الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنات العراق ضد الانتحاريات

14 سبتمبر 2008 02:24
رغم تدني مستويات العنف في العراق مقارنة بالسابق واستتباب الأمن ولو نسبياً في العديد من المناطق؛ تشهد العراق بروز أنواع جديدة من العنف تهدد برجوع الوضع إلى المربع الأول، إذا لم يسارع العراقيون إلى مواجهتها؛ فقد شرعت النساء في تنفيذ عمليات انتحارية، وهو الأمر الذي لم يكن معروفاً في العراق، حيث تضاعف عدد العمليات الانتحارية التي تنفذها النساء بثلاث مرات خلال الفترة الأخيرة لتصل إلى 29 هجوماً -حسب المسؤولين الأميركيين-؛ ويبدو أن ''القاعدة'' وباقي التنظيمات الإرهابية لجأت في الآونة الأخيرة إلى تجنيد النساء لتفجير أنفسهن مستفيدين من العادات الثقافية التي تمنع تفتيش النساء من قبل رجال أمن، وهو ما يتيح للنساء المرور بسهولة عبر حواجز التفتيش دون أن يخضعن للمراقبة كما الرجال· ولمواجهة هذه الموجة الجديدة من الانتحاريات، عمد العراقيون إلى تجنيد النساء ضمن ما يسمى بـ''بنات العراق'' غرارا بـ ''أبناء العراق'' الذين يسهرون على حفظ الأمن في العديد من مناطق العراق، ونجحوا إلى حد كبير في خفض مستويات العنف؛ وفيما تظل أعداد النساء العراقيات المجندات في سلك الأمن قليلة بالمقارنة مع الرجال؛ إلا أنهن مع ذلك ساهمن بقسط وافر في استتباب الأمن بعد إيقافهن للعديد من الانتحاريات· وفي هذا السياق يقول الشيخ ''زايد أحمد الوان'' -زعيم مجلس الصحوة بحي الأعظمية ببغداد- ''لقد أصبحت النساء الانتحاريات اليوم أشد خطورة من الرجال، إذ لا يستطيع أحد تبين ما يخفين تحت اللباس، لا سيما عندما يرتدين العباية؛ أما الرجال فأنت تستطيع رؤية ما يحملونه في ثنايا الثياب، بل تستطيع معرفة ما يضع في جيبه وهل يحمل سلاحاً، أم لا''؛ وكانت آخر عملية انتحارية نفذتها امرأة في 14 أغسطس الماضي، حيث أسفرت عن مقتل 18 شخصا وجرح 75 آخرين عندما استهدفت الانتحارية موكباً للحجاج الشيعة في محافظة بابل؛ وتأتي هذه العمليات الانتحارية لتبرز مدى الضرر الذي قد تحدثه النساء والذي يتجاوز في بعض الأحيان ما يقوم به الرجال؛ وتستعمل النساء الانتحاريات نفس التقنيات التي يلجأ إليها الرجال لتفجير أنفسهن مثل ارتداء أحزمة ناسفة؛ أو في أحيان أخرى التظاهر بالحمل لإخفاء المتفجرات وتنفيذ عملياتهن؛ وحسب القوات الأميركية تساعد هذه التقنيات على اقتراب الانتحاريات من الأماكن المكتظة لتفجير أنفسهن وإحداث أضرار كبيرة؛ ورغم المساعي الأميركية لرسم ملامح عامة للمرأة الانتحارية؛ ينطوي الأمر على صعوبة بالغة في ظل التنوع الشديد للخلفيات التي تنحدر منها النساء الانتحاريات· وفيما تختلف الدوافع التي تقف وراء تفجير النساء لأنفسهن في الأماكن العامة واستهداف الأميركيين في بعض الحالات، يرصد المراقبون مجموعة من العوامل المشتركة التي من شأنها تحويل النساء إلى انتحاريات، مثل العار المرتبط بالعلاقات مع الرجال، أو فقدان أحد أفراد العائلة والرغبة في الانتقام، والسعي إلى تقمص دور البطولة؛ وتصديا لهذا الاتجاه المتنامي في صفوف النساء وتنفيذ العمليات الانتحارية، بدأت بعض الأوساط داخل المجتمع العراقي تدعو النساء إلى الانضمام إلى ''بنات العراق'' التي تشكلت قبل سنة من الآن· ورغم أن عدد النساء في المجموعة وصل إلى المئات؛ إلا أنه يبقى هزيلا مقارنة بـ''أبناء العراق'' الذين بلغ عددهم 103 آلاف رجل؛ وعادة ما تكلف النساء المنخرطات في ''بنات العراق'' بحراسة المواقع الاستراتيجية مثل الجسور والمباني الحكومية والمدارس؛ لكن خلافا للرجال لا يحملن السلاح ويقتصر دورهن على تفتيش النساء فيما الرجال يتولون بالقرب منهن الحماية المسلحة؛ ولا يعني ذلك أن عمل النساء يمر بدون صعوبات، حيث ترفض الكثير من العراقيات الخضوع للتفتيش حتى لو كان النساء من يقمن بذلك، هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع المتشككة إزاء المرأة العاملة· توم بيتر- بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©