محمود عبد الله (أبوظبي)
عن منشورات مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام بأبوظبي، صدرت مؤخراً مجموعة قصصية بعنوان «حديقة الله» للكاتب الجزائري طارق لحمادي، في 82 صفحة من القطع المتوسط، وتحوي 28 قصة قصيرة، من بينها «كأنه الحب، صورة وحكاية، الكلبة، الطريق إلى الرؤية، كش ملك، الساقية، ظل الموت، الجنازة، حديقة الله، الرجلان، غسيل، حادثة لوحة، شيء من الخوف، أضغاث حب، حوار الموتى، دماء الطّين، كش ملك، الجنازة، حادثة لوحة».
يقول الكاتب عن مجموعته «إنها قصص إنسانية تعتمد التجريب، والبحث عن المغاير على المستويين الضمني والشكلي، وتقع في مستويات متعدّدة من مدارس القص من الواقعية السحرية إلى السريالية، فمن سؤال الغيبي في قصة «الطريق» إلى رسم الاحتقان والانتفاضة الشعبية الجزائرية في أكتوبر عام 88 بروح سريالية في قصة «موت الذبابة»، إلى سؤال الهويّة في قصة «في البحث عنّي» إلى إدانة الإرهاب في نص «باسم الله» إلى مساءلة وجع الموت في نصوص زاخرة بنبض الحياة «ظل الموت والجنازة»، إلى قراءة وجه تباين الثقافات بين الأجيال في نص «غسيل» إلى مزج المتخيّل بالواقعي بصورة سريالية كاملة في نص «حادثة لوحة» إلى مقاربة مأساة الخيانة في نص «الكلبة» إلى جرح الفقر والفاقة والعوز في نص (شيء من الخوف)».
في الواقع إن مجموعة حديقة الله، صيغت بلغة محكمة معاصرة لتغمس الأسئلة بروح الجمال، وترفع الغطاء عن علاقة الأحلام بشعورنا، وتلامس الواقع بقدرة سؤال غير متوقّع، وتبتكر من الأفكار ما هو غير مسبوق، وهي في النهاية محاولات تؤسس لنسق قصصي يخلّي الشكل لمصلحة الجوهر من أجل سؤال الفنّ الكبير لحياة الإنسانية العظيمة.
وفي مجموعته هذه، يستفيد الكاتب طارق لحمادي صاحب مسرحية الليلة الأخيرة الحائزة الجائزة الذهبية في مهرجان المسرح التجريبي الجزائري 2010، في صياغة قصص مجموعته من روح الدراما، على مستوى البناء والحوار والصور الفنية، وأسلوب قصصي متماسك النسيج، كما أنّه بارع في تناول الجوانب الإنسانية لشخصياته، وهي تحاكي الواقع وتضيف إليه أبعاداً تأملية تشد القارئ الواعي إلى عوالمها المفعمة بالحزن والمرارة والأمل لأناس بسطاء قدريين يعيشون في الحياة، منهم المهمش والجائع والمعذّب، ورغم كل ذلك هناك بوارق أمل في كل قصة، وهذا ما يتجلى في قصص مثل «ضوء بعيد»، «المعركة الأخيرة»، و«أضغاث حب».
عدد اليوم
