الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعود الزعابي: أنصح باختيار التخصص بعيداً عن تأثير الآخرين

سعود الزعابي: أنصح باختيار التخصص بعيداً عن تأثير الآخرين
22 ابريل 2011 20:06
مارس الطالب المبتعث سعود الزعابي هواية تربية الزواحف، فقد امتلك أفعى من نوع “بول بايسن” وكان يبلغ طولها حوالي الستين سنتيمترا، هذا بالإضافة إلى حرباء خضراء اللون، كان يربيها في منزله ويعتني بها جيداً، وتركها لدى أحد أصدقائه الأميركان عند مغادرته الولايات المتحدة وهو عائد إلى الإمارات العربية المتحدة، هذا بالإضافة إلى هوايته في الزراعة، حيث كان يزور المزارع القريبة من المنطقة التي يقطن فيها وبشكل دوري. تخرج الإماراتي المبتعث سعود سيف بالروغة الزعابي، من جامعة بن ستيت (Penn State University) في ديسمبر الماضي، بولاية بنسلفانيا الأميركية، وذلك من قسم الهندسة الصناعية واختص في قسم الخدمات والجودة، وهو التخصص الذي طالما حلم سعود بدراسته، لأنه يميل إليه بطبعه، كما أنه تخصص مطلوب، ويقول سعود الزعابي “أميل بطبعي إلى الهندسة الصناعية، كما أنها تخصص مطلوب وبشكل كبير في جميع أنحاء دول العالم، فلم أتردد في الانتساب لهذا الفرع. بعد الثانوية لم يأخذ الطالب الزعابي الوقت الطويل لاتخاذ القرار في الدراسة بالخارج، حيث إن السفر كان يتبادر إلى ذهنه منذ كان طالباً، يقول سعود: “كانت الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية إحدى طموحاتي منذ أن كنت صغيرا، حيث كان تعلم اللغة الإنجليزية والاعتماد على النفس والتعرف على العادات والتقاليد لدى الشعوب الأخرى، بالإضافة لاكتساب الخبرة أهم الأهداف التي كنت أود تحقيقها”، كما أنه لم يواجه أية صعوبات في اختيار الجامعة، حيث كان ذلك من مهام الجهة التي ابتعثته، يقول الزعابي “الجهة التي بعثتني وهي ديوان شؤون الرئاسة، هي من اختار لي جامعة بن ستيت؛ لأنها تعد من أقوى الجامعات في الولايات المتحدة في مختلف قطاعات الهندسة، كما أنها تعتبر الأفضل من ناحية الأجواء الدراسية”. الابتعاث في نظر خريج الهندسة الصناعية سعود الزعابي، الحصول على البعثة المناسبة والجامعة المناسبة يعتبر من أهم التحديات التي قد تواجه الطالب قبل ابتعاثه يليها بعض الأمور التي قد تكون في النهاية روتينية وسيعتاد عليها المرء مع الوقت، سواء كانت معنوية أم مادية، ويوضح أن الاستعداد لذلك وبشكل جيد سيساهم في التغلب على أية صعوبات مستقبلية، يقول “المهندس” سعود: إن أحد أهم المعوقات التي قد تعترض الطالب قبل الابتعاث هي الحصول على بعثة تناسب تطلعات الطالب، كما أن الجامعة التي تم اختيارها تلعب عاملاً مهماً في آلية الابتعاث، ثم يلي ذلك الاستعداد المعنوي و المادي، حيث يكون الطالب في الطريق إلى بدء حياته الخاصة اعتماداً على نفسه بعيداً عن بلاده و أهله، مما يحتم عليه القيام بالواجبات منفرداً، كما أن المسؤوليات تكون ملقاة على عاتقه وحده”. وللتغلب على هذه المعوقات، ينصح الزعابي، وبناء على تجاربه وخبرته السابقة، بالتقديم على البعثات في جميع مختلف الدوائر والوزارات، وذلك بعد أن يستقر الطالب على الفرع الذي يريد دراسته، ذلك كي لا يعاني الطالب من التردد ومن التخبط أثناء الدراسة، يقول الخريج الجديد سعود الزعابي: “إن تحديد أهداف الطالب لحياته العملية هي الأهم في المرحلة الأولى بعد التخرج من الثانوية، حيث إن هدف الدارسة في الخارج هي التعليم والحصول على شهادة جامعية، ثم يأتي بعد ذلك القيام بالواجبات اليومية مثل العبادات والدراسة”. لم تكن المرة الأولى التي يسافر فيها الزعابي وحيداً، فقد سافر إلى مدينة برايتن في بريطانيا مع أخيه في الصيف عقب انتهائه من الصف الحادي عشر، حيث التحقت بمعهد اللغة الإنجليزي، يقول الزعابي: “لقد سافرت برفقة أخي إلى بريطانيا لدراسة اللغة الإنجليزية في الصيف، وكانت من أحلى التجارب التي مررت بها حيث تعرفت على طلاب من مختلف دول العالم، مع العلم أن الأغلبية كانت من الأوروبيين الذين يريدون تعلم اللغة الإنجليزية”. وساعده ذلك على التغلب على الصعوبات الدراسية لأنه أتقن اللغة الانجليزية منذ ذاك الوقت. ساعة الصفر بما أن الزعابي الشاب كان قد قرر السفر للدراسة في الخارج، فهو على علم وإدراك تامين بما يعتمل داخل الشخص لحظة مغادرته للدولة في مهمة تعتبر الفاصلة في حياته، وعن الأحاسيس التي انتابته في المطار عند مغادرته أراضي الإمارات يقول: “لقد انتابني شعور قوي لم أعرف ما هو ولكن الإحساس بالتغيير كان موجوداً وبقوة، حيث إنني كنت أودع أهلي وكنت أحس بأنني سأفتقدهم لفترة زمنية لن تكون قصيرة، ولكن الهدف من سفري كان يهون علي بعضاً من هذه المعاناة” وعند وصوله إلى المكان الذي اختاره للدراسة يكمل الزعابي: “كنت أحس بالسعادة لأنني في بداية الطريق لتحقيق حلم الدراسة في الخارج، لقد صادفت الكثير من الطلاب المتجهين إلى الجامعة نفسها ويمرون بالتجربة نفسها، مما خفف عني بعض الآلام، فقد كان وجودهم معي دافعا لي للتغلب على فراق الوطن والأهل”. بداية وتكيف وأربعة فصول يرافق التغيير في المكان، عدة عوامل ومن أهمها تغيير في العادات والممارسات التي اعتاد عليها المرء، وعن تجربة الانتقال من الإمارات إلى قارة أخرى في العالم يقول الزعابي: “لقد كانت التجربة في الخارج مختلفة تماما، بما أن المنطقة التي كنت أدرس فيها تمر عليها الفصول الأربعة، حيث إن الجو في الشتاء يكون باردا و وتسقط الثلوج، ومن الممكن أن تصل درجة الحرارة إلى معدل 12 درجة تحت الصفر”. وعن صعوبة ذلك يضيف: “لقد كان الأمر صعبا للغاية في السنة الأولى، لأنني لم أكن مستعدا لمثل هذه الأجواء، ولكن اعتدت على الأمر في السنوات التالية”. يوم دراسي كامل يبدأ الزعابي يومه الدراسة بنشاط اعتاد عليه، يستهله بالذهاب إلى المسجد القريب من الجامعة لأداء صلاة الفجر، ثم يعود إلى السكن الخاص به ليستعد للذهاب إلى الجامعة، خاصة أن معظم المحاضرات في كل فصول دراسته كانت تبدأ في الصباح، وبعد الانتهاء من واجباته الدراسية يقفل عائداً إلى المنزل لإكمال واجباته الدراسية، لينهي يومه بزيارة بعض المقربين والقيام ببعض المهام اليومية. وكأي مغترب في دولة أجنبية، حاول الزعابي الحفاظ على علاقة طيبة مع كافة الناس المحيطين به، بغض النظر عن جنسية أو لون أو دين، كما أنه وخلال فترة وجوده في الولايات المتحدة للدراسة لم يواجه أي موقف عنصري، مع أنه وجد بعض الفروقات الجذرية من حيث الرفاهية التي كان يعيشها في دولة الإمارات وبين مكان دراسته، ويشرح الزعابي: “تعتبر ستيت كولدج مختلفة كثيرا عن أبوظبي من ناحية حجم المدينة وعدد السكان، حيث تكثر في أبوظبي المباني الضخمة والوسائل الترفيهية والأنشطة والمهرجات والمراكز التجارية، كما أن استخدام السيارة ضروري في التنقل من مكان إلى آخر، وبما أنها العاصمة يكثر فيها السكان من مختلف الجنسيات الفئات، بينما تعتبر ستيت كولدج مدينة جامعية معظم القاطنين في مجمعاتها السكنية من الطلبة والعائلات”، وعن الأماكن الترفيهية يضيف: “يوجد مركز تجاري واحد على طرف الجامعة وسلسلة مطاعم تحوي مختلف المأكولات الشرقية والغربية، كما تقل في هذه المدينة الأنشطة والوسائل الترفيهية؛ لأنها تعد مدينة دراسية فقط، والطلبة هناك يفضلون استخدام المواصلات العامة لسهولتها على السيارة الخاصة في الذهاب إلى الجامعة”. وكان الطالب الزعابي يؤدي واجباته الدينية بانتظام، كما كان يحتفل مع أصدقائه بكافة الأعياد الدينية والوطنية ويفيد بوجود مراكز في الجامعة لأداء جميع العبادات لمختلف الديانات، كما أنه يوجد مسجد قريب من الجامعة. حيث يسعى معظم المسلمين للتواجد فيه أثناء المناسبات الدينية لأداء الفروض، كما تكثر فيه الندوات الدينية وحلقات قراءة القرآن الكريم لمختلف الأعمار والأجناس. إجازات صيفية شارك الزعابي في العديد من الأنشطة أثناء دراسته في الخارج، والتي تمثلت في مساعدة الآخرين، ومنها المشاركة في الاهتمام بمسجد المنطقة وتنظيم فعالياته الدينية، وعن ذلك يشرح: “كنت أعمل في أحد مختبرات الحاسوب في الجامعة، كما كنت مراقبا للامتحانات في كلية الرياضيات، وفي الإجازات الصيفية التحقت في دورات تدريبية في أبوظبي مع شركة جامكو لصيانة طيران الاتحاد (GAMCO) في قسم خدمات الصيانة الطائرات، كما عملت مع شركة أدكو للبترول أبوظبي (ADCO) في قسم التخطيط وتطوير الحفريات والجودة و الموارد البشرية”، وعن هذه المشاركات يضيف: “لقد استفدت كثيرا من هاتين التجربتين، حيث حصلت على رؤية واضحة عن طبيعة العمل وعن ماهية التخصص في مجال الهندسة الصناعية”. وعن أنشطته الطلابية يقول: “و كنت عضوا في وحدة الطلبة الكويتية وبعد ذلك رشحت من قبل الطلاب الإماراتيين لتفعيل تأسيس اتحاد طلبة الإماراتي في بن ستيت (Emirates Student Union)، وتم اختياري الرئيس في بداية تأسيس هذه الرابطة، حيث كانت فكرة هذه الرابطة قديمة ومقترحة من قبل بعض الطلاب الإماراتيين القدامى، ولكن تم اتخاذ القرار بتأسيسها في بداية فصل الخريف 2010، وكان للطالب المبتعث محمد أحمد المهيري (مساعد الرئيس آنذاك) دور أساسي في تأسيس هذه الرابطة”. يبلغ عدد الطلاب الإماراتيين في المدينة التي يدرس بها الزعابي حوالي خمسة وسبعين طالباً، ولكنهم في زيادة الآن، يقول الزعابي: “الطلبة الإماراتيون في تزايد والحمد لله، ويفوقون خمسا وسبعين طالباً وطالبة، كما يوجد هناك أيضا عائلات إماراتية كثيرة”. وكان الزعابي أثناء دراسته يتواصل مع الطلبة الإماراتيين في المدينة التي يدرس بها وفي مدن أو ولايات أخرى، من خلال عدة طرق، خاصة بعد أن أوكلت إليه مع رفاقه وضع الخطوط الرئيسية لاتحاد طلبة الإمارات في جامعة بن ستيت، وكان يزور الأهل مرتين على الأقل في السنة. رحلة البحث عن عمل ينصح الزعابي، وهو المبتعث القديم، الطلاب الجدد أن يتوكلوا على الله قبل أي شيء، وأن يحددوا أهدافهم، وأن يختاروا التخصصات التي يميلون إليها، بعيداً عن تأثير الآخرين، كي لا يجدوا أية معوقات أثناء الدراسة، كما أن التحلي بالعادات والأخلاق الإسلامية الحميدة يعتبر أحد أهم الأمور الواجب الالتزام بها؛ لأن الطلبة يمثلون دولهم في الخارج، وأن لا يشعروا بالحرج في السؤال عن أي شيء يجهلونه، كما ينصح الخريجين الجدد بأن يبادروا إلى الاستعداد إلى الفترة الانتقالية من الجامعة إلى العمل أن يحضروا ملخصا لسيرتهم الذاتية قبل التخرج، وأن يلتحقوا بالعمل في جهات تناسب طبيعة تخصصهم، وأن لايقعوا تحت ضغوط البحث عن عمل في اختيار عمل لا يناسب تخصصهم، كي لا تضيع دراستهم هباء.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©