ليلى هبر تنسج 20 جدارية صوفية من الحروف العربية

نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الخميس الماضي في المجمع الثقافي في أبوظبي المعرض الشخصي للفنانة اللبنانية ليلى هبر في حياكة الجداريات الزخرفية بحضور عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة وعدد من الشخصيات الاجتماعية والإعلاميين والصحفيين والمهتمين بهذا الفن· عرضت ليلى هبر 20 عملاً زخرفياً وحروفياً بالصوف المنسوج كجداريات تجميلية فنية عالية القيمة، تراوحت أبعادها بين 1,87 م * 1,37 سم و 1,26 * 93 سم، كما استخدمت الحروفية العربية لتعبر عن النفحة الروحية والفنية التي تميز إبداعاتها في هذا الجانب من الفن مع اعتمادها في أغلب أعمالها الخط الكوفي الذي يتوافق بزواياه الحادة مع طبيعة تشكل المربعات ضمن إطار السجاد الجداري· بدت عنوانات أعمالها ذات مسحة دينية وتوظيفات للموروث وللتاريخ الإنساني ولأهم شواهده وإعلامه حيث حملت لوحاتها تسميات مختصرة لما خط في مركز الجدارية من مثل ماذا لقيت من الدنيا و سورة الفلق و يوحنا بولس الثاني و سورة الفاتحة في لوحتين و المحبة في لوحتين أيضاً، و الأمة و كن حذراً و دعاء طاغور و السراج و اللهم · تنوعت الألوان التي استخدمت في المنسوجات الجدارية بين الأخضر الفاتح والأحمر الفاقع والأزرق المليء بامتدادات جميلة من التعبير مزاوجة مع ألوان أقل بريقاً· حاولت هبر أن تبني في كل جدراية نسيجاً من الإطارات المتعاقبة داخل بعضها البعض في تعشيق جميل بين الخطوط لتشكيل مستطيلات متدرجة حتى تصل الى مركز المنسوجة كي تودع فيها النص الحروفي الذي تريده أن يكون بؤرة عملها· نسجت سورة الفاتحة الحمد لله رب العالمين·· الرحمن الرحيم بـ 6 ألوان غلب عليها اللون الأخضر وكررت السورة لأكثر من مرة في المنسوجة بطريقة مختلفة· جاء الذكر الأول في الإطار الرباعي المستطيل لأربع مرات وجاء التكرار الخامس في مركز اللوحة بألوان خمسة الأحمر والأصفر والأسود والأزرق والبنفسجي · تبدو هذه الطريقة الأسلوب الأكثر شيوعاً في أعمالها النسيجية المعروضة· مع محاولتها دائماً كسر تعدد الألوان المستخدمة في إضاءات مركز لوحاتها باللون الأبيض مطابقة بين المعنى والتشكيل· ليلى هبر ولدت في بيروت 1945 وحصلت على دبلوم دراسات عليا في الهندسة الداخلية والفنون الزخرفية في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، ثم حصلت على دبلوم تخصص من المدرسة الوطنية العليا للفنون الزخرفية ENSAD في باريس· عملت رئيسة لقسم الهندسة الداخلية والفنون الزخرفية، لها أبحاث حول تاريخ الجدارية الشرقية وتقنية المنسوجة الجدارية (KILIM)· وقعت ليلى هبر ما بين 1994 و 2006 ما يقرب من 106 جداريات قطعة فريدة توزعت بين جامعي التحف الفنية في لبنان وفرنسا وإيطاليا والسعودية وانجلترا والفاتيكان وأميركا واسبانيا ومصر والإمارات· وحازت عام 1996 على جائزة الابتكار في الفنون الحرفية من منظمتي اسيسكو والكسو·