أفادت صحيفة «جونج أنج إيبو» الكورية الجنوبية أمس، بأن بيونج يانج أصدرت تحذيراً إلى السفن من الإبحار قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، فيما قد تكون خطوة ضمن استعدادات لإجراء تجربة لإطلاق صاروخ.
وتنامت التوترات بين الكوريتين منذ ألقت كوريا الجنوبية بالمسؤولية على جارتها الشمالية في إطلاق طوربيد، تسبب بإغراق السفينة الحربية «شيونان» في 26 مارس الماضي مما أسفر عن مقتل 46 بحاراً. ونفت كوريا الشمالية التورط في إغراق السفينة قائلة إن الاتهام مكيدة سياسية ملفقة.
ونقلت الصحيفة الكورية الجنوبية عن مسؤول حكومي قوله «أعلنت كوريا الشمالية أنه يحظر على السفن الابحار في منطقة شمال غربي البحر الأصفر من 19 وإلى 27 يونيو الحالي». وذكر المسؤول «هذا قد يكون إجراء يهدف إلى إطلاق صاروخ قصير المدى»، في حين قال مسؤولون آخرون كوريون جنوبيون إنه يأتي على الأرجح، في إطار تدريبات عسكرية روتينية وسط تزايد العداء بين الخصمين.
وأجرت كوريا الشمالية تجارب لإطلاق صواريخ العام الماضي بما في ذلك صاروخ باليستي طويل المدى متحدية دعوات من كوريا الجنوبية والأمم المتحدة لوقف تلك التجارب.
وذكر محللون أن هذه الخطوات تهدف إلى تعزيز المكانة السياسية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج- إيل في الداخل وهي أيضاً استعراض عسكري يستهدف كسب موقف تفاوضي أفضل مع سعي القوى الإقليمية لاستمالة بيونج يانج للعودة إلى المفاوضات النووية. وأضاف مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية “حددت كوريا الشمالية منطقة في شمال غرب البحر الأصفر كمنطقة يحظر على السفن الابحار فيها من 19 إلى 27 يونيو.. يبدو أن هذا جزء من مناورات تدريبية وليس لدينا أي مؤشرات إلى أنشطة غير عادية للجيش الكوري الشمالي”.
وفي تعليقات بمناسبة الذكرى السنوية الستين لاندلاع الحرب الكورية، طالب الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج- باك باعتذار من كوريا الشمالية عن إغراق السفينة الحربية ودعا إلى نهاية للاستفزازات.
وقال “يتعين على كوريا الشمالية أن توقف استفزازاتها العسكرية المتهورة وأن تنضم إلى طريق التعايش بين السبعين مليوناً الذين يشكلون الأمة الكورية.. هدفنا النهائي ليس المواجهة العسكرية بل التوحيد السلمي”. وفي احتفال آخر بهذه الذكرى، وعد قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الجنرال فلتر شارب برد “سريع وحازم” على كل استفزاز من قبل الشمال.
ونقلت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤول طلب عدم الإفصاح عن هويته قوله “إننا نراقب عن كثب الأنشطة العسكرية لكوريا الشمالية التي أعلنت عن منطقة حظر الإبحار في الفترة من 19 إلى 29 خلال الشهر الجاري”.
وأوضح المسؤول أنه جرى تحديد منطقة حظر الإبحار في المياه القريبة من مدينة نامبو الساحلية غرب كوريا الشمالية إلى أقصى الشمال من الحدود البحرية الغربية بين الكوريتين.
من جهتها، أوضحت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها تعتبر أن الإعلان الكوري الشمالي له علاقة بتمرين روتيني لإطلاق قذائف مدفعية، ولكنها تدرس أيضا ما إذا كان هذا الأمر يتعلق بإطلاق صواريخ قصيرة المدى. وفي شأن آخر، أبلغ رئيس جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية البرلمان أمس، أن بيونج يانج تقوم بتسريع عملية نقل السلطة من الزعيم كيم جونج- إيل إلى ابنه الأصغر كيم جونج اون بسبب تدهور الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي.
واشنطن تدعو بيونج يانج إلى عدم «تسييس» قضية جوميز
واشنطن (أ ف ب) - دعت الولايات المتحدة كوريا الشمالية إلى عدم تسييس حالة أيجالون ماهلي جوميز المعتقل الأميركي الذي تهدد بيونج يانج بانزال عقوبة قاسية بحقه إذا لم تتراجع واشنطن عن مطالبتها بعقوبات في ملف غرق البارجة الحربية الكورية الجنوبية «شيونان». وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية مارك تونر أن الوزارة تدعو إلى الإفراج عن السجين لـ»أسباب إنسانية» وتطلب من السلطات الكورية الشمالية «فصل الجدل السياسي عن هذه القضية التي تخص مواطناً أميركياً». وأعلنت وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية أن جوميز المحكوم بالأشغال الشاقة لثماني سنوات؛ لأنه تسلل بطريقة غير قانونية إلى البلاد، قد تطبق عليه «قوانين الحرب» إذا «تعنتت الولايات المتحدة في مقاربتها العدائية» إزاء الشمال. واعتبر محلل أن «قوانين الحرب» قد تعني حكماً بالسجن مدى الحياة وربما الإعدام. ويعتبر جوميز «30 سنة»، وهو أستاذ في اللغة الإنجليزية كان يدرس في كوريا الجنوبية، رابع أميركي يعتقل في أقل من سنة في كوريا الشمالية بتهمة التسلل إلى البلاد بشكل غير قانوني. وقد طرد الثلاثة الآخرون. ويجيء التصعيد الكوري الشمالي على خلفية دعم واشنطن لطلب سيؤول من مجلس الأمن، فرض عقوبات على بيونج يانج التي حملها تحقيق دولي مسؤولية إغراق البارجة حربية الكورية جنوبية في 26 مارس الماضي.
عدد اليوم
