أسماؤها عربية وعبواتها فخمة

تحتل العطور العربية مكانة متميزة بين الخليجيين بشكل عام والإماراتيين بشكل خاص، إذ يستخدمونها في حياتهم بشكل يومي سواء لتطييب رائحة الجسد، أو لاستعمالها في تعطير الملابس والفراش لتحتفظ برائحة زكية طوال الوقت، وهم يحرصون على اقتناء أجود وأفضل أنواعها غير مبالين بالأسعار التي قد تصل في بعض الأحيان إلى آلاف الدراهم. ويعتبر الاهتمام بالعطور إرثاً ثميناً توارثه الإماراتي عن أجداده العرب، الذين اكتشفوها منذ القدم ثم أضافوا لها الكثير بل وطوروها لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم من فخامة ورقيّ. ويذكر التاريخ أن العرب، لشدة ولعهم بالعطور، كانوا يطوفون بقاع الأرض بحثاً عن مصادرها فصعدوا الجبال وطافوا الغابات وطاردوا الحيوانات من أجل الحصول على موادها الأولية. وقد حصلت زهرة «اللوتس»، أهم مصدر للعطور عند الفراعنة، على حبّ واهتمام غير مسبوق من قبل الفراعنة، ما حدا بهم إلى تخليدها برسمها على جدران مساكنهم وفي أروقة ممراتهم، كما أنهم لشدة خوفهم على زوال رائحتها قاموا باستخلاص عطرها ووضعه في أوعية من الفخار ومن ثم دفنه في حجراتهم. وتتعدد المصادر الطبيعية للحصول على العطور العربية والتي تنتج عدة أنواع ثمينة من أبرزها المسك الأبيض، الذي يستخرج من بعض جبال الهند وجبال أوروبا، حيث يتكون بصورة طبيعية من تفاعل بعض أنواع صخور الجرانيت مع تقلبات الجو من حرارة وبرودة وأمطار. والمسك الأسود، وله مصدر واحد هو صرة أنثى الغزال على شكل كتلة متجمدة من الدم. وهنالك عطر روح العنبر، ويستخرج من العنبر الخام الذي يقوم الحوت الأزرق بقذفه عندما يحصل له خلل في معدته، أما عطر الزعفران فيستخرج من زهور الزعفران المنتشرة في أرجاء إيران وإسبانيا والهند، أما ملك العطور فهو الورد الطائفي، والذي يستخرج من الورود المنتشرة في أرجاء مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، ويعتبر هذا النوع من الورد أجود أنواع الورد الموجودة على الأرض وذلك بسبب العوامل المناخية التي تؤثر إيجابياً على الورد. ويعدّ دهن العود من أجود العطور العربية وأغلاها ثمناً، وهو ذو رائحة قوية تعلق على الجلد والملابس لمدة لا تقل عن ثماني ساعات، وهو غالي الثمن ويعود غلاؤه إلى غلاء خشب العود أصلاً. إلى ذلك فهنالك عطر الصندل، والذي يستخرج من أخشاب الصندل الثمينة المنتشرة في بعض غابات الهند الشاسعة، ويتميز خشب الصندل بلونه الخشبي المائل إلى الأبيض، وله نكهة جذابة ومميزة خاصة عند خلطة مع أصناف البخور، كما يضفي رائحة جميلة عند خلطة مع أصناف العطور العربية. وتتميز العطور العربية برائحتها القوية الزكيّة، وتصبح أفضل رائحة وأزكى عبيراً إذا خلطت مع بعضها بنسب معينة، كما تتميز بأنه يسهل المقارنة بينها. وتتوافر في الأسواق اليوم أنواع كثيرة من العطور العربية، تحمل أسماء عربية مميزة، تمت تعبئتها في عبوات مختلفة فريدة التصاميم، تضيف إليها جاذبية على جاذبية الروائح نفسها، يتم بيعها بالتولة.