الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلة الرحم توسع الرزق

14 سبتمبر 2008 23:32
يحرص الإسلام على توثيق صلة الرحم بين الإخوة والأقارب لما لذلك من أثر في تقوية الأسرة التي هي الوحدة الأولى للمجتمع، فيقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: (الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) روته السيدة عائشة -رضى الله عنها-وأخرجه البخاري ومسلم· ويبين المصطفى في عدة أحاديث نبوية فضل صلة الرحم فيقول: ''من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه'' رواه أنس رضي الله عنه· ويشير الى فضائل أخرى في قوله - صلى الله عليه وسلم : ''من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه'' رواه علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه- وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائده· ويوضح الدكتور زكريا أحمد نور الباحث في الشؤون الإسلامية أن الإسلام حرص على توثيق الصلة الحسنة بين الإخوة والأخوات وباقي ذوي الأرحام وبذلك تكون الأسرة جميعا متحدة متعاونة متماسكة وبالتالي يكون المجتمع متماسكا ومتعاونا· فشرع آدابا إسلامية للإنسان لمعاملة إخوته وأخواته ومنها إيصال الحقوق المالية لهم· وقد اعتبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلة الرحم من الأعمال التي تدخل الجنة وذلك كما ورد في إجابته لمن طلب منه أن يرشده إلى عمل يدخله الجنة ويبعده عن النار فقال له: ''تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم ·· ''· وفي حديث آخر أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن من يصل رحمه يصله الله ومن يقطعها فإن الله يقطعه، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ''إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب قال: فهو لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرءوا إن شئتم: ''فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم''· ويؤكد الإمام الجليل الحافظ أبي عبد الله بن أبي محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية في كتابه '' فتاوى الرسول صلى الله عليه وسلم '' ضرورة أن نتقى ونخشى قطيعة ذوي الأرحام وعدم سلبهم حقوقهم امتثالا لقول الله تعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبًا) سورة النساء: الآية ،1 وقد توعد الله قاطعي أرحامهم باللعن والعذاب فقال: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم· أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) سورة محمد: الآيتان ،22 و·23 وإذا كان ذوو الأرحام بعضهم أولى وأحق بالميراث من الأجنبي، فلهم أيضا حقوق مالية يجب أن تؤدى إليهم· قال تعالى: (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرًا) سورة الإسراء الآية ·26 ومن هنا يجب علينا أن نتأدب بآداب الإسلام ونعمل على صلة الأرحام والبر بهم فقد قال ربنا في كتابه: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) سورة الرعد: الآية ·21 وصلة الأرحام تتحقق بأي نوع من أنواع الصلات المادية أو الروحية كل واحد على حسب طاقته والصلة الروحية أو العاطفية في متناول الجميع وربما تكون ادعى إلى تحسين العلاقات من غيرها فتكون الصلة مثلا بتقديم العون والمساعدة والهدايا والهبات وغير ذلك من النواحي المادية وتكون بحسن الخلق، والكلمة الطيبة من النواحي العاطفية· و يهدف الإسلام بهذا المنهج وذلك السلوك وتلك الآداب إلى الوحدة المتكاملة بين المجتمع الإسلامى بتقوية الأسرة وتوطيد العلاقة بين أهلها· والمسلمون بلغوا أوج عظمتهم وتمام مجدهم حينما اتصفوا بهذه الصفات وبهذه الروح· ويحذير القرآن الكريم عن قطع الأرحام : ''الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون'' سورة البقرة الآية ·27 وأشار الشيخ محمد أمين الجندي في كتابه '' مائة قصة وقصة في أنيس الصالحين وسمير المتقين'' إلى ما جاء عن أبي أيوب ـ رضى الله عنه ـ أن أعرابيا عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في سفر فأخذ بحطام ناقته أو بزمامها ثم قال يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة ويباعدني عن النار؟· قال فكف النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر في أصحابه ثم قال: لقد وفق أو لقد هدى قال كيف قلت؟ قال فأعادها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ''تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل رحمك ''فلما أدبر قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ''إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة''· ويدعونا الدين الحنيف إلى الحرص على هذه الفضيلة حتى لو قطع الأقارب هذه الصلة ، فلا نعاملهم بمعاملتهم ولكن نعاملهم بآداب الإسلام تنفيذا لتعليمات الله عز وجل ورسوله العظيم ، فيقول أبوهريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل (بفتح الميم واللام المشددة وهو الرماد الحار) ولايزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك''· وهكذا جعل الإسلام الفرد الذي يتأدب بآداب الإسلام كالشجرة المظلة المثمرة تحفو بظلها كل من استظل بها أو جاورها ويهدف الإسلام من التأكيد على معاملة الأقارب معاملة حسنة إلى تكون أسرة متحابة متماسكة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©