الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الناخب الأميركي··· والأساطير الخمس

الناخب الأميركي··· والأساطير الخمس
14 سبتمبر 2008 02:23
على رغم التباين الكبير بين ما توصل إليه المؤتمران الحزبيان الجمهوري والديمقراطي، إلا أنهما اتفقا على أمر واحد هو أن الناخب الأميركي سوف يتحلى بالحكمة في الإدلاء بصوته، فوق حرصه على التصويت في هذا السباق الرئاسي بالذات؛ ولكن هل تدرك القاعدة الانتخابية ما تتحدث عنه حقاً؟ هناك عدة عوامل تضر بتطور التجربة الديمقراطية في أميركا، من بينها المصالح الخاصة، والإدارة السلبية للحملات وغيرها، بيد أن هناك عاملاً رئيسياً يكمن في جذر هذه العوامل مجتمعة، ولا يجرؤ أحد على مناقشته، إنه جهل الناخب الأميركي· وفيما يلي عرض لمظاهر هذا الجهل، فمن خلال مناقشتي عن إدراك الناخبين الأميركيين لما يفعلونه بأصواتهم في الانتخابات· تبين أن، الأسطورة الأولى: ذكاء الناخبين· وهذه هي الأسطورة التي يروج لها كافة السياسيين في جميع الأوقات، لكن ومع ذلك تبقى حقيقة افتقار الناخبين للمعلومات الأساسية التي يدلون بأصواتهم بناءً عليها، فهناك عدم إلمام بمجريات الحياة السياسية في بلادهم، وأنهم لا يتابعونها بما ينبغي، ولا يدركون كيف يعمل نظامهم السياسي· فوفقاً لاستطلاع عام للرأي أجرته مؤسسة ''زغبي العالمية'' في شهر أغسطس من عام ،2006 اتضح أن اثنين فحسب بين كل خمسة أميركيين يدركون أن نظام حكمنا يتألف من ثلاثة أجهزة وأن بإمكانهم تسميتها؛ وفي عام 2006 أجرت مجلة ''ناشونال جيوغرافيك'' استطلاعاً للرأي تبين فيه أن 6 بين كل 10 من الشباب الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 سنة تمكنوا من تحديد موقع العراق في الخريطة العالمية· إلى ذلك أوضح الباحثان السياسيان ''مايكل ديلي كاربيني'' و''سكوت كيتر'' اللذان اضطلعا بدراسة النتائج التي توصلت لها مجموعة كبيرة من استطلاعات الرأي المعنية بقياس مدى معرفة الأميركيين بالتاريخ، أن نسبة تقل عن نصف الأميركيين فحسب، تعرف من هو ''كارل ماركس'' وأين دارت معركة ''بنكر هيل''؟ والأسوأ من ذلك أن نسبة 49 في المائة منهم فحسب تدرك أن أول دولة لجأت لاستخدام السلاح النووي في التاريخ هي بلادهم! ثانية الأساطير: الناخبون الديمقراطيون أذكى من نظرائهم الجمهوريين ، وهذه هي الأسطورة التي طالما روج لها الليبراليون؛ إلا أن استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة ''بيو العالمية'' في عام ،2007 أظهر أن هامشاً ضئيلاً للغاية في التفاوت بين مستويات وعي الناخبين السياسي لا يزيد على نسبة 4 في المائة فحسب، يسجل هذا الفارق أحياناً لصالح الليبراليين وأحياناً ضدهم· وثالثتها: قدرة الأميركيين على حسن الاستنتاج ما أن تتوفر لهم المعلومات والحقائق، والمؤسف أن الحقيقة هي العكس تماماً؛ وهذا ما تثبته وقائع التاريخ القريبة، فقبل الغزو الأميركي للعراق في عام ،2003 كانت نسبة 60 في المائة من الأميركيين تعتقد أن العراق وراء تدبير هجمات 11 سبتمبر، وبعد عام من الغزو أصدرت لجنة التحقيق في الهجمات تقريرها النهائي الذي أظهر ألا صلة البتة لصدام حسين بالهجمات، ومع ذلك بقيت نسبة 50 في المائة من الأميركيين على قناعتها السابقة بضلوع صدام في الهجمات· رابعتها: ناخبو اليوم أذكى مما كانوا عليه سابقاً؛ والحقيقة أن ناخبي اليوم لا يتفوقون بشيء على آبائهم وأجدادهم من حيث الوعي السياسي الانتخابي، بل تشير بعض استطلاعات الرأي، إلى أن بعض فئات الناخبين أقل وعياً من آبائهم وأجدادهم؛ ففي عقد الخمسينيات كانت تعجز نسبة 10 في المائة فحسب من الناخبين عن تحديد الفوارق الأساسية بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وفقاً للنتائج التي توصل إليها ''توماس إي بيترسون'' بكلية كنيدي لشؤون الحكم بجامعة هارفارد، لكن وبحلول عقد السبعينيات قفزت تلك الفئة إلى نسبة 30 في المائة· وخامسة الأساطير: الناخبون الشباب يهتمون كثيراً بالأخبار؛ وعلى رغم كل الذي يقال عن الشباب باعتبارهم أمل المستقبل الكبير، إلا أن الحقيقة المجردة هي أن حدثاً واحداً فحسب هو الذي استحوذ على اهتمام الشباب ودفعهم إلى متابعة الأخبار والتطورات عنه ساعة بساعة، ألا وهو هجمات 11 سبتمبر، بحسب نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة ''بيو'' العالمية، أما فيما عدا الهجمات فلا شيء يجذب الشباب لمتابعة الأخبار؛ على سبيل المثال ذكرت نسبة 32 في المائة فحسب ممن استطلعت آراؤهم أنها تابعت أخبار وتطورات هجمات الجمرة الخبيثة· وماذا عن غزو أفغانستان وسقوط كابول؟ لم تتابع هذا الخبر سوى نسبة 20 في المائة من الشباب؛ ثم أجرت مؤسسة ''بيو'' استطلاعاً آخر لقياس مدى معرفة الشباب بعد مضي ستة أعوام على تلك الأحداث، لتتوصل النتائج إلى نسبة أقل من الشباب الواعين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29 سنة؛ بل هناك استطلاعات رأي أخرى أكثر إثارة للقلق من هذه؛ فكم عدد الشباب الذين يقرأون الصحف اليومية مثلاً؟ 20 في المائة فقط، والأسوأ من ذلك أن الدراسات الاجتماعية نفسها أكدت أن من لا يطورون عادة قراءة الصحف في صغرهم، قلما يفعلون حين يتقدم بهم العمر؛ ولكن هل المؤكد أن شباب اليوم يحصلون على الأخبار يومياً عبر شبكة الإنترنت؟ كلا للأسف، فنسبة الذين يبحرون في الشبكة بحثاً عن الأخبار منهم لا تزيد على 11 في المائة! ريك شنكمان أستاذ تاريخ بجامعة جورج ماسون ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©