الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«البطل» ينطلق بقوة من «كبوة 23 سبتمبر» لحسم السباق أمام «الأسود»

«البطل» ينطلق بقوة من «كبوة 23 سبتمبر» لحسم السباق أمام «الأسود»
19 ابريل 2013 00:17
تجمعت أسباب فنية عديدة خلف نجاح العين في حسم لقب بطولة الدوري مبكراً، والاحتفاظ بالدرع في خزائنه، وذلك بعد التفوق على كل منافسيه للوصول إلى النقطة 58 في أول موسم لدوري المحترفين بوجود 16 فريقاً بدلاً من 14، وهي أسباب تؤكد أن النجاح لا يمكن أن يأتي عن طريق «الصدفة»، أو «ضربة حظ»، خاصة إن كان النجاح مستمراً لعامين متتاليين رغم شراسة المنافسة مع فرق تملك كل مقومات التحدي. وهناك قصة كفاح كبيرة بدأت منذ يوم 23 سبتمبر من العام الماضي، وقت أن سقط «الزعيم» في مباراته الافتتاحية في دوري هذا الموسم أمام الأهلي 3 - 6 في القطارة، وحتى الفوز على دبي 3 - صفر يوم أمس في يوم 18 أبريل، مرت 208 أيام حفلت بالعديد من المحطات المهمة في مسيرة الفريق «البطل» من «السقوط» إلى الصعود على منصة «التتويج» وحسم الدرع للمرة الحادية عشرة في تاريخه والثانية على التوالي. ووفقا للغة الأرقام التي لا تكذب فقد لعب «البنفسجي» 22 مباراة في مسيرة التتويج، وحقق الفوز في 19 مباراة، وتعادل في واحدة، وخسر في مباراتين فقط، وأحرز لاعبوه 70 هدفاً، ودخل مرماه 20 هدفا فقط، ليحصد لقب الهجوم الأقوى بلا منازع، ولقب أفضل دفاع عن جدارة، وهو يملك هداف البطولة، وهي كلها أرقام لا يمكن أن تتحقق بسهولة في موسم شاق وطويل، حفل بالعديد من الضغوط على مدار مراحله المختلفة. تفوق نفسي وفني من خلال مسيرة فريق العين في بطولة دوري هذا الموسم يمكن وبكل ثقة وضع الفريق وحده في مكان ومكانة تختلف عن بقية الفرق، بعد أن كان حامل اللقب الفريق «كامل الأوصاف» خلال مباريات الدورين الأول والثاني رغم خسارة مباراة في كل من نصفي السباق، الأولى أمام الأهلي، والثانية أمام دبا الفجيرة، حيث امتلك الفريق خلال مسيرته ما أكد من خلاله قدرة حامل اللقب على الاحتفاظ بالدرع في «دار الزين» للعام الثاني على التوالي. قدم العين الأداء القوي المنضبط في معظم مبارياته، مع تقديم حالة من «الإمتاع» الذي يأتي من الجدية في التعامل مع كل المباريات بالقوة نفسها واللعب من أجل الفوز، وتسخير كل القدرات الفردية للاعبين لخدمة الأداء الجماعي للفريق، وهي أشياء من الصعب على فريق أن يحتفظ بها في كل مبارياته، ومنها لقاء «الأسود» أمس، والذي قدم خلاله الفريق الأداء المنضبط والممتع في وقت واحد. وقد كانت الخسارة الثقيلة أمام الأهلي في القطارة من عوامل تفوق العين في مسيرته، لأن الفريق الكبير يتعلم من كبواته، ويزيد من خلالها حماسه وتركيزه وتعلو بعدها إرادة الفوز، حيث كانت هذه المباراة هي النقطة التي انطلق منها الفريق بقوة دفع «سداسية»، زادت من عزيمة اللاعبين والجهاز الفني وإدارة النادي وجماهير «الزعيم» لتحقق «المنظومة» كلها بعد ذلك النجاح الكبير. وهذا الأمر لا يتطلب فقط التفوق الفني والبدني على المنافسين وحسب، ولكنه أيضاً يحتاج إلى التفوق النفسي لأن تتحول من الخسارة إلى الفوز في مباراة تلو الأخرى، ويحسب للروماني كوزمين مدرب الفريق في هذا الشأن قدرته على قيادة «الزعيم» إلى تحقيق أفضل النتائج والأرقام القياسية من خلال أداء هجومي قوي وواثق من قدراته، وأداء دفاعي قوي يرفض التهاون أو التعالي على المنافسين، وهو ما يتضح من الأرقام التي تحققت في البطولة من الجولة الأولى حتى جولة الحسم أمام دبي أمس. ورغم امتلاك فريق العين للقدرات الهجومية الكبيرة المتمثلة في رادوي وهلال سعيد وعلي الوهيبي وعمر عبد الرحمن وإيكوكو وبروسكو وأسامواه جيان من الوسط والأمام، إلا أنه لم يهمل الجوانب الدفاعية، حيث لعب كوزمين في كل مبارياته بتوازن وفق «استراتيجية» قوامها الضغط في كل أرجاء الملعب لمنع المنافس من بناء الهجمات بطريقة صحيحة، ومع هذا الضغط يضطر من يحمل الكرة إلى التخلص منها بالتمرير الطويل، وهذا الاحترام للمنافسين كان من بين أهم أسباب التفوق. حلول كثيرة في كل المواقف وفي مشوار البطولة لم توقف العين أي مشكلة في التهديف، وذلك عندما يواجه الفريق دفاعات منظمة أو ضغط مكثف أو مساحات ضيقة، وذلك لأنه يملك اللاعبين الأكثر مهارة وأصحاب القدرة التهديفية العالية بوسائل وحلول متنوعة لا يستعصي عليها هز شباك المنافسين في كل الظروف وأمام كل التكتلات الدفاعية، والشيء المهم أن ذلك لا يتوفر في لاعب واحد بصفوف العين بل في عدد كبير من اللاعبين الذين يجعلون نسبة التهديف في كل مباراة تصل إلى 90 % مهما كانت قوة الدفاع في الفريق المنافس. ولعب الفريق مبارياته من خلال اللعب وفق «استراتيجية» يعتمد عليها لا تختلف مهما تغيرت التشكيلة لظروف الإصابات أو الإيقافات، لكنها تتغير وفق طبيعة أداء الفريق المنافس، لأن «البطل» كان يعرف كيف يواجه كل فريق بما يتناسب مع قدراته، وهو ما جعل العين الفريق الأكثر تكاملاً والأكثر إمتاعاً، وأيضا أكثر إيجابية هجومية جعلته يحقق الأرقام القاسية. كما يستطيع فريق العين إحراز الأهداف من خارج المنطقة إذا تم منعه من الدخول إليها عن طريق الدفاع، وهو ما ظهر في أهداف كثيرة عن طريق التسديد بعيد المدى من خلال عدد من اللاعبين، خاصة الغاني أسامواه جيان، ومن يملك لاعباً بحجم النجم الغاني عليه ألا يقلق، فهو يستطيع إحراز الأهداف الحاسمة في أي وقت وبطرق كثيرة، وهو ما جعله يتصدر قائمة هدافي الدوري حتى الآن، وكأنه مهاجم وهداف من «كوكب آخر». وفي طريقة اللعب يحقق «الزعيم» دائماً مبدأ الانتشار الجيد من خلال الاستحواذ والتمرير بسهولة ويسر وتغيير إيقاع اللعب بالتمرير من جانب إلى آخر وتهدئة اللعب لالتقاط الأنفاس في أوقات معينة ثم الانتفاض فجأة للهجوم بكل قوة، وذلك بسبب امتلاك اللاعبين للوعي الخططي الذي يجعلهم يعرفون متي يهدأون ومتي يزيدون سرعة إيقاع اللعب، خاصة الثلاثي هلال سعيد ورادوي وعمر عبد الرحمن في قلب الوسط، وذلك في ظل تأمين كامل لخط الدفاع عن طريق فارس جمعة ومهند العنزي ومحمد أحمد وخالد عبد الرحمن، وظلت هوية الفريق كما هي في مباريات كثيرة غاب عنها بعض هذه الأسماء. قوة إرادة وثبات انفعالي قدم العين في مسيرته بمباريات الدوري درساً جديداً للتأكيد على تماسك الفريق والثبات الانفعالي للاعبيه، وذلك بعد التأخر في أكثر من مباراة وتحويل هذا التأخر إلى فوز في النهاية، بوجود ثقة لدى المدرب في قدرات اللاعبين، وإمكانية تعويض الهدف، مع الإحساس بالوقت، والقدرة على التعامل مع تطورات المباراة اللحظية، وامتلاك القدرات الفردية التي تستطيع أن تحسم المباراة في أي وقت، وهي التي كانت متمثلة بوضوح في قدرات عمر عبد الرحمن، الذي كان «العقل المفكر» في انتصارات الفريق المتتالية. ويتفوق العين على الفرق الأخرى في نقاط محددة مثل، القدرة على التعامل مع كل الفرق رغم اختلاف نهجها وطرق اللعب لديها، وذلك لأن لاعبي العين لديهم القدرة على بناء الهجمات بشكل منظم، والاختراق من الأجناب ومن العمق رغم إغلاق المنافس للمساحات، والقدرة على التسديد من مسافات بعيدة، ومن الكرات الثابتة، كما أنه يملك عدداً كبيراً من اللاعبين الهدافين، الذين يصعب مراقبتهم جميعا في وقت واحد. وفي المواقف الصعبة خلال الموسم أثبت العين أنه فريق يصعب التفوق عليه، فهو يحقق الفوز في كل الظروف وبأي تشكيلة دون النظر إلى الغيابات، وذلك رغم قوة الأسماء الغائبة مثل أسامواه جيان وعمر عبد الرحمن وإيكوكو ورادوي وهلال سعيد، والتي لم تتغير معها «فلسفة» الفريق التي يلعب بها مع اختلاف قدرات اللاعبين البدلاء، ومنهم محمد عبد الرحمن ويوسف أحمد وأحمد الشامسي ومحمد سالم والحارس محمود الماس وغيرهم. وامتلك «الزعيم» في مبارياته إرادة الفوز، وثقافة رفض الخسارة، مع تزايد الطموح الكبير والرغبة في إثبات الذات، وكأن اللاعبين يتوارثون نفس طريقة اللعب والتحركات والنزعة الهجومية، وذلك وفق قدرات اللاعبين البدلاء، والذين امتلكوا إرادة إثبات الذات والتأكيد على أنهم على قدر ثقة المدرب وأنهم ليسوا أقل من الأساسيين في صناعة الانتصارات إن غاب بعض النجوم. وقد نجح كوزمين مدرب العين في استثارة دوافع اللاعبين، واستخراج أفضل ما لديهم، ونجح في عمل «توليفة» مختلفة في بعض المباريات، واعتمد على بعض الوجوه الجديدة في أثناء اللعب تحت ضغط بين المباريات المحلية والآسيوية، خاصة في الأسابيع الأخيرة، وتميز المدرب في تخيل ما يمكن أن يفعله اللاعب «البديل»، لأن الإبداع في أي مجال يحدث دائما نتيجة التخيل الجيد، وفي مثل هذه الظروف الصعبة والغيابات الكثيرة يظهر تأثير شخصية المدرب، وقدرته على قيادة فريقه لتحقيق الفوز. ولم يفقد فريق العين في مسيرته الحلول التي تمكنه من تحقيق الفوز مهما كانت طريقة لعب الفريق المنافس، وهذا ما حدث في أكثر من مباراة، حيث لعب الفريق المنافس بطريقة الدفاع المغلق أو «المظلم»، والذي نجح «الزعيم» في التخلص منه من خلال الحلول الفردية التي تتفوق على الكثافة الدفاعية، وهو ما كان موجوداً في مباراة الأمس أيضاً أمام دبي، التي حسمت اللقب «رسمياً». وكان «الزعيم» على قدر الحدث في مبارياته كلها باستثناء مباراته أمام دبا الفجيرة، التي يمكن النظر إليها على أنها «مباراة للنسيان» بالنسبة للفريق «البطل»، خاصة أن حامل اللقب تخلى عن كل مميزاته وقناعاته وجديته في هذا اللقاء، وأيضاً تخلى عنه الحظ في بعض المواقف والفرص السهلة، وهو أمر لم يتكرر طوال مسيرة الفريق في الدوري هذا الموسم، وكانت هذه المباراة هي «السقطة» بالنسبة للاعبين والمدرب. «تكتيك» لا يتغير وقد لعب العين كل مباريات الموسم الماضي ثم الموسم الحالي برسم «تكتيكي» لم يغيره، وحقق به كل النتائج المميزة باستخراج طاقة كل اللاعبين من خلال مرونة خططية، وهو يقدم دائما مستوى جيدا في كل الحالات وكل المباريات، وذلك من خلال الانتشار المميز للاعبيه وتمرير الكرة بسرعة والاستلام من الحركة، كما أن لاعبيه يملكون القدرة على التسجيل بأكثر من طريقة، كما أنه يدافع بطريقة منظمة ويهاجم بسرعة ومرونة، ويساعده في ذلك لياقة لاعبيه العالية، وقدرتهم على الاستحواذ الإيجابي. وهذه القدرة على الاستحواذ الإيجابي توفر الجهد وتسمح للاعبين بتوزيعه على زمن المباراة، وهو يرفع معنويات اللاعبين ويزيد من الثقة بالنفس، وهو أيضا يستهلك جهد الفريق المنافس ويقلل من عزيمته، والشيء الرائع في أداء العين أنه لا يتأثر باسم الفريق المنافس، فلا تجد تغييراً في طريقة اللعب وجدية الأداء والرغبة في الفوز، من خلال المرونة التكتيكية التي تمنح الأداء «ديناميكية» كبيرة بتغيير المراكز والتشكيلات حسب ظروف اللعب. وهناك أسباب منحت فريق العين فرص تحقيق الفوز على أي منافس يواجهه، وهي التي جعلت مهمة المنافسين صعبة، وفي مقدمتها امتلاك روح الفوز في كل أوقات المباراة، والثبات الانفعالي والتركيز الشديد في كل موقف، ورغبة لاعبيه في الاستمتاع باللعب، وهو ما يمكنهم من الانتشار الجيد والمرونة الخططية التي تربك المنافس، وذلك بالإضافة إلى امتلاك الفريق لعدد كبير من اللاعبين القادرين على التهديف، وعلى رسم البسمة على شفاه الجماهير مهما كانت الصعوبات. الواقعية واحترام المنافسين دبي (الاتحاد) - لعب «الزعيم» بواقعية كبيرة واحترام لقدرات منافسيه الهجومية، وذلك من خلال دفاع مكثف ومنظم ومتزن، وذلك أمام الفرق الكبيرة، وهو أمر لا حرج فيه ولا عيب، وهو ما جعل الفريق يؤدي مباريات دفاعية بشكل جيد، ويحتفظ بلقب أقوى دفاع، وأثبت الفريق قدرته على تحقيق الفوز في أوقات كثيرة دون أن يقدم مستواه المعروف، وهو ما حدث أكثر من مرة باعتماد طريقة «اللعب التجاري»، لتحقيق الهدف الأهم في أصعب الظروف. وهذا الأمر لا يملكه سوى «الكبار» مع امتلاك لاعبين من أصحاب القدرات الخاصة، الذين يملكون الحلول الفردية مثل عمر عبد الرحمن وبروسكو وأسامواه، مع مدرب يقف خارج الخطوط يمكنه اللعب على الثغرات القليلة والبسيطة لخطف الفوز، وهي مقومات لا يملكها إلا فريق «بطل» يعرف كيف يفوز في كل الظروف وعلى كل المنافسين، ولو كان ذلك بطريقة اللعب من أجل الفوز لا من أجل المتعة. وهناك قاعدة في كرة القدم تلزم الفريق الذي يلعب على بطولة وينافس على اللقب أن يمتلك القدرة على تغيير أسلوب اللعب، والتعامل مع كل الظروف وكل المنافسين بوعي ومهارة عالية ومرونة خططية تحت قيادة مدرب يدرك قدرات لاعبيه ويستطيع توظيفها للوصول إلى الإيجابية التي تحقق الهدف في النهاية بالحصول على نقاط المباراة، وهذا ما حققه العين في مباريات كثيرة حتى حقق اللقب. ولعب العين المباريات من خلال إيجابية شديدة، فالعبرة ليست بالاستحواذ، لكن العبرة دائما ما تكون بعدد الفرص التي يتم صنعها والأهداف التي تسجل من هذه الفرص، فقد لعب حامل اللقب بطريقة تبدو دفاعية في بعض مبارياته، لكنه حقق الفوز في كل مرة سعى إليها باستثناء 4 مباريات لم يحقق فيها الفوز، وإذا غابت المتعة عن أداء العين فإن الفعالية الهجومية لا تغيب مع وجود الانضباط الدفاعي الذي يضمن الحفاظ على نظافة الشباك ثم التسجيل من أقل الفرص المتاحة من خلال مهارة اللاعبين الخاصة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©