احتياطات السلامة تحفظ المنزل من الحوادث أثناء السفر

حلّ فصل الصيف وبدأ معه حزم الحقائب والاستعداد للسفر بغية قضاء وقت ممتع مع العائلة، بعيداً عن أجواء الروتين اليومي من العمل والدراسة التي استغرقت العام كلّه.. وإذا كان السفر إلى الخارج يتطلب الكثير من الاستعدادات لتحضير الأمتعة والأدوات اللازمة أثناء الرحلة بالإضافة إلى الوقت الذي يتطلبه تجهيز الحقائب، فإن الإجراءات والاحتياطات التي يتطلبها ترك المنزل خالياً تفوق ذلك بكثير. إلا أن ثمة أناساً يجهلونها، ونتيجة لذلك فإنهم يرتكبون بعض الأخطاء أو ينسون عمل بعض الإجراءات اللازمة ما يتسبب في حوادث تفسد من متعة إجازاتهم، أو تدفعّهم ضريبتها بعد العودة. يتحدث خالد المرزوقي عن تجربته مع السفر، مشيراً إلى أنه تعلّم الكثير من خلال أخطائه السابقة، والتي منحته بفضلها خبرات وثقافة جيّدة حول إجراءات السلامة الواجب اتخاذها قبل المغادرة وترك المنزل خال. ومن بين الحوادث التي حصلت معه أثناء سفره، يذكر المرزوقي، أنه ذهب في إحدى المرات لقضاء إجازته خارج الدولة برفقة العائلة، وكان المنزل خالياً حتى من الخادمات، لكنه بعد عودته من السفر فوجئ بالماء يتدفق من أمام البيت، أما من الداخل فقد كان السجاد وكثير من الأثاث ممتلئاً بالماء. يضيف المرزوقي أنه لدى البحث عن أسباب الحادث تبين بأن الخادمة قد نسيت إغلاق صنبور الماء في المطبخ قبل السفر، إذ كان الماء مقطوعاً عن المنزل آنذاك، وعندما عادت المياه مرة أخرى كان الصنبور مفتوحاً ففاضت وبللت معظم أثاث المنزل، ما تطلب من العائلة الكثير من العمل بعد العودة من السفر لتجفيف ما قد تبلل وتصليح الأضرار التي نجمت عن ذلك. تعطّل المكيف إلى ذلك يلفت راشد ناصر إلى أنه في كلّ مرة يغادر فيها الإمارات برفقة عائلته وأطفاله يفاجأ بوقوع حادثة ما داخل المنزل، كان آخرها، حسبما يذكر، تعطل المكيّف الذي على ما يبدو تم بعيد تركه المنزل بيومين أو ثلاثة، ما يعني أن الشمس والرطوبة ظلّت تعصف بالبيت لمدة طويلة تقارب الشهر، أدى ذلك إلى حدوث تعفّن جزئي في بعض الأثاث، وتكوّن رائحة كريهة في المنزل تطلبت منه وزوجته العمل على تنظيفها فضلاً عن إصلاح المكيف. وتلافياً لوقوع مثل هذه الحوادث يفضل البعض عدم ترك المنزل خال أثناء السفر وقضاء الإجازة، تماماً مثلما تفعل مي سمعان، التي تأتمن صديقتها ديمة على مفتاح الشقة لتقيم فيها أثناء سفرها، فتحفظ المنزل من السرقة، ومن احتمالية حصول أي حادث. أما عائلة محمد سيف فقد قررت هذا العام أن تترك الخادمة في المنزل أثناء ذهابها للإجازة، لكنها طلبت إلى جارها أبو راشد، بعد أن أعطته نسخة من المفتاح، أن يتفقد المنزل والخادمة بين الحين والآخر، وهي الطريقة الأمثل للحفاظ على المنزل وحمايته من وقوع الحوادث المختلفة. يقول محمد: «لقد وجدت أن الطريقة الأمثل لحماية المنزل من السرقة أو وقوع أحداث لم تكن بالحسبان، هي إعطاء المفتاح لأحد من الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران الذين تثق بهم، لكي يتفقدوا المنزل كلما أمكن، ما يمنح الشخص إجازة سعيدة دون قلق وتفكير على ما سيحدث في المنزل أثناء غيابها». كامل الاحتياطات هذا حلّ من الحلول التي يتخذها البعض لتأمين سلامة المنزل أثناء سفرهم، لكن ماذا تفعل العائلات التي لا يوجد لديها أحد لتؤمنه؟ يقول ماجد العطاري، بالنسبة للأشخاص الذين لا يوجد لديهم أحد ليأتمنوه فمن الأفضل أن يتخذوا كامل الاحتياطات والإجراءات المناسبة التي تحفظ سلامة المنزل، من إغلاق للنوافذ وإغلاق مفاتيح الغاز والكهرباء والتأكد من إغلاق صنابير المياه إغلاقاً محكماً، وإذا كانت الإجازة طويلة فمن الأفضل تفريغ الثلاجة من الطعام وإيقاف تشغيلها، وكذلك إقفال الخزائن التي تحتوي على أغراض ثمينة، فضلًا عن إقفال الأبواب الخارجية. أما بالنسبة للمكيف فمن الأفضل إبقاؤه مفتوحاً إذا كان المحرك يفصل كلّ مدة زمنية معينة، أما إذا كان لا يفصل فإنه من الأفضل إقفاله إذ هنالك احتمالية لأن يتعطّل بحيث يصبح الهواء الخارج منه ساخناً وبالتالي فإنه سيفسد أثاث الشقة جراء الرطوبة. من جهته فقد حث العميد محمد صالح بداه مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالإنابة في وزارة الداخلية المواطنين والمقيمين على اتخاذ الاحترازات الوقائية في منازلهم قبل سفرهم، تجنباً للمخاطر التي قد تنجم لعدم التقيد بشروط السلامة العامة في هذا الصدد، معتبراً أن ثقافة السلامة العامة في المنزل قبل مغادرته في غاية الأهمية، إذ تمكن الأفراد من التعامل مع الخطوات التي يجب اتخاذها بصورة أفضل وذلك لحماية ممتلكاتهم والحفاظ عليها أثناء غيابهم. كما لفت بداه إلى الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في مجال توعية الأفراد حول الإجراءات الوقائية لمنازلهم لدى مغادرتها، من خلال البرامج وحملات التوعية، فضلًا عن تذكيرهم المستمر بضرورة التقيد بالاشتراطات اللازمة، مشيراً إلى أن الإهمال واللامبالاة من المسببات التي تعرض المنازل للسرقة. إلى ذلك عدد بداه الخطوات التي يجب اتباعها قبل مغادرة المنازل تجنباً للمخاطر التي قد تحدث وهي: فصل التيار الكهربائي عن الأجهزة، وعدم تشغيل أجهزة التكييف وإغلاق اسطوانة الغاز، ويفضل أن تكون فارغة، فضلًا عن إغلاق الأبواب والنوافذ بشكل جيد تجنباً للسرقات. كذلك أكد على مسألة إغلاق صنابير المياه، وخلو المكان من أي مواد قابلة للاشتعال، فضلاً عن توفير أجهزة لمراقبة المنزل إذا أمكن، مضيفاً أنه يستحب وجود شخص موثوق يقوم بتفقد البيت أثناء غياب ساكنيه، للتأكد من سلامة الوضع بين الفترة والأخرى. نصائح مهمة قبل السفر: - يفضل تنظيف البيت وترتيبه حتى تضمن العودة إلى بيت نظيف مرتب لا يتطلب منك مجهوداً إضافياً يضاف إلى مجهود السفر. - التأكد من عدم ترك أي ملابس غير نظيفة بالبيت، لأن المسافر يعود ومعه الكثير من الملابس التي تحتاج إلى غسيل. - قبل مغادرة المنزل ينبغي تأمين البيت بغلق المفتاح الرئيسي للغاز والمياه وغلق النوافذ جيداً. - إذا كانت الإجازة قصيرة فقد يكون من المفيد ترك الكهرباء لإبقاء المبرد يعمل، وذلك لوضع أنواع بسيطة من الطعام المحفوظ والخبز على سبيل المثال، ليقدم للأسرة يوم العودة من السفر، أما إذا كانت طويلة فيتم إفراغ المبرد من محتويات وتنظيفه وغلق مفتاح الكهرباء.