خرائط العلاقات على «فيسبوك» تكشف الكثير عن الشخصية ودوافع التعارف

عندما قام المتدرب في فيسبوك بول باتلر بإطلاق خريطته العالمية الخاصة على الشبكة الاجتماعية، فإن هذه الخريطة لم تُظهر فقط الدول والأماكن التي يستخدم فيها الناس “فيسبوك”، لكنها قدمت صورةً فريدةً من نوعها عن آلاف العلاقات التي نشأت ونُسجت وترسخت بين مستخدمي “فيسبوك”. وقد كتب باتلر في ديسمبر الماضي معلقاً على خريطته “كل خط يعبر عن صداقة أنشئت أثناء السفر، أو عن فرد من أفراد العائلة يعيش خارج أرض الوطن، أو عن صديق دراسة قديم جرته إكراهات الحياة أو قادته ظروفها إلى مكان قصي”. غير أن خرائط باتلر لم تكن الوحيدة التي استخدمت موقع “فيسبوك” الاجتماعي لتحليل العلاقات الإقليمية، بل كانت هناك أخرى. فالخرائط التي تشملها مدونة بيتي ووردن قد لا تكون استرعت انتباه الكثيرين على الإنترنت، لكنها في منتهى الفتنة والسحر، وتختزل تعابير بالغة الدلالات. فعلى سبيل المثال، خريطته في الولايات المتحدة الأميركية تكشف أن الدولة لديها عدد من مناطق فيسبوك المميزة. فعند الاتجاه نحو الجزء الشمالي الشرقي، تشير بيانات الخريطة إلى مكان سكنه ومساكن أصدقائه، وهي تُظهر أيضاً أن مستخدمي فيسبوك في مدينة نيويورك يميلون إلى ربط علاقات مع أصدقاء بعيدين عن مقار سكناهم داخل مدينة لوس أنجلوس وحدها، تليها مدينة واشنطن دي سي فنيوجيرسي ثم بوسطن. أما الجنوبيون، فهم يميلون أكثر إلى التعارف على بعضهم في حيزات جغرافية أضيق نسبياً، وهو ما يظهر جلياً في منطقة المورمون المحيطة بولاية يوتا والتي تُعد الولاية الوحيدة المحاطة كلياً بمنطقة أخرى على الفيسبوك. أما مدينة لوس أنجلوس، فيبدو لها جيب آخر صغير، بينما يبدو باقي مستخدمي فيسبوك في الجزء الغربي من الذين يفضلون ربط علاقات مع أصدقاء بعيدين جداً. وتكشف هذه الخرائط كذلك عن الكثير من الأمور الثقافية والاجتماعية المشتركة التي تدفع المستخدمين إلى رسم خريطتهم الخاصة على فيسبوك وتعكس معها ملامح شخصياتهم التي تقف وراء تحديدهم نوع روابطهم ومناطق وجودهم، بل وحتى نفوذهم. فما هو نوع خريطتك أنت على الفيسبوك؟ عن “واشنطن بوست”