رغم المخاوف الأمنية التي أثارها الهجوم الذي استهدف قبل أسبوع مجموعة من مسلمي بريطانيا بعد صلاة التراويح في شمال العاصمة لندن، احتشد أكثر من مئة ألف منهم في أحد متنزهات مدينة برمنجهام لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في تجمعٍ كان الأكبر من نوعه في أوروبا بأسرها.
ولم يقتصر المشاركون في الصلاة على سكان برمنجهام الواقعة في وسط إنجلترا وحدها والتي يقطنها أكثر من 20% من مسلمي المملكة المتحدة، بل تدفق على متنزه «سمول هيث» مسلمون قَدِموا من أنحاءٍ مختلفة من البلاد، لاستقبال العيد.
وشددت سلطات المدينة إجراءاتها الأمنية حول المنطقة، وسيّرت دورياتٍ شرطية، في ظل تأهب تشهده بريطانيا منذ وقوع الهجمات الإرهابية الأخيرة التي ضربت لندن ومانشستر، بجانب الاعتداء الذي استهدف المسلمين قرب مسجد «فينسبري بارك» في ساعة مبكرة من صباح الاثنين الماضي.
وقال منظمو الصلاة إنها ضمت قرابة 106 آلاف شخص، وحضرها مسلمون جاءوا حتى من خارج بريطانيا.
وتولى تنظيم صلاة عيد الفطر في برمنجهام إدارة المسجد والمركز الاجتماعي بمنطقة «جرين لاين» وذلك للعام السابع على التوالي. وبدا الإقبال على الصلاة هذه المرة قياسياً، رغم تزايد عدد المصلين باطراد خلال الأعوام الماضية بعد أن كان لا يتجاوز في المرة الأولى التي نُظمت فيها الصلاة في الخلاء في برمنجهام عام 2012 نحو 12 ألفاً، كما تقول صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية.
ولم يعكر صفو الحدث ما تردد عن حادث دهسٍ وقع أمس (الأحد) بطريق الخطأ في مدينة نيوكاسل، وجرح على إثره مجموعة من المسلمين بعد أدائهم صلاة العيد في مركزٍ رياضي بتلك المدينة الواقعة شمال شرقي إنجلترا.
وقالت الشرطة البريطانية إن الحادث لا علاقة له بالإرهاب، بل ناجمٌ عن فقدان سيدة مسلمة كانت تقود السيارة سيطرتها عليها.
ويشكل الإسلام ثاني أكبر الديانات انتشاراً في المملكة المتحدة. ويصل عدد معتنقيه بحسب تعدادٍ سكاني أُجري عام 2011 إلى 2.78 مليون نسمة، وهو ما يشكل نحو 4.4% من تعداد السكان في البلاد. لكن ثمة تقديرات تفيد بأن العدد وصل الآن إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص وهو ما يزيد نسبة المسلمين بين سكان بريطانيا إلى 5.4% تقريباً.
عدد اليوم
