الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أُضحية العيد .. ثلث للأكل وآخر للهدية وثالث للصدقة

أُضحية العيد .. ثلث للأكل وآخر للهدية وثالث للصدقة
27 نوفمبر 2009 22:22
أكثر ما يميز عيد الأضحى هو أضحية العيد، وهي ما ينسب إليها اسم العيد نفسه. فبما أن الأضحية فيها توحيد لله عز وجل، والإقرار بنعمه علينا، وطاعة نبينا إبراهيم عليه السلام لربه، كان ولا يزال للمسلم أن يهتم ويحرص على شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها على الفقراء والمساكين. الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والغنم) تقرباً إلى الله تعالى من بعد صلاة عيد الأضحى وهو يوم العاشر من ذي الحجة، إلى آخر أيام التشريق، حيث قال تعالى: (فصل لربك وانحر) سورة الكوثر، آية رقم 2، وقال تعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) سورة الأنعام، آية رقم 162، ونسكي أي ذبحي، وقال تعالى: (ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلِموا) سورة الحج، آية رقم 34. فتقديم الأضحية شريعة من شرائع الدين الإسلامي العظيم، وفي تقديم الأضحية يتساوى المسلمون في كافة أنحاء العالم بدعم ورعاية المحتاجين الذين يكونون في حاجة لقطعة من اللحم لهم ولأبنائهم، ولما في تقديم الأضحية من إشاعة الرحمة والتكاتف بين الفقراء والمساكين. حكم الأضحية الأضحية سنة مؤكدة، حيث يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي للأقارب والجيران، ويتصدق منها على الفقراء والمساكين، كما قال تعالى (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) سورة الحج، آية رقم 28، كما روى ابن مسعود وابن عمر، رضي الله عنهم، بأن يستحب تقسيم لحمها أثلاثاً: ثلثاً للأكل، وثلثاً للهدية، وثلثاً للصدقة. وفضل الأضحية عظيم، كما روى ابن ماجد والترمذي، «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم. إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها. وإن الدم ليقع بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفساً». التوزيع مشكلة ترى سلامة أحمد أن توزيع الأضاحي في العيد يشكل مشكلة لها، فهي أم تضحي كل سنة عن أبنائها الثلاثة. «أحاول قدر استطاعتي توزيع الأضحية على الفئات المحتاجة، كل سنة أقوم بتوزيع الأضحية على العاملين في منطقة العين الصناعية، فبمجرد أن أخرج أكياس الأضاحي من السيارة يهب عدد كبير منهم لأخذ الأكياس». أما المواطن خالد علي فيقول: «أنا شخصياً أترك موضوع توزيع الأضاحي لوالدتي التي هي أعلم مني بالفئات المحتاجة، حيث إن نصيب الأهل والجيران من الأضحية يكون توزيعه على عاتقي». «فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير» المسألة في توزيع الأضاحي تفوق خيال المضحي نفسه، ففضلا عن تحمل غلاء الأضاحي بحلول العيد، والبحث عن الفئات الأكثر عوزاً للاستفادة من الأضحية، يشغل بال المضحي، كون الثلث الأخير من الأضحية يسن أن يكون للصدقة. إلا أن المضحي في كثير من الأحيان يغفل عن وجود مراكز وهيئات متخصصة في توفير معلومات حقيقية عن هذه الفئات المعوزة للأضاحي، بل وتتكفل بتقديم الأضاحي لهم في مختلف بقاع الأرض. يذكر المواطن خميس محمد أنه يستفيد من مشروع حملة الهلال الأحمر لأضاحي العيد، بمجرد أن يرى لافتات الحملة في الكثير من مراكز التسوق فيدفع لشراء القسيمة له ولأبنائه الخمسة. جسر للتواصل «حملة الأضاحي» برنامج سنوي تطلقه هيئة الهلال الأحمر ليمد جسر التواصل بين الأشخاص الراغبين في تقديم الأضحية وبين الفقراء والمحتاجين. يقوم الأشخاص من خلاله بدفع مبلغ قدره 450 درهماً لشراء قسيمة الاشتراك في الأضحية، ومن ثم تتولى الهيئة شراء وذبح الأضحية، ومن ثم توزيعها على الفئات المحتاجة. توزيع الأضاحي يكون داخل الدولة وخارجها للفئات المحتاجة والأسر المتعففة، ويتم بطريقة منظمة من خلال اتباع خطة استراتيجية مدروسة من قبل الهيئة. أشكال متعددة توزع الأضاحي بعدة أشكال، فهناك ما يكون بشكل حر ، أي يوزع المضحي على أهله وأقربائه وجيرانه ومن استطاع أن يصل إليه من محتاج. وشكل يصعب عليه إيجاد الثلث الأخير للصدقة. وهناك شكل آخر يكون من قبل هيئات خيرية تتحمل مسؤولية شراء وذبح وتوزيع الأضاحي بين الفقراء. مسألة توزيع الأضاحي مسألة يجب أن ينظر إليها من جانب ديني بحت، لا من جانب عادات اجتماعية متوارثة تتداخل فيها مسألة التوزيع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©