السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البحث عن بدائل لمكافحة الأفيون في أفغانستان

البحث عن بدائل لمكافحة الأفيون في أفغانستان
27 نوفمبر 2009 22:07
تستطيع أن ترى من الطائرة الهليكوبتر حقول وادي نهر هلمند القاحلة بجنوب افغانستان.. لكن السؤال هو حين تورق الحقول مجدداً في الربيع هل سيزرع الفلاحون الأفيون أم القمح؟ يقول جولاب مانجال حاكم إقليم هلمند وهو الإقليم الرئيسي في زراعة الأفيون بأفغانستان والجبهة الاكثر عنفا في الحرب الأفغانية “هذا العام نريد الوصول الى الخفض الى حد أدنى بنسبة 50 في المئة على الأقل”. وأضاف “هناك صلة قوية جدا بين زراعة الأفيون وطالبان. تجار المخدرات يساعدون طالبان بشراء الأسلحة والذخيرة لهم”. وحقول هلمند الندية الخضراء - التي كانت تشتهر ذات يوم بأنها سلة الخبز لأفغانستان - هي اكبر مصدر للأفيون في العالم. وأرسلت الولايات المتحدة هذا العام قوات من مشاة البحرية قوامها عشرة آلاف فرد لتنضم الى قوة بريطانية بنفس الحجم وشنت القوتان بشكل متزامن اكبر هجومين عسكريين خلال الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات بهدف طرد مقاتلي طالبان من الأراضي المزروعة بالأفيون. من ناحية أخرى يحاول الغربيون والحكومة الأفغانية إقناع المزارعين بالتحول الى زراعة محاصيل أخرى. وقال مانجال عن المساعدات الغربية “يرسلون الينا المساعدة وابناءهم ليضحوا بأرواحهم ونحن نبعث اليهم بالأفيون. يجب أن نكون ممتنين وأن نستغل مواردهم استغلالا أفضل”. وساعدت اقتصاديات تجارة الأفيون جهود مكافحته هذا العام. ونتيجة للإخفاق فيما سبق في مكافحته هناك الآن وفرة في الأفيون على مستوى العالم أدت الى انخفاض أسعاره. وتقول منظمة الأمم المتحدة إن هكتاراً مزروعاً بالأفيون في افغانستان يدر قيمة نقدية تعادل ثلاثة أمثال ما تدره نفس المساحة من الأرض المزروعة بالقمح هذا العام مقابل 27 مثلا قبل بضع سنوات. وذكر خبراء بريطانيون أن اي ميزة اقتصادية لإنتاج الأفيون قد تتلاشى تماما. وفيما تصفه حكومات غربية بأنه نجاح كبير تقول منظمة الأمم المتحدة إن الفلاحين زرعوا الافيون في هلمند هذا العام على مساحة أقل بمقدار الثلث عن المساحة التي زرعت عام 2008. غير أن مزارعي هلمند أنتجوا محاصيل قياسية حيث زرع المخدر اذ استطاعوا أن ينتجوا اكثر من نصف إنتاج العالم من الأفيون في الإقليم. وفي إطار جهود تقليل نفوذ “طالبان” وتمويلها يأمل مانجال وداعموه الأميركيون والبريطانيون أن يزرع الفلاحون القمح بدلاً من المخدرات. وأنفقت بريطانيا 15 مليون دولار لتوفير بذور القمح لنحو 70 الف مزارع في العام الماضي والحالي. ويجب أن يتعايش معظم المزارعين مع حبوب القمح المتوفرة في السوق المحلية والتي تتسم بضعف محصولها. وتوفر الخطة الجديدة للمزارعين حبوبا بجزء بسيط من سعر السوق فضلا عن السماد والمساعدة الفنية. وليس نقل القمح من مناطق هلمند البالغ عددها 13 بالأمر اليسير. فقد تعرض العديد من سيارات النقل المحملة بأجولة الحبوب والتي ترافقها قافلات لأكمنة وتفجيرات قنابل وتحطمت على الطرق الوعرة او اختفت دون أثر. وما زالت بعض المناطق في انتظار وصول قمحها. ويصف الجيش البريطاني مانجال بأنه “هدف للرصاص” للمجازفات التي يخوضها حين يخرج لعقد اجتماعات في المناطق الريفية. وخلال اجتماع مع شيوخ القبائل في سانجين بشمال الإقليم قصف متمردون التجمع لمدة 90 دقيقة. وتجول الحاكم مرتديا نظارة شمسية من إنتاج بيت أزياء برادا الشهير وسترة على ملابسه الفضفاضة في أنحاء مركز منطقة ناد علي الى الغرب من عاصمة الإقليم لشكركاه. وعلى الرغم من الهجمات الصاروخية المعتادة عادت البلدة الى الحياة في الأشهر الأخيرة وهي علامة على تحسن الأوضاع الأمنية منذ العمليتين المتزامنتين في يوليو واللتين شنتهما الولايات المتحدة وبريطانيا في الشمال والجنوب على التوالي. وفي العام الماضي كان شارع التسوق الرئيسي خاويا. الآن يبيع نحو 300 كشك سلعها في السوق. في مركز للشرطة غير مكتمل البناء ناشد مانجال شيوخ القبائل التخلي عن الأفيون كوسيلة لضمان ألا يعود العنف. وقال لمئات الرجال الملتحين الذين جلسوا حفاة الأقدام على أبسطة حمراء “منذ عام ونصف العام تقريبا كانت هذه القرية خاضعة لسيطرة طالبان... بانتهاء الأفيون سيتوقف الفساد والقتل والتمرد وكل شيء”. وينصت مزارعو ناد علي في صمت. وقال مزارع طلب عدم نشر اسمه “طالبان تجبرنا على زراعة الافيون وبالتالي إذا كانت هناك اي عناصر من طالبان في المنطقة فلن يجرؤ أحد على زراعة القمح”. وأضاف “أعلم أن الافيون سيئ حقاً لكننا لا نملك ما يكفي من قوة لزراعة محاصيل القمح بمفردنا. إذا حصلنا على أي مساعدة من الحكومة فسنزرع القمح”.
المصدر: كابول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©