عواصم (رويترز)
اقتربت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في أكثر من خمسة أسابيع أمس، بفضل حالة التفاؤل إزاء تحرك محتمل لمنتجي الخام لتعزيز السوق. كما ساهم في دعم أسعار الخام فقد ما يزيد على 700 ألف برميل يوميا من الإنتاج في نيجيريا بسبب هجمات متشددين ومشاكل خط الأنابيب.
وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت بسعر 48.74 دولار للبرميل في المعاملات الصباحية، وهو أعلى مستوى لها منذ السابع من يوليو الماضي. وتم تداولها عند 48.59 دولار الساعة 1042 بتوقيت جرينتش بزيادة 24 سنتا عن مستوى الإغلاق أمس الأول، وبارتفاع 17% عن أدنى مستوياتها في أغسطس الجاري عند 41.51 دولار، الذي سجلته في الثاني من الشهر الحالي.
وجرى تداول خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بسعر 46.16 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 15 يوليو، قبل أن يتراجع في وقت لاحق إلى 45.98 دولار بزيادة 24 سنتا عن إغلاق أمس الأول. والخام الأميركي مرتفع بنحو 17% عن أدنى مستوياته في أغسطس عند 39.19 دولار، والذي سجله في الثالث من الشهر الحالي.
وجاءت معظم المكاسب بفضل تفاؤل المستثمرين باحتمال اتخاذ منتجي الخام لكبح تخمة المعروض من الخام. ويرجع التفاؤل إلى تصريح وزير الطاقة السعودية خالد الفالح بأن المملكة ستتعاون مع منتجين آخرين من أجل استقرار السوق.
وقالت وزارة الطاقة الروسية، أمس، إن مسؤولي قطاع الطاقة في البلاد ناقشوا خلال اجتماع في فيينا مع نظرائهم في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الوضع في أسواق الخام ومسائل أخرى تؤثر على العلاقات بين الطرفين. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، في البيان ذاته، إن من المتوقع عقد اجتماع دوري بين روسيا وأوبك أو ما يطلق عليه «حوار الطاقة» في أكتوبر المقبل بفيينا.
وتنوي روسيا المشاركة في اجتماع تعقده منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي لم تنضم إليها في أكتوبر، كما أعلن أمس وزير الطاقة الروسي، فيما تطرح السوق تساؤلات حول إمكان اتخاذ تدابير مشتركة لتثبيت العرض.
وقال ألكسندر نوفاك، إن وفدا روسيا قد توجه إلى مقر أوبك لمناقشة عقد اجتماع مقبل لحوار الطاقة بين روسيا وأوبك، وهو الشكل المألوف لتبادل الأفكار بينهما. وأضاف أن «من المقرر عقد لقاء في أكتوبر في فيينا، وأن الموعد الدقيق سيتحدد عبر الوسائل الديبلوماسية في مستقبل قريب».
من جانبه، أعلن رئيس أوبك القطري محمد بن صالح السادة، الأسبوع الماضي، عن اجتماع غير رسمي لبلدانها الأعضاء على هامش المنتدى الدولي الخامس عشر للطاقة من 26 إلى 28 سبتمبر في العاصمة الجزائرية، بينما أعرب وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو على حسابه بموقع تويتر، عن أنه غير متفائل بخفض إنتاج أوبك التي ستعقد اجتماعا بالجزائر في سبتمبر. وقال معلقا على الإنتاج النيجيري «نعكف على توفير حلول دائمة لمختلف التحديات من العنف المسلح إلى سعر النفط».
في الوقت نفسه، قال وزير النفط العراقي الجديد جبار علي لعيبي، أمس، إنه يتطلع للعمل مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من أجل تحقيق التوازن داخل المنظمة وتعزيز دور بلاده. وأضاف أن لديه خطط كبرى لزيادة إنتاج واحتياطيات النفط والغاز من خلال عمليات تنقيب جديدة والمزيد من الاستثمارات. وقال لعيبي، في بيان، إن بلاده ستعمل من أجل رسم سياسات مستقرة وتحقيق التوازن داخل المنظمة.
من ناحية أخرى، أعلنت شركة سوناطراك الحكومية الجزائرية للطاقة أمس، نتائج أعمال تنقيب جديدة ناجحة مع شركائها بي.تي.تي.إي.بي التايلاندية وسي.إن.أو.أو.سي الصينية في مشروع حاسي بئر ركايز في حوض بركين. وقالت سوناطراك، في بيان، إن الاختبارات أظهرت أن معدل تدفق النفط الخام بلغ ألفين و406 براميل يوميا، واصفة النتيجة بأنها مرضية للغاية. واكتشفت سوناطراك وشركاؤها النفط الخام والغاز في عشر آبار منذ بدء حملة التنقيب في 2011.
وتمتلك سوناطراك حصة نسبتها 51% في المشروع، في حين تمتلك بي.تي.تي.إي.بي وسي.إن.أو.أو.سي النسبة المتبقية مناصفة بواقع 24.5% لكل منهما. وتحاول الجزائر زيادة إنتاجها من النفط والغاز بعد هبوط في السنوات الماضية، لقلة الاستثمارات الأجنبية منذ 2011.
عدد اليوم
