28 نوفمبر 2009 01:26
استقبل مسلخ الجمهور في أبوظبي نحو 3500 ذبيحة خلال اليوم الاول من أيام عيد الاضحى بحسب خليفة محمد الرميثي رئيس قسم المسالخ في بلدية أبوظبي. فيما شهدت المسالخ في إمارة أبوظبي، وهي مسالخ مدينة أبوظبي وبني ياس والشهامة، ازدحاماً شديداً أدى إلى اختلاط الزبائن بالقصابين وعمال النظافة، كما أدى التدفق الكبير إلى أزمة مرورية احتوتها جهود الشرطة والبلدية.
وفي هذا الإطار، رصدت "الاتحاد" العديد من حالات ذبح الأضاحي في الأماكن العامة، حيث برر السكان ذلك بالاكتظاظ الذي يشهده المسلخ خلال العيد.
ازدحام وفوضى
وشهدت منطقة شارع الميناء المؤدية إلى مسلخ الجمهور في مدينة أبوظبي ازدحاماً مرورياً خانقاً حيث اصطفت مئات المركبات على المفترقات وفي الشوارع الرئيسية والخلفية وأغلقت المداخل والمخارج المؤدية إلى المسلخ بسبب الكثافة المرورية وبعض المخالفات التي ارتكبها بعض السائقين المتعجلين الذين اضطر بعضهم لإيقاف مركباتهم بصورة مخالفة حتى يتمكن من الوصول إلى المسلخ وذبح الأضحية في أسرع وقت ممكن.
وفي حين أن جهود أفراد شرطة أبوظبي ساهمت في الحد من الفوضى إلى حد ما، لكن على الرغم من جميع الجهود المبذولة من البلدية والشرطة الخاصة بتنظيم الوضع في الساحات الخارجية للمسلخ إلا أن الأزمة تفاقمت وعمت الفوضى بسبب آلاف المضحين الذين ضاقت بهم أرجاء المسلخ وحاولوا الدخول إلى صالات الذبح الرئيسية حيث عمت الفوضى في الصباح الباكر واستمرت حتى ساعات ما قبل الظهيرة نتيجة التزاحم بين زبائن المسلخ وعمال شركات النظافة وعمال النقل والباعة الجائلين وغيرهم.
وأتى ذلك على الرغم من أن إدارة مسالخ أبوظبي كانت دعت الجمهور للتأني وعدم التعجل في الذبح والقدوم للمسالخ في ساعات الصباح الأولى، إلا أن تلك النداءات ذهبت مع تكبيرات العيد لينطلق المضحون نحو المسالخ جماعات وفرادى.
واحتشد أمس على أبواب مسلخ الجمهور بأبوظبي الآلاف من المضحين الذين تسابقوا فيما بينهم لإنهاء ذبح الأضاحي في أسرع وقت ممكن، ما أدى أحيانا إلى الشجار فيما بينهم لحجز مكان أقرب إلى بوابة صالة تسليم الذبائح وبالتالي أحدث ذلك فوضى بسبب التدافع والإصرار على دخول الصالة الرئيسية للمسلخ.
لكن أفراد الشرطة المجتمعية سيطروا على الوضع تماماً داخل صالات الذبح وتم إخراج كل المخالفين وتوجيههم نحو صالة الانتظار التي خصصت لتسلم الذبائح بعد فراغ القصابين من تجهيزها.
وكانت إدارة مسالخ أبوظبي قررت منع تواجد الجمهور داخل صالات الذبح خلال أيام عيد الأضحى المبارك، على أن يتابع الأفراد ذبح الأضاحي عبر نوافذ زجاجية، كما قررت الإدارة منح شهادة إعدام للذبيحة عند التأكد من عدم سلامتها ليتمكن صاحبها من الحصــول على أضحــية بديلــة مــن التاجـر.
جهل بالإجراءات
وكان لعدم معرفة البعض بالإجراءات المتبعة لذبح الأضحية بما في ذلك دفع رسوم الذبح والحصول على رقم لضمان عدم ضياع الأضحية بعد ذبحها سبباً في خلق الفوضى، والاحتكاك بين الجمهور، إضافة إلى تحميل بعض المضحين القصابين والمسلخ مسؤولية خطأه وجهله بالتعليمات.
ونجحت عملية إضافة غرفة جديدة لحجز قسائم وايصالات الرسوم في تخفيف الازدحام، فضلا عن تزويد المسلخ بكاميرات مراقبة وجهاز نداء من شأنه أن يضبط عملية تسليم اللحوم وخدمة الجمهور، كما تمت توسعة الطريق المؤدي من سوق المواشي إلى مسلخ الجمهور لتخفيف الاكتظاظ.
حالات استثنائية
وفي هذا الإطار، قال خليفة محمد الرميثي رئيس قسم المسالخ في بلدية أبوظبي إنه تم استقبال نحو 3500 ذبيحة خلال اليوم الاول من أيام عيد الاضحى، مشيراً إلى أن حملة التوعية التي نفذتها إدارة المسالخ بالتنسيق مع مكتب الاتصال والتسويق المؤسسي في بلدية أبوظبي عبر الصحف الرسمية والإذاعة والتلفزيون، والتنسيق مع هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف والتي نبهت بضرورة الذبح داخل المسالخ، حفاظاً على النظافة العامة، وضمان اتمام الكشف البيطري على الذبيحة، ساهمت في الحد من ظاهرة الذبح عبر استخدام القصابين الجائلين.
ولفت الرميثي إلى أنه تم توفير 60 قصاباً في خطوة نحو مواجهة العدد المتزايد من الذبائح، فضلاً عن وجود نحو 18 طبيباً بيطرياً بمسلخ الجمهور، مؤكدا أن الإجراءات التنظيمية التي تم اتخاذها ساهمت في سير العملية بشكل منظم، مع وجود بعض الحالات الاستثنائية كإصرار البعض على دخول صالات الذبح.
وأوضح أنه تم التنسيق مع شرطة الحراسات والمرور المجتمعية، بجانب شركات حراسات خاصة لتنظيم تواجد المضحين في المنطقة، كما تم التنسيق مع متعهد لترحيل مخلفات المسالخ مرتين يومياً، وزيادة عمال النظافة.
وأوضح الرميثي أن المسلخ الآلي بدأ بعد ظهر أمس في ذبح نحو 3600 رأس من الاضاحي وهي بالكامل لصالح هيئة الهلال الاحمر حيث تم تخصيص المسلخ الآلي لتولي هذه المهمة ووقف عمليات الذبح الأخرى للوفاء بمتطلبات الهلال الأحمر.
وتوقع رئيس قسـم المسـالخ ذبـح نحو 4 آلاف أضحية في المسلخ الآلي و7 آلاف أضحية في مسلخ الجمهور و6 آلاف أضحية في مسلخ بني ياس وألف و500 أضحية في مسلخ الشهامة خلال فترة العيد، لذلك تم رفع جاهزية فريق الإشراف والمتابعة لتوفير أفضل خدمة ممكنة.
ذبح عشوائي
ورصدت "الاتحاد" أمس عدداً من حالات الذبح العشوائي في الشوارع وداخل مواقع البناء وفي الفلل السكنية في أبوظبي، حيث لجأ بعض السكان إلى ذبح أضاحيهم في البيوت والشوارع القريبة من بيوتهم، رغم تحذيرات بلدية أبوظبي وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على مدار الأيام الماضية من ذبح الأضاحي في الشوارع والبيوت.
وبرر السكان مخالفتهم بالازدحام الذي يشهده مسلخ البلدية خلال أول أيام العيد، إضافة إلى بُعد المسلخ عن كثير من المناطق السكنية.
وأفاد بعض سكان أبوظبي أن ذبح الأضاحي المخالف كان في أماكن بعيدة عن أعين مراقبي البلدية وتم بسرعة كبيرة لكن الآثار المتبقية عن الذبح كانت تدل على المخالفات الصريحة حتى إن أصحاب الذبائح أو العمال لم يتكلفوا عناء تنظيف الشوارع بعد إقدامهم على ذبح الأضاحي، وتركوا القاذورات والقمامة وبقايا الذبيحة والدماء على الأرض وعلى أبواب المنازل وفي الشوارع، وهو ما أدى إلى وقوع أذى بالمارة والسكان وأصحاب المحلات التجارية المجاورة.
يشار إلى أن قسم المسالخ العامة كان وفر 800 موقف للسيارات داخل المسلخ للجمهور، وحظائر إضافية للتجار لاستقبال الأعداد المتزايدة من الماشية، علما أن سعر ذبح الأضحية بلغ 15 درهماً، وتشمل تقطيعها أربعة أجزاء، علما أنه تم منع القصابين من الحصول على مبالغ أخرى إضافية.
وكانت بلدية مدينة أبوظبي أكملت استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى المبارك ورفعت جاهزية المسالخ إلى أعلى مستوى استعدادا لتلبية احتياجات الجمهور ومواجهة الطلب المتزايد المتوقع على ذبح الأضاحي وعملت على تكثيف جداول المناوبات واجازات العاملين في وقفة عرفات وأيام العيد، لتفتح المسالخ أبوابها لاستقبال الاضاحي من بعد صلاة العيد في اليوم الاول وحتى الساعة السابعة مساء ومن الساعة السابعة صباحا وحتى السابعة مساء طيلة ايام العيد
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
