الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الليمون» مختارات من القصة الصينية واليابانية

«الليمون» مختارات من القصة الصينية واليابانية
18 مايو 2018 21:51
محمد عريقات (عمّان) ترجع القصص القصيرة التي يتضمنها القسم الأول من كتاب «الليمون» إلى بدايات القرن الرابع عشر الميلادي، وهي قصص لمؤلفين من الصين «كوريو» و»لي زن» عرفت في حينه انتشاراً واسعاً في مختلف بلدان العالم، إلا أن الزمن طوى ما أبدعه هذان الكاتبان، ويعود الفضل في اكتشافهما وترجمتهما إلى اللغات الأوروبية عام 1958 للكاتب والباحث الألماني «هربرت فرانك» المختص باللغة والأدب الصيني، حيث نشر دراسة في ذلك العام، لتظهر قصص المؤلفين على أثرها مطبوعة في كتاب لأول مرة باللغة الانجليزية، وظهرت بعد ذلك بطبعة فرنسية عن دار غاليمار عام 1986 ترجمة جاك دراس وعنها ترجمها إلى العربية أحمد المديني. تظهر القصص نموذجاً من الأدب المحكي الصيني العريق الذي يطلعنا على تقاليد حضارية باذخة تبرز أنماطاً من سلوكه، وتقلبات حياته، وصوراً فذة لأشكال التخييل، تعكس المضمون التاريخي للنصوص والوجداني الجماليّ، وحول ذلك يلفت المترجم المديني إلى أن القارئ يلزمه لبلوغ جوهر النصوص إدراك زمنية النصوص، والنظر إليها باستقلالية عن النصوص السردية المعاصرة، فهي تمزج الشعر بالسرد بانسجام بديع. وتمتلك القصص قدرة كبيرة على توليف ما هو واقعي، حذافيري، وما هو متخيل وعجائبي ومثيولوجي، وحول ذلك ينوه المديني إلى أن العنصرين يكتسب خصائص الثاني ويتفاعل معه لدرجة أن القارئ لا يحس بنقلة تعسفية أو تطابق مفتعل إلى الحد الذي يدرك فيه أن البنية التكوينية للحكاية لا تتم إلا إذا تضافر فيها ما هو واقعي وما هو ميثولوجي تخييلي، وإن كانت القراءة السوسيولوجية لهذا الضرب من الكتابة قابلة لأن تجنح بسرعة نحو المعطيات الثقافية والاجتماعية لمجتمع بعينه، مما يجعل منها نصوصاً سباقة بأزمنة طويلة إلى الإبداع الحديث. كما يتضمن الكتاب، إلى جانب ذلك، عدداً من القصص، تنتمي إلى الأدب الياباني الحديث، أبرزها: «ياسوناري كاواباطا»، و«كاجي موتوجيرو»، و«تسوجي كونيو»، وغيرهم. أراد المترجم من ذلك خلق مقارنة تساعد في التعريف بمستويين من التعبير الحكائي القصصي، نماذج تتمسك بقرابتها من النموذج الأول، أي القصص الصينية، حيث تستمد منها نسغها وخيوط تكوينها، وعن ذلك يقول المترجم: «أردنا من إدراج هذه النماذج من القصص اليابانية إبراز كيف أن كتابها يصوغون تراكيبهم من روافد الماضي ولا أوحيته العميقة ضمن استيعاب مكونات الحاضر لإنتاج أدب ذي جذور منفتحة على الهموم التي يعالج والمصائر التي يتداول بين ما هو ذاتي واجتماعي وميتافيزيقي أو بين هذه كلها في توليفة واحدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©