الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القارة السمراء تدخل عصر الثورة الرقمية

22 ابريل 2011 20:44
طالما حرمت أفريقيا (جنوب الصحراء) من تقدم وسائل الإعلام والاتصالات التي تنعم بها بقاع أخرى في العالم أكثر غنى. وحين بدأت الصين تصدير أجهزة تلفاز أبيض وأسود بسعر 50 دولاراً للجهاز إلى أفريقيا منذ نحو عقد واحد فقط من الزمن انطلق البث التلفزيوني إلى خارج المدن الرئيسية. وأحدثت هذه السوق الكبرى تغيرات جذرية في أفريقيا. إذ قال أسف شيخ الذي يعمل في قناة A24 الإخبارية عبر الإنترنت في نيروبي إن مؤسسات البث الكينية تحولت من الاكتفاء فقط بعرض برامج غربية في عام 2005 إلى برامج أفريقية تشكل نحو 80 في المئة من المحتويات المعروضة الآن. وتتطور أيضاً المحتويات المحلية في وسائل إعلامية أخرى مثل المذياع وعروض الفيديو الموسيقية والبرامج الدينية. غير أن الجميع متفق على أن مجال النشاط الضخم المقبل هو الأجهزة المحمولة. كان من شأن مد ثلاثة كابلات بحرية إلى أفريقيا السنة الماضية أن زادت سرعات البيانات إلى أربع أمثالها وانخفضت أسعارها بنسبة 90 في المئة. ونظراً لأن تغطية الهاتف المحمول أفضل كثيراً من تغطية الخطوط الأرضية أضحى الهاتف المحمول بمثابة جهاز الكمبيوتر المفضل في أفريقيا. وتفيد إحصائيات بوجود نحو 84 مليون هاتف محمول في أفريقيا مغطاة على الأقل بشبكات إنترنت أساسية. وفي أقل من شهر واحد نفدت أعداد من الهواتف الذكية بسعر 90 دولاراً للجهاز الواحد من صنع شركة هواوي الصينية، تعمل على نظام تشغيل اندرويد (جوجل) في عدد من الدول الأفريقية. تبلغ حصة نوكيا في السوق الأفريقية نحو 58 في المئة. وتتساوى الشركة الفنلندية مع شركة كوكاكولا في الحصول على لقب أشهر اسم تجاري في القارة. غير أن مبيعات هواتف نوكيا الراقية تراجعت تراجعاً كبيراً في أكبر الأسواق الأفريقية لحساب استفادة كل من سامسونج وهوواوي وريسيرش ان موشن التي تصنع بلاكبيري. وبالنظر إلى أن بلاكبيري شائع الاستخدام من قبل الشركات فقد حقق شهرة عظيمة في أفريقيا. وقال ديون لايبنبيرج رئيس ريسيرش ان موشن أفريقيا “إن شدة الطلب على بلاكبيري جعله يتفوق على أنواع أخرى من الهواتف الذكية الأقل ثمناً”. غير أنه لم يحن الوقت بعد لانحسار نوكيا. إذ أن نحو 90 في المئة من الهواتف المحمولة المبيعة في أفريقيا عبارة عن أنواع عادية لا تزال نوكيا تهيمن عليها. ولا يزال هاتف نوكيا 1100 البالغ سعره 30 دولاراً هو الشائع بين الفقراء حيث يوجد نحو 50 مليون جهاز نوكيا 1100 في أفريقيا. وينتظر أن تطلق نسخة مطورة من نوكيا 1100 قريباً مزودة بشاشة أفضل وتوصيلية جيدة بالانترنت وبعض الارتباط بمواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة مثل فيس بوك وتويتر كل ذلك دون الإضرار بالمتانة ودون رفع السعر كثيراً. فإذا نجحت نوكيا في ذلك ففي مقدورها أن تسترد تفوقها. أما بالنسبة لمن يريد بيع المحتويات الترفيهية فإن الأجهزة اللوحية هي التي سترسم مستقبل هذا المجال. وتمكنت سامسونج من اقتناص المبادرة في أفريقيا بجهازها تاب Tab. ورغم أن سعر هذا الجهاز يبلغ نحو 500 دولار في أفريقيا يتوقع ايريك هيرسمان خبير التكنولوجيا في نيروبي أن يقل سعره إلى النصف العام المقبل. ولا تبدي ابل أي مؤشرات حتى الآن إلى خفض سعر (آي باد) ليكون في متناول إمكانيات معظم الأفارقة. وبالمثل قالت ريسيرش ان موشن إن بلاي بوك (الكمبيوتر اللوحي) المخطط طرحه في أفريقيا خلال شهر يونيو يستهدف كبار التنفيذيين وموظفي الحكومة في المقام الأول. ويرى تجار الجملة في أفريقيا أن هذه السوق ستنطلق صعوداً متى نزل سعر الجهاز اللوحي إلى أدنى من 200 دولار. ورفضت نوكيا الكشف عمّا إن كانت تعتزم تصنيع جهاز لوحي رخيص الثمن مثلما فعلت من قبل بشأن نوكيا 1100. غير أن رئيس قسم مبيعاتها في أفريقيا براد بروكهوج واثق من أنه بحلول عام 2014 ستنتشر في أفريقيا أجهزة لوحية أرخص من هاتف جوجل (من صنع هواوي) البالغ سعره 90 دولاراً. وقال رئيس نوكيا ستيفن ايلوب إن الشركة تعتزم الاستثمار بكثافة في أفريقيا وآسيا لدى عملاء لديهم تغطية بث هاتف محمول دون أن يكون سبق لهم استخدام شبكة الإنترنت. وإن تهاونت نوكيا وضيّعت الوقت فربما تتأخر عن منافسين يطلقون أجهزة لوحية رخيصة. وسواء كان الاتصال عبر هواتف محمولة أو أجهزة لوحية يتزايد باطراد استخدام شبكة الإنترنت في أفريقيا وهو الأمر الذي سيزيد نشاط القارة في مجال المعلومات والمحتويات الترفيهية ويتيح لهيئات الإعلام الأفريقية مثل مجموعة إعلام الأمة (في شرقي أفريقيا) وميديا 24 (جنوبي القارة) نشر أعمالها المرتبطة بمحتويات رقمية تنتج خصيصاً للأسواق واللغات المحلية. وبالتأكيد ستقلق شركات إنتاج المحتويات الغربية من مخاطر القرصنة المتزايدة ولكن إن تمكنت تلك الشركات من تقديم عروض ملائمة فإن أفريقيا ستكون أيضاً سوقاً جديدة ضخمة لأجهزتها ومنتجاتها. نقلاً عن: «ايكونوميست» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©