الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات 2012 الأميركية: أي سيناريو؟

22 ابريل 2011 22:30
الآراء حول الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2012، تتأثر كثيرا بالاستعارات التي يستخدمها المتكهنون: فهل ستمثل هذه الانتخابات إعادة لسيناريو 1984، أم لسيناريو 1988، أم سيناريو 1992؟ معسكر أوباما يفضل سيناريو 1984. فقد هبطت شعبية الرئيس رونالد ريجن خلال الأزمة الاقتصادية لعاميه الأولين، وحصل الجمهوريون على نتائج سيئة خلال انتخابات 1982 النصفية. ثم استعاد الاقتصاد عافيته وانتعش، وكذلك فعل ريجن الذي حقق في الانتخابات الفوز الكاسح الذي يحلم به أنصار أوباما اليوم. هذا في حين يحب الجمهوريون سيناريو 1992. فخلال العام الذي سبق الانتخابات، كانت التوقعات ترجح كفة الرئيس جورج بوش الأب وتتوقع نجاحه في إعادة الانتخاب. غير أنه فجأة خرج حاكم ديمقراطي شاب يدعى بيل كلينتون، استغل الاستياء من الوضع الاقتصادي والطريقة التي هز بها ترشح روس بيروت المستقل الحملة الانتخابية. فخسر بوش الانتخابات، ولم يحصل سوى على 37.5 في المئة من التصويت الشعبي. ويحب الجمهوريون أن يعتقدوا أن أوباما هش وضعيف على نحو غير مرئي، تماما مثلما كان بوش الأب وقتئذ. غير أن كلا التشبيهين تشوبهما عيوب. ذلك أن أوباما سيزداد قوة بموازاة مع تحسن الاقتصاد، لكنه لن يكون قادرا على الاقتراب من انتصار على غرار الانتصار الذي حقه ريجن، بالنظر إلى عدد الولايات الجمهورية التي يبدو من المستحيل أن يفوز فيها. أما مشكلة استعارة 1992 التي يستعملها الجمهوريون، فتكمن في أنه إذا كان بوش لم ينتبه إلى قدوم كلينتون ربما، فإن العديد من الديمقراطيين كانوا قد أشاروا إليه وتحدثوا عنه باعتباره موهبة سياسية كبيرة قبل ترشحه للانتخابات. والحال أنه لا أحد من الطامحين للتنافس في الانتخابات المقبلة باسم الحزب الجمهوري يستطيع أن يزعم هذا الأمر. وشخصيا، أحب سيناريو 1988 (السنة التي هزم فيها بوش الأب الديمقراطي مايكل دوكاكيس) كاستعارة لمشكلة الوضع والمكانة بالنسبة للجمهوريين. في ذلك العام، أصبح الطامحون للترشح للانتخابات باسم الحزب الديمقراطي يُعرفون بلقب "الأقزام السبعة". تسمية كانت مجحفة في حقهم، وقد تكون مجحفة في حق ملعب الحزب الجمهوري هذا العام، بغض النظر عن حجمه النهائي. لكن عبارة الأقزام تشي بعجز يتقاسمه كلا الحزبين. ومن بين مجموعة الحزب الجمهوري الحالية، يمكن القول إن حاكم ولاية مينيسوتا السابق تيم بولنتي يمثل دوكاكيس 2012. أقول هذا كشخص معجب بدوكاكيس ويعتقد أنه كان حاكما ممتازا لولاية ماساتشوسيتس. ولعل القوة التي يتقاسمها بولنتي ودوكاكيس هي غياب أي عيب أو قصور فاضح. ذلك أن دوكاكيس كان المرشح الباقي، الرجل الذي من المرجح أن يكون الأفضل، وهذا يبدو مثل دور بولنتي هذا العام. إلا أنه من الصعب أيضا توقع نجاة بولنتي من مصير دوكاكيس النهائي في انتخابات عامة. ميت رومني، الذي يمكن القول إنه المتقدم على منافسيه الجمهوريين نوعا ما، ذكي ومنظم؛ لكن افتقاره لموقف منسجم وموحد من بعض القضايا، وخاصة مخطط الرعاية الصحية لماساتشوسيتس (الذي ينبغي أن يكون فخورا بتبنيه، لكنه اضطر للتبرأ منه) أضر به. أما حاكم ولاية ميسيسيبي هالي باربر، فهو من الأشخاص الذين قد يرغب المرء في مجالستهم والاستماع إليهم، لكن ذلك ليس بالضرورة الطريقة الأمثل للفوز بترشح الحزب. والواقع أن حاكم ولاية إنديانا ميتش دانييلز لامع وذكي أيضا، ويجدر به الرشح، لكني لا أعتقد أنه سيفعل. ثم هناك الباقون: نيوت جينجريتش، وميشيل باشمان، ودونالد ترامب، وجون هانتسمان. وشخصيا لا أتوقع نجاح أي منهم، لكن راقبوا وطنية ترامب الاقتصادية وخطابه المتشدد حول الصين. وبالنظر للإحصاء الجديد، تضع الولايات التي فاز بها أوباما في المرة الأخيرة (إضافة إلى الناخب الوحيد الذي فاز به في ولاية نبراسكا) الرئيس في 359 صوتا انتخابيا. ومن بين ولاياته الأصلية يمكن لأوباما أن يخسر ولايات أوهايو وإينديانا وميشيجن وويسكونسن وآيوا وفرجينيا وكارولاينا الشمالية، والفوز مع ذلك بالـ270 صوتا انتخابيا التي يحتاجها، شريطة حفاظه على ولايته الأخرى، وبخاصة بنسلفانيا وفلوريدا، وذلك الناخب الوحيد من نبراسكا. ووفق هذا السيناريو، وفي حال خسارته أيضا للصوت الوحيد في نبراسكا، فإن الكلية الانتخابية ستعرف تعادلا: 269 مقابل 269. غير أن هذا يمنح أوباما مجالا كبيرا للمناورة، على ألا ننسى أن كلا من بنسلفانيا وفلوريدا مالتا إلى الحزب الجمهوري العام الماضي. وعليه، فيمكن القول إن أوباما هو بكل تأكيد الأوفر حظا، لكني لست ممن يعتبرون الانتخابات قد حُسمت قبل أن تبدأ. أما فيما يتعلق بانتخابات الكونجرس، فيمكن أن يحدث شيء لم يحدث أبدا من قبل: أن يتبادل المجلسان الحزب المهيمن، لكن في الاتجاه المعاكس؛ إذ من الممكن أن يستعيد الديمقراطيون مجلس النواب (فالجمهوريون يدافعون عن العديد من المقاعد التي تميل إلى الحزب الديمقراطي) في حين يبسط الجمهوريون سيطرتهم على مجلس الشيوخ ، نظرا للعدد الصعب من الولايات التي يجب على الديمقراطيين الفوز بها. وإذا حدث هذا، فتذكّروا أنكم قرأتم هذا الأمر هنا أولًا. إي. دجي. دايون جونيور محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©