السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الشكر يعمل على البدالة ويحفظ آلاف الأرقام عن ظهر قلب

محمد الشكر يعمل على البدالة ويحفظ آلاف الأرقام عن ظهر قلب
22 ابريل 2011 19:51
بقلب يملؤه الإيمان والرضا بدون قنوط أو يأس يواصل محمد عبدالله محمد الشكر الضنحاني رحلة تحدي الإعاقة منذ 28 سنة على بدالة منطقة الفجيرة التعليمية ، عوضه الله بنعمة يراها أكبر من نعمة البصر وهي نعمة البصيرة فهو يحفظ 25 ألف رقم هاتف عن ظهر قلب، وبمجرد الاتصال به لطلب رقم هاتف أي مؤسسة أو وزارة أو شخص تراه يزودك بالرقم دون تردد. نعمة البصر حرمانه من نعمة البصر زاده إيمانا وإصرارا على مواصلة العطاء، ففي كل صباح يتجه محمد الشكر إلى مقر عمله اليومي في الطابق الثاني من برج الفجيرة التجاري، ليجلس في غرفة ضيقة لا تتعدى مساحتها مترين في ثلاثة أمتار، أمامه جهاز تحويل الخطوط، يلامسه بأصابعه ويحفظ أزراره واحدا واحدا. يتمتع محمد بروح مفعمة بالأمل والحيوية ومواصلة رحلة العطاء بدون أن يتسرب اليأس إلى نفسه، حديثه ضاحك، وأسلوبه ودود، وحول بداياته قال : انضممت إلى أول بعثة إلى البحرين في عام 1973 لألتحق هناك بمعهد النور ولمدة 9 سنوات تعلمت القراءة والكتابة بواسطة طريقة بريل وحصلت على دبلوم في الاتصال بنسبة مرتفعة جدا وصلت إلى 97 بالمئة وكانت هذه البعثة تضم خمسة أفراد من أبناء الإمارات من الشارقة ودبي ورأس الخيمة وكلباء والفجيرة. بعد أن عدت من البحرين، ومع أول فرصة أتيحت لي للوظيفة تقدمت للعمل عام 1983 على بدالة المنطقة الشرقية قبل أن يحول مسماها للاسم الحالي ولله الحمد أتقنت العمل على البدالة بسرعة، واكتشفت أن الله عزوجل وهبني نعمة الحفظ السريع، بحيث أني لو سمعت أي رقم لمرة واحدة يظل هذا الرقم عالقا في الذاكرة، ولا أنساه أبدا، ولله الحمد حتى أصبحت بعد هذا العمر الطويل مرجعا لطالبي أرقام الهواتف فأتلقى ما بين 250 إلى 300 مكالمة يوميا معظمها يطلب أرقام هواتف المدارس والعاملين في الميدان التربوي وحتى المؤسسات داخل الفجيرة وخارجها. مشاركات وعن مشاركاته الخارجية قال : مثلت الدولة في كثير من المؤتمرات في فئات ذوي الإعاقة في كل من قطر عام 1987 والأردن عام 1994 واستفدت كثيرا من هذه المؤتمرات ومن تجارب هذه الدول في هذا الجانب. ومع أنه سافر لتمثيل الدولة في مؤتمرات عديدة، إلا أنه يعتب على إدارة عمله قائلا: بعد هذا العمر وقضاء أكثر من 28 سنة من العمل المتواصل مواجها كل التحديات الطويل في المنطقة لم أكرم ولم يذكرني أحد حتى بشهادة تقدير ومع هذا لم يتسلل اليأس أو التقاعس أو حتى الفتور إلى نفسي وسأواصل العمل حتى آخر العمر فالوطن بأمس الحاجة إلى جهد وعطاء وبذل كل أبنائه. الأسرة يؤكد محمد أن هناك دورا كبيرا لزوجته التي وقفت بجانبه طوال مسيرة حياته وكانت نعم العون ونعم السند وأنجبت له 8 أبناء 5 بنات و 3 أولاد. تمكنت من إدارة شؤون الأسرة دون الاعتماد على الخدم، ويضم بيته مكتبة متواضعة تضم 30 كتابا على طريقة بريل في الاقتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا والأدب. يقضي الشكر أجمل أوقاته بجانب البحر، يقول: بمجرد استماعي لصوت البحر وهو يضرب الصخور والشاطئ في “قدفع” أشعر بالراحة العميقة، وهذا المكان يمثل نزهتي الحقيقية، التي ألجأ لها بين فترة وأخرى كي أستجمع قواي وأشعر بالاسترخاء.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©