الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صواريخ تاو الأميركية.. نقلة نوعية للمعارضة السورية

صواريخ تاو الأميركية.. نقلة نوعية للمعارضة السورية
1 مايو 2014 00:49
ليز سلاي خان السبل - سوريا تحت قيادة قائد شاب حنكته المعارك، ينخرط الثوار الذين تسلموا أول صواريخ أميركية تصل إلى الحرب السورية في جهد طموح يروم تشكيل جيش محترف جديد. عبدالله عودة 28 عاماً، يقول إن الاختيار وقع عليه ومجموعته «حركة حزم»، التي شُكلت حديثاً، لاستلام السلاح نظرا لآرائهما المعتدلة وانضباطهما. وفي معسكر المجموعة، الذي يقع في محافظة إدلب الشمالية، يرتدي الجنود زياً نظامياً، ويخضعون للفحص الطبي، وينامون في أسرّة بطابقين تحت بطانيات متطابقة. وهو مشهد يختلف اختلافاً كبيراً عن منظر آخذ في الانتشار لحركة ثوار تضم مجموعات متنوعة قدمت من هنا وهناك تعمها الفوضى وباتت تخضع لسيطرة المتطرفين الإسلاميين. ومعلوم أن مثل هذه المخاوف هي التي لطالما أثنت إدارة أوباما عن تسليح المعارضة السورية. ولكن وصول صواريخ «تاو» أميركية الصنع المضادة للدبابات الشهر الماضي إلى معسكر «عودة»، وهي أول أسلحة أميركية متطورة تصل إلى سوريا منذ اندلاع الحرب، أحيا بعض الآمال التي تم التخلي عنها منذ وقت طويل لدى الثوار في أن إدارة أوباما ربما تستعد لتليين معارضتها لتوفير مساعدة عسكرية مهمة، وربما تعمل على تغيير المعادلة في ساحة المعركة لمصلحة الثوار. ويقول مقاتلون إن العدد الصغير من صواريخ «بي جي إم 71»، التي يبلغ عمرها نحو عقدين وليست أفضل من نماذج روسية وفرنسية مماثلة حصل عليها الثوار من بعض الحلفاء والسوق السوداء خلال العام الماضي، لن يغيِّر اللعبة في القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ويذكر هنا أنه بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب، تمكنت الحكومة مؤخراً من إرغام قوات المعارضة على الانسحاب من العديد من أهم معاقلها، مرجئة آمال هذه الأخيرة في الانتصار إلى أجل غير مسمى. غير أن الشحنة «تمثل خطوة أولى مهمة»، كما قال «عودة» خلال أول زيارة إلى قاعدته من قبل الصحافة منذ وصول الصواريخ. الأسلحة لم تسلمها الولايات المتحدة للثوار بشكل مباشر. ذلك أن «أصدقاء سوريا» هم الذين قاموا بذلك، كما قال، في إشارة إلى تحالف القوى الغربية وبعض الدول العربية المدعوم من الولايات المتحدة الذي أنشئ لدعم «الجيش السوري» الحر المعارض. غير أنه كان على الثوار أن يتعهدوا بإعادة فوارغ كل الصواريخ التي أُطلقت، وبعدم إعادة بيع الأسلحة، وبحمايتها من السرقة. «عودة» رفض تقديم مزيد من التفاصيل حول مصدر الصواريخ؛ ولكنه قال إن المانحين أوضحوا له أن عملية التسليم حصلت على موافقة الولايات المتحدة، كما أن مسؤولين أميركيين أكدوا موافقتهم على تسليمها. وقال عودة: «إن أهم شيء ليس هو صاروخ «تاو» في حد ذاته، وإنما التحول في السياسة»، مضيفاً «ذلك أنه يشير إلى تحول في الموقف الأميركي تجاه السماح لأصدقاء سوريا بدعم الشعب السوري. إنه أمر نفسي أكثر منه مادياً». كما أنه نوع من الاختبار بالنسبة لعودة، وهو قائد غير معروف أصبح في يونيو 2011 أحد الضباط الأوائل الذين انشقوا عن الجيش السوري؛ وقد قاتل منذ ذلك الوقت في العديد من معارك الحرب، وخاصة تحت لواء مجموعته السابقة «فاروق الشمال». عودة، بقبعته خضراء اللون ولحيته القصيرة، يذكّر بالثوار الذين كانوا يطغون على المشهد قبل صعود الجهاديين الأجانب والقاعدة على ساحة المعركة. وتصريحاته تنسجم والآراء التي قالت الولايات المتحدة إنها ترغب في أن يتبناها عدد أكبر من المقاتلين الثوار حيث قال في مقابلة معه: «أريد دولة ديمقراطية تحكم كل سوريا بعدل وحرية لكل المواطنين، خالية من الفاشية والديكتاتورية». ويقول قادة آخرون إن «عودة» اكتسب سمعة كمقاتل مغوار، مقاتل سلم من ادعاءات بالإجرام لطخت العديد من الثوار غير الإسلاميين. وفي هذا السياق، يقول أبو مصطفى، وهو قائد ضمن وحدة تابعة للجيش السوري الحر يعيش الآن معظم الوقت في تركيا: «إنني اعتبره واحداً من الأبطال»، مضيفاً «إنه معتدل، وقد كان واحداً من الأوائل الذين انضموا إلينا، إنه مقاتل صنديد». وصول الأسلحة إلى ساحة المعركة، الذي تم الكشف عنه هذا الشهر في مقاطع فيديو على يوتيوب، سلط الضوء على شخصية «عودة»، ففي يناير، أنشأ «حركة حزم» تحت إشراف «المجلس العسكري الأعلى»، بعد أن انشق من «جبهة ثوار سوريا»، وهي مجموعة ثوار أكبر كان يروج لها في ذلك الوقت باعتبارها الأمل الجديد للاعتدال في سوريا. وبقوة يبلغ قوامها 5 آلاف مقاتل، تُعتبر «حركة حزم» واحدة من أصغر مجموعات الثوار؛ ولكن «عودة» قال إن هدفه هو بناء قوة نوعية، مركزاً على تجنيد جنود سابقين من ذوي التجربة العسكرية. ويقول إن جنوده يتقاضون رواتب 100 دولار في الشهر، يدفعها حلفاء الثوار، وإن 150 منهم تلقوا تدريباً في قطر. عودة، الذي كان يقود صحفياً في جولة لمعسكره، سعى جاهداً للتشديد على انضباط مجموعته وبنيتها واعتدالها، على أمل تلقي مزيد من المساعدات الأميركية على ما يبدو. وقال إن قلة من المقاتلين فقط موجودون هناك لأن معظمهم يوجدون على الجبهة التي تقع على بعد 10 أميال إلى الجنوب ونحو الغرب، حيث ينخرط الثوار في هجوم جديد. في المعسكر، كانت ثمة مؤشرات كثيرة على المساعدة على شكل أموال ومساعدات غير مميتة من حلفاء الثوار، ومنهم الولايات المتحدة. وقال مسؤولون أميركيون إن المجموعة هي من بين ست وحدات للثوار سُمح لها هذا العام بتلقي مساعدات أميركية غير مميتة، مثل المركبات والإمدادات الطبية، وذلك بعد أن تم التحري والتحقق بشأن آرائها السياسية وارتباطاتها وقدراتها. وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الكشف عن اسمه نظراً لحساسية الموضوع: «لقد نجحوا في الاختبار»!. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©