الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حب العمل ومساعدة الآخرين يسمو بالنفس ويحقق السكينة والهدوء

حب العمل ومساعدة الآخرين يسمو بالنفس ويحقق السكينة والهدوء
22 ابريل 2011 19:51
كثيراً ما ننظر حولنا فنجد الكثير من الناس ساخطين، ثائرين متوتري الأعصاب ولا يأبهون لمشاعر الآخرين حين يطلقون العنان لألسنتهم، إما تنتقد أو تتحدث دون لياقة مع الغير، ورغم ما يحيط بهم من هالة الترف بدءاً من ملبسهم إلى سياراتهم ومراكزهم، فإن نمط سلوكهم ينبئ أقل المطلعين على أمور الحياة، بأنهم يفتقدون السعادة والمتعة في معيشتهم وحياتهم الشخصية، ربما بسبب عدم رضاهم عن الذات أو عدم توفر التوافق النفسي بين الروح والنفس. يجد الاختصاصيون النفسيون أن الشخصية التي تتوق للظهور والوصول للمنصب، عبر الحفر تحت مقاعد الآخرين تقع دوما في الأخطاء، مما يدفعها إلى الكآبة والحزن والتوتر، وربما نتج اللوم وعدم الرضى عن النفس عن الإحساس بالتقصير في عمل ما، كما يعاني آخرون من حالات الاغتراب أو الملل لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهداف معينة في حياتهم، لإعاقات الروتين الإداري، أو التسلط الأبوي، وفي دول كثيرة يعاني الناس من القمع الفكري مما يحدث الاحتراق النفسي لدى البعض، خصوصا لدى من يمارسون مهنة هم غير راضين عنها، لتعارضها مع قدراتهم وإمكانياتهم، ولربما لأنهم قبلوا بها نظرا لظروف مادية تعرضوا لها. يقول أشرف محمود العرياني «الاختصاصي» النفسي في منطقة الشارقة التعليمية، قال إن الشخصية التي تسمى «دبل فيس» أو ذات الوجهين أو المنافقة، تخلق مشاكل مجتمعية أو أخلاقية في أي مكان، وهي تعرقل روح الفريق الواحد، وذات يوم سوف تؤذي تلك الشخصية نفسها، لأن تلك الحيل الدفاعية لأجل الوصول إلى رضى المسؤول أو المدير أو شخص في داخل الأسرة، سوف تنكشف بعد حين، حتى وإن حققت بعض المآرب، والقائد الذي يفتقد القيادة الإيجابية ربما يتأثر بما تنقل من معلومات، لكن ذلك القائد نفسه سوف يصاب بالضرر منها، كأن تنقل الأخت المنافقة عن أختها معلومات خاطئة لوالدها كي تحتل مكانة أكبر في قلب الوالد. النضج الانفعالي يتابع العرياني: كل ذلك يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي، وينعكس ذلك على علاقة تلك الشخصيات بالآخرين كالأهل والأبناء، وينسى الكثيرون أن هناك فطرة في الإنسان نسيها الكثيرون حتى ذبلت واستقرت في متاهات مظلمة من النفس، وهي «النضج الانفعالي» الذي ربما ينمو في طفل أو طفلة في منتصف السنوات العشر الأولى من العمر، لأسباب تتعلق بنمط التربية، ولا يكون لها أثر في إنسان بالغ له مركزة وقيمته الاجتماعية، وتنمو الفطرة بتعلم إرجاء الإشباع العاجل في سبيل ما سيحققه من إشباع آجل، وخصوصا في مجال مساعدة الآخرين، وحب العمل وإنجاز المهام، فهذه الأنماط من السلوك اليومي تعلم الإنسان فن حب الآخرين، الذي يسمو بالنفس، ويجعل الإنسان في حالة رضى وسكينة وهدوء أعصاب. انظر لجهدك وينصح الدكتور عباس محمود عوض الباحث السيكولوجي هؤلاء الذين لديهم صراع مع النفس، في حال الإصابة بالفشل في المجال المهني أو العاطفي أو الأسري، بأن يؤمنوا بأن الفشل لا يعني نهاية الأمر، وأن تنفيذ الأعمال والخدمات التي تقدم شيئاً للآخرين هو جل النجاح وخصوصاً في المحيط الأسري أولاً، كما ينفع لراحة النفس البعد عن مالا يتوافق وعقيدته. ربما لو نظر لجهده الذي بذله في تحقيق الهدف لارتاح وشعر بالرضى، وعلى كل تواق للنجاح أن يعلم أن محور صناعة النجاح الرئيسي هو الرضا عن الذات، والشخص الساخط الذي ينتقد عمل الغير ويحرض على التوتر، يعكس حالة من الحرب الداخلية التي تتوق إلى النجاح، ولكي لا تصل الأمور إلى التهور في القول أو الفعل، علينا أن نتعلم الرضى عن النفس أو الذات، ويجب تعلم خفض التوتر لأنه يكون عاليا لدي البعض. ويؤكد د. عباس: على الناس أن يعلموا أن هناك آلافا مؤلفة من البشر يواجهون الكثير من الصراعات والإحباطات، وأنواعا من الضغوط اليومية ولكنهم يواجهونها بتعلم التحكم في الأعصاب، والنجاح مع النفس يأتي من خلال الأمور الوسط التي نحن نوجه النفس لها، فنتوسط ما بين التوفيق بين ما بداخلنا والمحيط الذي نعيش فيه أو يتم وضعنا فيه من خلال العمل مثلا، أو الانتقال في حال الزواج أو من مدرسة إلى أخرى، أو فشل في مشروع، فنتعلم ألا نغير الهدف ولكن نغير الوسائل التي ستحقق لنا الهدف وبذلك يولد الرضى شيئا فشيئا، ويحدث الانسجام الذي يحفزنا على التعايش مع الحاضر وفهمه، والتعامل معه في أعلى درجات التسوية النفسية المتناغمة من داخل الذات إلى الخارج وهو البيئة المحيطة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©