الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رمضان يتحول إلى شهر للتسوق والسهر رغم ارتفاع الأسعار في الأردن

رمضان يتحول إلى شهر للتسوق والسهر رغم ارتفاع الأسعار في الأردن
14 سبتمبر 2008 23:26
رغم غلاء الأسعار، تحول رمضان في السنوات الاخيرة في الأردن الى شهر للتسوق والسهر وموعد للصلاة والقيام في المساجد حتى موعد السحور· وبعد خمول يوم رمضان الطويل تدب الحياة فجأة في شوارع ومقاهي ومطاعم وأسواق ومتاجر عمان ليتحول ليلها الى شبه نهار من شدة الازدحام· وفي الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء، بات مألوفاً أن تزدحم الأماكن العامة بعد الإفطار مباشرة وحتى ساعات متأخرة من الليل، برواد السمر· وتتحول مقاهي عمان الكبرى خصوصاً تلك الواقعة في مناطق الشميساني والصويفية وعبدون في ليالي رمضان الى مراكز ترفيهية يتوجه اليها الشبان والفتيات على حد سواء لتبادل الأحاديث وتدخين الشيشة (النرجيلة) ومتابعة المسلسلات التلفزيونية من على شاشات كبيرة أعدت خصيصاً لهذا الغرض وحتى ساعات طويلة· ويقول الشاب ابراهيم محمد (24 عاماً) وهو يتوسط مجموعة من أصدقائه في مقهى في الشميساني وسط عمان ''حال انتهائي من تناول وجبة الإفطار مع باقي افراد العائلة آتي الى هنا· المسألة لا تحتاج الى تفكير: ماذا سأفعل في البيت؟''· ويضيف: ''هنا يمكنني أن ألتقي أصدقائي وأقضي معهم أحلى الأوقات بعد يوم شاق وطويل''، مشيراً الى أن ''هذه أحد طقوس رمضان أن يتجمع الناس ويقضوا أحلى الأوقات معاً''· غير أن الليل في مكان آخر يمثل ايضا موعداً للرجال للصلاة والقيام في المساجد حتى موعد السحور· ويقول زيد (30 عاماً) الذي يعمل في شركة اتصالات بينما يركن سيارته في موقف بالقرب من أحد مساجد جبل عمان ''أفضل ان أقضي الليل بالمسجد لأداء صلاة التراويح وقراءة القرآن''· ويضيف ''قد تبعدنا زحمة الحياة عن الفرائض لكن يبقى رمضان افضل مناسبة للعبادة والتقرب الى الله''· وبعيداً عن المساجد تزدحم الاسواق التجارية بالناس حتى بدا للناظر وكأنه اليوم الاول من رمضان رغم ارتفاع الاسعار· ولم يخف ناصر خليل وهو موظف حكومي جاء للتسوق مع زوجته واطفاله الثلاثة انزعاجه من ظاهرة الازدحامات وارتفاع الاسعار التي تواكب هذا الشهر الفضيل التي ''يفترض ان يكون شهرا للتقشف والزهد والبساطة''· ويقول وهو يبحث من بين انواع اللحوم عن ما هو اقل ثمنا ''لا افهم هذا التهافت على التسوق مع ان الاسعار جنونية ولا ترحم من هم مثل حالي''· ويرى حازم أحمد بينما كان يشق طريقه بصعوبة بين المتسوقين ان ''هذا التهافت غير مفهوم خصوصا ان رمضان شهر للصوم والزهد والبساطة''· ويضيف ساخراً ''من يرى هؤلاء الناس وهم يتسوقون بهذا الشكل يظن بأن الاسواق لن تفتح ابوابها بعد اليوم''· لكن الحاج عمر الذي ملأ عربته بالمواد الغذائية يرى ان هذا التهافت على المشتريات ''أمر عادي في شهر يكون فيه الصائم عبداً لشهواته بعد الافطار''· وسجل الاردن رقما قياسيا بالتضخم في اغسطس الماضي اذ قارب 15% مقارنة مع العام الماضي، وكان الاردن يستورد معظم احتياجاته من النفط الخام من العراق، وقد عمد الى زيادة اسعار المشتقات النفطية لاكثر من مرة منذ الغزو الاميركي لهذا البلد في ·2003 وكان العراق يزود الأردن بكميات من النفط بأسعار تفضيلية وأخرى مجانية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين· ويقدر معدل دخل الفرد السنوي في الاردن بـ2700 دولار أي ما يعادل نحو 225 دولار شهرياً· ومن اجل مساعدة الناس في تحمل ولو جزء يسير من اعباء رمضان قررت الحكومة الاردنية صرف مئة دينار (ما يعادل 150 دولار أو 500 درهم) لموظفي الدولة، بينما أمر العاهل الاردني الملك عبد الله بصفته القائد العام للقوات المسلحة بصرف مئتي دينار (نحو 300 دولار أو ما يعادل 1000 درهم) لجميع منتسبي الجيش لنفس الغرض· كما أصبحت مواعيد الدوام الرسمي في شهر رمضان في الدوائر والمؤسسات الحكومية من الساعة 9 الى الساعة 14 مساء بتوقيت الاردن· الى ذلك أدت الحياة العصرية في الاردن الى غياب العديد من الطقوس والتقاليد والعادات الشعبية التي كانت ترافق هذا الشهر الكريم· فلم يعد المسحراتي موجوداً في الكثير من الحارات والأزقة، بينما استعيض عن فوانيس رمضان بأحدث أساليب الإنارة الكهربائية· وفي الاردن، كما في باقي الدول الاسلامية، يمثل شهر رمضان شهراً للمآدب المتنوعة والكبيرة· غير أن طبق ''المنسف'' الذي يعشقه الأردنيون وحده يمثل القاسم المشترك بين كافة موائد الطعام في رمضان· وبالاضافة الى ''المنسف'' لا يتخلى الأردنيون عن ''القطايف'' الحلوى الموجودة بشكل يومي على مائدة الجميع رغم ارتفاع الاسعار·
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©