الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أنديتنا تستهلك 52 مدرباً في اخر موسمين!!

أنديتنا تستهلك 52 مدرباً في اخر موسمين!!
15 سبتمبر 2008 00:01
كنا ننتظر بفارغ الصبر أن نرى الموسم الأول لدوري المحترفين وتوقعنا جميعاً أو حلمنا أن يكون مختلفاً عما سبق ''شكلاً ومضموناً'' غير أننا استيقظنا من الحلم الجميل على وقع صدمة استقالة أيمن الرمادي مدرب الظفرة ليكون بذلك أول الراحلين عن دوري المحترفين الذي توقعناه أكثر استقراراً وثباتاً في المستوى· وفتحت استقالة الرمادي مرة أخرى وبشكل مبكر ملف المدربين في ظل دوري المحترفين الأول، وتوالت التساؤلات في ذهن رجل الشارع الرياضي، هل ستتكرر مأساة كل موسم ويتحول المدرب إلى كبش الفداء كما كان الحال دوماً خاصة إذا ما عرفنا أن أنديتنا الـ12 استهلكت في آخر موسمين للهواة 52 مدرباً أجنبياً وبعض الفرق تعاقدت مع 4 مدربين في الموسم الواحد مما كبد خزائن الأندية أموالاً طائلة كون متوسط راتب المدرب لا يقل عن 200 ألف دولار· وعلى الرغم من أن الظاهرة عالمية ولا ننفرد بها من دون غيرنا إلا أنها دائماً ما تتم لدى الآخرين وفق طرق وآليات ومعطيات أكثر اختلافاً عن معطياتنا في قرار الإقالة، وإن كان الرمادي سجل موقفاً بأنه انسحب بكامل رغبته منذ البداية· وعكس واقعنا الحالي والذي يظهر واضحاً في استعدادات الفرق المختلفة لدوري المحترفين وهرولة الأندية خلف صفقات ساخنة تارة وملتهبة تارة أخرى حتى أن 11 نادياً تعاقدوا مع ما يقرب من 40 لاعباً مواطناً، وكان من المنطقي أن تجري إدارات الأندية في بعض تلك الصفقات وراء أسماء قد لا يكون الجهاز الفني قد طلبها في البداية ومن هنا يبدأ الصدام· ''الاتحاد'' استطلعت آراء الخبراء والمتخصصين في الساحة الرياضية حول المؤشرات التي يعكسها رحيل الرمادي عن الظفرة معترضاً على أجواء التدخل في عمله والتي أصبحت واقعاً معمولاً به في معظم فرق الدوري، وقليل منها يطبق الاحتراف بمفهومه الفكري واللفظي بحيث يترك ما هو فني للمدرب، وما هو إداري للمشرف أو عضو مجلس الإدارة· وكانت المفاجأة أن معظم الآراء أكدت أن هناك توقعات أن يزيد العدد مع الأسابيع الأولى لدوري المحترفين من المستقيلين والمقالين ليصل إلى 6 مدربين· ولخص الخبراء الأسباب في غياب الرؤية الاستراتيجية لدى معظم الأندية التي لا تخطط وفق المعطيات التي تملكها بحيث يجب أن تعرف إدارة أي نادٍ ما الذي تريده أولاً من الموسم؟، هل تقديم مستوى كروي متقدم وبناء فريق للمستقبل، ومن ثم المنافسة على البطولات بتخطيط علمي مدروس أم أن الإدارة تملك فريق بطولات وتدعمه بالعناصر الجاهزة للمنافسة بشكل دائم ومستمر؟· وكان السبب الثاني للظاهرة هو وجود تدخل إداري بشكل دائم في الجانب الفني، وبالتالي يستمر المدرب صاحب القدرة على التعامل مع الموقف وصاحب شعار ''أكل العيش''، ''ومصلحتي أولاً''، وبالتالي يكون كل همه إرضاء مسؤول الإدارة حفاظاً على راتبه وأمواله ويأبى المدرب الآخر صاحب الشخصية القوية والموقف الثابت· كما لخص المتخصصون والخبراء أن ما يحدث كل موسم بـ''المبالغة'' في طموح الكثير من الأندية، ومطلع كل موسم نجد أكثر من 10 أندية تتحدث عن المنافسة على البطولات على الرغم أن المؤهل فيما بينها لا يتعدى فرق المربع الذهبي المعروفين كل موسم حتى وأن شذت القاعدة في بعض المواسم· خبراء عالميون وإذا ما كان الشيء بالشيء يذكر، فسبق أن اهتم الخبراء العالميون الذين شاركوا خلال مؤتمر دبي الدولي للاحتراف في دورته الأخيرة والتي سبقتها بـ''التركيز'' على قضية إقالة المدربين عند أول إخفاق والتي اشتهرت بها الأندية الخليجية بشكل خاص حيث تعتبر معظم الأندية في المنطقة أن قرار إطاحة رأس المدرب هو الحل، وشدد الخبراء الأوروبيون الذين خصصوا ندوات لهذا الملف على ضرورة أن يحدد النادي آلية واستراتيجية التعامل بين المدرب وإدارة النادي، وقال الخبراء الذين ناقشوا القضية، وهم رئيس نادي فلامنجو البرازيلي ماريو براجر، وجيل ماهي رئيس شركة سبورت جي أم السويسرية المتخصصة في تسويق المدربين واللاعبين، والمدرب البرازيلي الكبير زيكو، واتفق الخبراء الثلاثة على أن تغيير المدربين غير المدروس والمتسرع أهم الإشكاليات التي تعيق استقرار الأندية في العالم بشكل عام، ودول الخليج على وجه التحديد· وأكد الخبراء أن سمعة أندية الخليج أصبحت غير طيبة بين المدربين خاصة أن أسباب الأخفاق تكون عادة خارجة عن إرادة المدرب المقال ما يدفع معظم المدربين الذين يوافقون على العمل بالخليج لوضع شروط مجحفة في العقود التي يبرمونها لضمان حقوقهم· ورأى الخبراء أن سبب السرعة في التعاقد مع مدرب قد لا يصلح لنادٍ ما ينتج عنه السرعة في تغيره كون الاختيار في البداية لم يكن موفقاً· وأكد المدرب البرازيلي زيكو خلال زيارته الأخيرة إلى دبي أن أي مدرب في العالم هو من يختار الصفقات، ويطلب لاعبين في المراكز التي يحتاج إليها الفريق وفق رؤيته لمرحلة الإعداد وشكل اللعب، ولكن لو تم فرض اللاعبين الذين تتعاقد معهم إدارات الأندية ما يجعل الظروف الفنية للفريق تفرض عليه واقعاً معيناً، واللعب بطريقة لعب معينة قد لا تخدم الاستراتيجية التي وضعها للفريق ككل منذ بداية الموسم·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©