الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مايكل هارت: الخالدون مائة أعظمهم محمد

مايكل هارت: الخالدون مائة أعظمهم محمد
14 سبتمبر 2008 23:31
يعد الدكتور مايكل هارت من أبرز الأصوات الغربية التي أنصفت الحضارة العربية والإسلامية من خلال كتابه الشهير ''المائة الأعظم تأثيرا في التاريخ'' والذي ترجمه إلى العربية الكاتب أنيس منصور تحت عنوان ''الخالدون مائة أعظمهم محمد'' ولد هارت بنيويورك في أبريل 1932م، ودرس علوم الفلك والرياضيات حتى حصل على الدكتوراه في علم الفلك من جامعة برينستون عام 1972 والتحق بالعمل في هيئة الفضاء الأميركية، كما درس القانون وحصل على شهادة الليسانس بالقانون في جامعة نيويورك عام ·1958 وبالرغم من أن دراسات وكتب الاستشراق لم تصنف مايكل هارت كمستشرق إلا أن اهتمامه بدراسة التاريخ كان مدخله إلى الحضارة الإسلامية وإنصاف الإسلام ورسوله، حيث وضع النبي محمد صلى الله عليه وسلم على رأس أعظم مائة شخص تأثيرا في تاريخ البشرية· ويقول أنيس منصور في مقدمة الترجمة العربية لكتاب هارت ''المائة الأعظم تأثيرا في التاريخ'' عن مقاييس اختيار هارت للشخصيات المائة إن هارت أقام اختياره لشخصياته الخالدة على عدة أسس من بينها أن الشخصية يجب أن تكون حقيقية فهناك شخصيات شهيرة وبعيدة الأثر ولكن لا أحد يعرف إن كانت قد عاشت أو لم تعش مثل الحكيم الصيني لاوتسو والشاعر الإغريقي هوميروس فلا أحد يعرف إذا كان أمثال هؤلاء حقيقة أم أسطورة لذلك استبعدهم هارت من تصنيفه· كما استبعد أيضا الشخصيات المجهولة مثل أول من اخترع النار وأول من اخترع الكتابة وأول من اخترع العجلات· وأقام هارت أساس اختياره على أن يكون الشخص عميق الأثر سواء كان هذا الأثر طيبا أو خبيثا ولذلك كان لابد أن يختار هتلر لأنه كان عبقرية شريرة، وكذلك كان لابد أن يكون للشخص أثر عالمي وليس إقليمي فقط وهو ما جعله يستبعد القيادات السياسية والدينية المحلية التأثير كما استبعد الأشخاص الأحياء مهما بلغت قوة تأثيرهم· وكان المعيار الأهم في مقياس هارت لاختيار شخصياته العظمى المائة أن يكون للشخصية أثر شخصي عميق متجدد على شعبها وعلى تاريخ الإنسانية ومن هنا فقد جاء اختياره للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه استوفى تلك المعايير بشكل متكامل ومثالي أكد عليه هارت بقوله ''إن محمدا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي''· ويرجع هارت اختياره للرسول صلى الله عليه وسلم على رأس قائمة الخالدين في كتابه إلى تميز الرسول الكريم عن الأسماء الأخرى التي وردت في قائمته فهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا دينيا وسياسيا وعسكريا وما زال أثره قويا متجددا بعد مضي 14 قرنا على وفاته· ويقول هارت ''أكثر هؤلاء الذين اخترتهم قد ولدوا ونشأوا في مراكز حضارية ومن شعوب متحضرة سياسيا وفكريا إلا محمدا فهو قد ولد سنة 570م في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية في منطقة متخلفة من العالم القديم بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن موضحا أن نشأته كانت في ظروف متواضعة وكان لا يقرأ ولا يكتب و''لم يتحسن وضعه المادي إلا في الخامسة والعشرين من عمره عندما تزوج أرملة غنية''· ووضع هارت الرسول في تلك المكانة المتميزة لأنه صلى الله عليه وسلم استطاع ولأول مرة في التاريخ أن يوحد بين القبائل العربية المتناحرة وأن يهديهم بالدعوة إلى الإله الواحد، مؤكدا أن العرب المؤمنين بالإسلام تمكنوا من القيام بأعظم الغزوات التي عرفتها البشرية لعرض دعوة الإسلام على العالم، وقد امتدت دولة الإسلام التي أسسها محمد من حدود الهند حتى المحيط الأطلسي· ويمضي هارت إلى القول ''والإسلام مثل كل الديانات الكبرى كان له أثر عميق في حياة المؤمنين به·وقد اختار هارت المسيح عيسى - عليه السلام - الثالث وموسى - عليه السلام السادس عشر· وبرر اختيار المسيح في المرتبة الثالثة في حين أن عدد المسيحيين ضعف عدد المسلمين، بقوله ''على الرغم من أن عيسى هو المسؤول عن مبادئ الأخلاق في المسيحية إلا أن القديس بولس هو الذي أرسى أصول الشريعة المسيحية وهو أيضا المسؤول عن كتابة الكثير مما جاء في كتب العهد الجديد· أما الرسول محمد فهو المسؤول الأول والأوحد عن إرساء قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية كما أن القرآن الكريم قد نزل عليه وحده وفي القرآن الكريم وجد المسلمون كل ما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم''· ويصف هارت القرآن الكريم في هذا السياق بقوله ''والقرآن نزل على محمد كاملا وسجلت آياته وهو ما يزال حيا وكان تسجيلا في منتهى الدقة فلم يتغير منه حرف واحد وليس في المسيحية شيء من ذلك فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القرآن، وكان أثر القرآن على الناس بالغ العمق ولذلك كان أثر محمد على الإسلام أكثر وأعمق من الأثر الذي تركه عيسى على الديانة المسيحية''· ويصف العالم الأميركي مايكل هارت النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان قوة جبارة بالإضافة لكونه أعظم سياسي عرفه التاريخ موضحا أن استعراض التاريخ يكشف أن هناك بعض الأحداث الكثيرة فيه كان من الممكن أن تقع بشخصيات أخرى غير الشخصيات التي ارتبطت بها إلا في حالة انتشار الإسلام ووحدة العرب·'' فمن المستحيل أن يقال ذلك عن البدو وعن العرب عموما وعن إمبراطوريتهم الواسعة دون أن يكون هناك محمد، فلم يعرف العالم كله رجلا بهذه العظمة قبل ذلك، وما كان من الممكن أن تتحقق كل هذه الانتصارات الباهرة بغير زعامته وهدايته وإيمان الجميع به·'' ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©