26 يونيو 2010 21:47
في تطور يشكل نقطة تحوّل في المشهد الإعلامي الواسع في باكستان قامت قرابة ستين محطة FM إذاعية من كافة أنحاء البلاد بإنشاء مجتمع رسمي، وتعهدت باستخدام موجات الأثير لتشجيع السلام والتنمية والاندماج الاجتماعي في المجتمعات المحلية.
وقد أعلن يوم 19 يونيو الجاري في إسلام آباد عن تأسيس "الشراكة الإذاعية من أجل السلام" وهي أول مبادرة من نوعها عبر آسيا في أكبر قمة لمحطات الـ"إف إم" الإذاعية في تاريخ باكستان.
وتضم "الشراكة الإذاعية من أجل السلام" قرابة ستين محطة "إف إم" مشاركة، مثلت 51 منها إداراتها العليا، حيث تعهد الجميع بتوحيد الجهود والعمل سويّاً على تشجيع ثقافة السلام والتناغم والتعايش من خلال البرامج الإذاعية البناءة. وستضم هذه الشراكة الطموحة خلال الشهور القادمة جميع محطات "إف إم" البالغ عددها 130 محطة تبث على أثير باكستان حاليّاً.
ويشكّل بناء الإجماع في تشجيع السلام الخطوة الأولى في رحلة طويلة ستضم كذلك سلسلة من الدورات التدريبية للصحفيين الإذاعيين ومستضيفي البرامج والمخرجين حول كيفية التوسّط في تشجيع الحوار حول القضايا المثيرة للجدل والشائكة، وجعل ذلك هدفاً أسمى في برامجهم ورسائلهم الإعلامية، بحيث تترسخ تقاليد التفاهم وقبول الآخر عن طريق ثقافة الحوار البنّاء.
يذكر أن هذه الشراكة ضمن محطات إذاعية مستقلة ومحطات "إف إم" تديرها الحكومة وأخرى جامعية وغيرها من المحطات المجتمعية مثل تلك التي تديرها شرطة المرور في العاصمة إسلام آباد.
وقد تولت الإشراف على اللقاء الذي أعلنت فيه الشراكة الإذاعية منظمة "إنترميديا"، وهي منظمة باكستانية مستقلة لدعم انفتاح وأخلاقيات المهنة الإعلامية وتتخصص في أعمال استقطاب الرأي والبحوث والتدريب وقضايا الإعلام بشكل عام.
وكان من اللافت أنه قد جرى تمثيل محطات من كافة أنحاء وأقاليم باكستان، بما فيها بلوشستان والمناطق القبلية المدارة فيدراليّاً ومناطق خيبر بشتونخوا وآزاد جامو وكشمير والبنجاب والسند والعاصمة الفيدرالية إسلام آباد نفسها وضواحيها.
وكانت تلك هي المرة الأولى التي تتجمع فيها محطات من كل هذه المناطق في مكان واحد لتقاسم في تجاربها الغنية، وللعمل معاً لتطوير أفكار وتقديم مقترحات ورؤى لرفع سوية المستويات المهنية في هذا القطاع المتنامي.
كما بحثت المحطات في اللقاء وبشكل مطوّل الدور الإيجابي لإذاعات "إف إم" في خدمة المجتمعات المحلية عبر عموم باكستان في السنوات الأخيرة، والأساليب المختلفة لتقوية هذا الدور وتحسين صورة هذه الظاهرة الإيجابية وطنيّاً وعالميّاً.
وفي بيان مشترك، صرحت المحطات الإذاعية المجتمعة: "نحن محطات إف. إم الإذاعية في باكستان نؤكد على دورنا الرئيسي في تطوير البلاد، وخدمة استقرارها، من خلال تشجيع ثقافة السلام في المجتمعات المحلية. إننا ندعم مبادرة الجهد الجماعي لتحسين صورة قطاع محطات إف. إم في باكستان بحكم كونها إعلام الشعب. ولذا نتعهد بخدمة المجتمعات المحلية من خلال تبني خطط برامجية ترفع صوت السلام وتخدم قضايا التعليم والتنمية".
ويهدف المشروع إلى إنشاء موقع إذاعي على الإنترنت لعرض ثراء وتنوع قطاع إعلام الـ"إف إم" الإذاعي في باكستان، الذي يعتبر بشكل أساسي منبراً للشراكة في قصص النجاح والأفكار البرامجية الإذاعية المختلفة وغيرها من الجهود الإعلامية التي تخدم المجتمعات المحلية عبر باكستان.
يذكر أخيراً أن ممثلي المحطات الإذاعية التي تواجدت في اللقاء وقعوا مذكرة تفاهم تنص على أن تفتح الجهات الراعية لهذه المبادرة أفقاً واسعاً من أشكال الدعم المهني، والمادي، وأن تتيح حزمة واسعة من الخدمات والتسهيلات وفرص التدريب والمعونة الفنية للأعضاء الحاليين والمستقبليين للشراكة الإذاعية من أجل السلام.
سعدية خالد
مراسلة "ذي نيوز إنترناشيونال" في إسلام آباد
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كومون جراوند»
عدد اليوم
