السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«جوجل» تخطط لإعادة رسم الخريطة الرقمية للعالم

27 نوفمبر 2009 22:25
أصبحت تقنية نظام تحديد المواقع على سطح الأرض GPS، على أعتاب تطور شامل بعد أن أعلنت شركة “جوجل” عن إطلاق العمل ببرنامج جديد من شأنه أن يثوّر أساليب الملاحة والتوجّه على سطح الأرض. وأطلقت الشركة على البرنامج الجديد اسم “الملاحة بخرائط جوجل” Google Maps Navigation. وكما هي حال معظم البرامج التي تنتجها “جوجل”، فلقد قررت سلفاً تعميم الاستفادة من معلومات وبيانات وخرائط برنامجها الجديد مجاناً لكل من يريد الاستفادة منه في العالم أجمع. وتتلقى الشركة عوائدها عن تشغيله من الشركات العالمية الكبرى المتخصصة بتشغيل خدمات الملاحة باستخدام نظام تحديد الموقع. ولا زالت شركات الملاحة العالمية تشتكي من أن تشغيل نظام تحديد الموقع الذي يعتمد على الخرائط الملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية، لا يعمل إلا في بلدان محدودة وباستخدام منصّة أندرويد لتشغيل الهاتف المحمول “الموبايل”؛ وهو النظام الذي ابتدعته شركة جوجل ذاتها. وحتى الآن، لا تتوافر في الأسواق إلا القليل من أنواع أجهزة الموبايل التي تعمل بهذا النظام، ومنها “موتورولا درويد” الذي أطلق مؤخراً، و”تي- موبايل ماي تاتش 3 جي ماجيك”. تعاون ويهدف “برنامج خرائط جوجل” لوضع الخرائط المفصلة لكل شبر من أراضي أوروبا كخطوة أولى، وجمع البيانات الكاملة عن كل المعالم المهمة الموجودة في المدن والقرى. وسيتم تعميم هذه الجهود في كافة قارات العالم بعد ذلك. وقالت مصادر “جوجل” إنها تتعاون في هذا الإطار مع شركة هولندية رائدة في تشغيل خدمات الملاحة البرّية عن طريق نظام تحديد الموقع تدعى “أند” وتصنّف في المرتبة الثالثة على المستوى العالمي في هذا الاختصاص بعد شركتي “نافتيك” و”تيلي أتلاس”. ويعود تأسيس “أند” لعام 1984؛ ومنذ ذلك الوقت، لم تنقطع عن جمع البيانات والمعلومات والصور لمدن وطرق العالم حتى أصبحت تمتلك رصيداً ضخماً من هذه الثروة المعلوماتية ذات الأهمية الكبرى بالنسبة لكل شركة تسعى للاستثمار في أنظمة الملاحة الحديثة. وتغطي خدمات “أند” أكثر من 200 دولة في العالم. وقالت مصادرها إن عدداً كبيراً من شركات تقديم خدمات الملاحة بواسطة الخرائط المحمولة على مواقع الإنترنت تستفيد الآن من خدماتها ومن بينها الشركة التي تدير موقع “مابكيست” وشركة مايكروسوفت التي تدير موقع “بينج مابس” أو “خرائط بينج” المحمولة على محرك البحث الجديد “مايكروسوفت بينج”. وكانت “جوجل” سباقة إلى استخدام البيانات الجغرافية لخرائط وبيانات “أند” التي تتعلق بالقارة الأفريقية منذ بضع سنوات. وكان لا بد لـ”جوجل” أن تستفيد من هذا المحتوى الضخم الذي تمتلكه “أند” في أثناء سعيها لاستكمال مشروع إعادة رسم الخرائط الملاحية للعالم كله. العالم تحت أصابعك وقطعت “جوجل” شوطاً بعيداً في تحقيق هدفها لتصوير كافة المعالم السياحية والتاريخية في العالم أجمع بعد أن نجحت في رسم خرائط المدن والشوارع والإدارات العامة عن طريق الأقمار الاصطناعية في العديد من مدن العالم؛ وهي التي يمكن الاطلاع على تفاصيلها من خلال موقعها الخاص google.earth.com. وكانت قد جنّدت جيشاً من الشبّان ذوي الخبرة العالية في التصوير الفوتوغرافي بواسطة الكاميرات الرقمية، والذين يجتازون دورات تدريبية تهدف لإكسابهم الخبرات العالية في مجال تصوير المعالم المهمة والتعليق على الصور. وتشمل هذه المواقع أهم المعالم الأثرية والسياحية والخدمية. ومن أمثلة هؤلاء، صحفي فرنسي يدعى آرثر بواريه، خصصت له الشركة دراجة كهربائية ثلاثية العجلات مجهزة بكاميرا رقمية ضخمة مخصصة للتصوير بالأبعاد الثلاثة. وهو لا يتوقف عن التجوّل في الشوارع والساحات المهمة لمدينة باريس لتغطية أهم معالمها مثل قوس النصر وبرج إيفل وأسواق ميدان الأوبرا وقصر فرساي وحتى المطاعم والفنادق والمقاهي التي تنتشر في كافة أرجاء المدينة. وما لبثت الشركة أن وظفت مصوراً صحفياً ثانياً وكلفته بالطواف في الحدائق الباريسية الشهيرة لالتقاط ألوف الصور التي تصبّ كلها في المحتوى الثري الذي أصبحت تمتلكه الشركة ولا يضاهيها فيه أحد. ولعل من أشهر هذه الحدائق على الإطلاق “حديقة لوكسمبورج” في حي “ليزال” أو “سوق الهال” الشهير على إحدى ضفتي نهر السين. وقالت آن بانتاناتشيه الناطقة باسم شركة جوجل: “تتركز فكرتنا على تقديم صور بزوايا دوران كاملة قدرها 360 درجة لمعالم لم يسبق لنا تسجيلها من قبل”. ويرتدي مصوّرو جوجل قمصاناً موسومة بشعار الشركة الشهير، وخوذات بيضاء. وكانت جوجل حددت فترة تصوير وسط باريس حتى العشرين من شهر أغسطس الماضي. وما لبث مصوروها أن انتقلوا بعد ذلك إلى مدن القطاع الشمالي من فرنسا ثم وصلوا مؤخراً مدن القطاع الجنوبي ، وهم يواصلون مهمتهم هناك حتى الآن. وسبق لسكان المدن البريطانية والإيطالية الكبرى أن رأوا مصوري جوجل من راكبي الدراجات ثلاثية العجلات خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، وسوف تعمم جوجل هذا النشاط في بقية الدول الأوروبية من دون استثناء في إطار خطتها لتصوير العالم بأكمله. وتواجه “جوجل” مشكلة رفض الكثير من الدول لمثل هذا النشاط الذي تقوم به بدعوى التعدي على خصوصيات الناس والأماكن، ومنها اليونان التي رفضت عرضاً مادياً قدمته جوجل للسماح بتصوير المعالم الشهيرة وخاصة منها ذات القيمة الأثرية والسياحية. واشترطت السلطات هناك أن تقدم جوجل الضمانات الكافية بعدم اختراق الخصوصيات التي تحميها القوانين المحلية. ومن بين الشروط التي تضعها بعض الدول، إخفاء ملامح وجوه الناس وأرقام لوحات تسجيل السيارات وغير ذلك من المعلومات والبيانات الفردية. وبالرغم من هذا التقدم الذي تحرزه “جوجل” كل يوم في سبيل تحقيق مشروع رسم خرائط العالم أجمع، إلا أن الأمر قد يتطلب بضع سنوات أخرى حتى تصبح معالم وطرق وشوارع وأبنية وبيوت الكرة الأرضية كلها قابلة للاستظهار على شاشة الكمبيوتر أو الموبايل. عن مجلة فوربس
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©