمس في دورانها مرة واحدة حول المجرة مدة تصل الى 225 مليون سنة وتؤدي دورا مهما في تتبع مسار الزمن وقياسه اذ يتوقف طول اليوم على المدة التي تستغرقها الشمس لتعود الى موقعها مرة ثانية بعد ان تدور الارض حول نفسها. مستقر الشمس وتجري الشمس في صفحة الكون بسرعة تقدر بحوالي 19 كيلومترا في الثانية نحو نقطة في كوكبة «هرقل» بالقرب من نجم البشر وهي علميا تسمى باسم «مستقر الشمس» وتجري حول المجرة بسرعة تقدر بحوالي 220 كيلومترا في الثانية وتتم دورتها هذه في 250 مليون سنة. وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك صراحة فقال تعالى: «والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم» الاية 38 من سورة يس. فقد ظل الاعتقاد سائدا حتى أواسط القرن الخامس عشر الميلادي أن الارض هي مركز الكون وأن الافلاك بما فيها الشمس تدور حولها وفسر بعض المفسرين استقرار الشمس بانها تستقر ليلا وترتاح ثم تعود في اليوم التالي بينما أكثر المفسرين يقولون إن الشمس لا تبرح تجري حتى يأمرها الله فتستقر ولا يعود لها عمل وهذه تفاسير حرفية لظاهر الاية الكريمة حيث إنه لم يكن لدى المفسرين مراصد فلكية ولا مناظير ولا أجهزة، الى أن جاءت الحقائق الساطعة في القرن العشرين عندما تأكد علميا ان الشمس تجري ولها مدار لا تحيد عنه وهو ثابت ومستقر تدور فيه بسرعة 250 كيلومترا في الثانية وتجري ومعها توابعها حول المجرة وتسمى هذه الدورة بالسنة الكونية وستبقى تدور كما قدر لها العزيز العليم إلى أن تتكور ويخبو ضياؤها. تكوير الشمس ويقدر علماء الفلك أنها ستسبح إلى الوقت الذي ينفد فيه وقودها فتنطفئ وهذا هو المعنى العلمي لمستقر الشمس.. حتى اذا وصل حجمها مثل حجم الارض فإنها تصبح «قزما» وتدخل المراحل النهائية في حياتها. وقد اخبرنا الله سبحانه وتعالى عن موت الشمس او نهايتها بقوله «اذا الشمس كورت» الاية الاولى من سورة التكوير.. ويقول المفكر الاسلامي سيد قطب رحمه الله في كتابه «ظلال القرآن» ان تكوير الشمس يعني برودتها وانطفاء شعلتها وانكماش السنتها الملتهبة• كما يؤكد العلم في توافقه مع القرآن. ان الشمس والقمر سيجتمعان حتما وهنا ينشق القمر ثم يذوب من هول الحرارة ثم يتبخر اذ يقول تعالى: «فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر يقول الانسان يومئذ اين المفر» الايات من 6-10 سورة القيامة• وكما أن الله تعالى يقسم بالشمس في قوله تعالى «والشمس وضحاها» : الاية الأولى من سورة الشمس. وهو يشير إلى هذا المخلوق الذي أنعم الله به على الإنسان لاستمرار الحياة على الأرض.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©