الأوروبيون يطالبون بكين بخفض سعر صرف اليوان

تبحث القمة الصينية والاوروبية غداً الاثنين في نانكين شرق الصين اعادة تقييم العملة الصينية “اليوان. وسيستقبل رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في عاصمة اقليم جيانجسو على بعد 300 كلم من شنغهاي رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفلت الذي يترأس الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو. وقبل هذه القمة التي تنعقد ليوم واحد سيلتقي وين جياباو الاحد كبار مسؤولي المال في منطقة اليورو لبحث موضوع خلافي وهو سعر صرف العملة الصينية. ويتوقع ان يجدد جان كلود يونكر رئيس المجموعة الاوروبية (يوروجروب) التي تضم وزراء المال في منطقة اليورو والمفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية جواكين المونيا ورئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه الدعوة الى اعادة تقييم اليوان. ويخشى الاوروبيون ان يؤثر ارتفاع سعر اليورو قياساً إلى اليوان سلباً على الصادرات الى الصين مما يؤدي الى تباطؤ الانتعاش الاقتصادي. وتأثرت الصين التي تعد الشريك التجاري الثاني للاتحاد الاوروبي بمضاعفات الازمة خصوصاً مع تدهور الصادرات إلى أوروبا. كما أنها تخشى من تنامي السياسة الحمائية في القارة. وفي 2009 اطلق الاتحاد الاوروبي خمسة تحقيقات حول مكافحة الاغراق بشأن المنتجات الصينية. ويدعو الاوروبيون من ناحيتهم الى اعادة تقييم اليوان المرتبط عمليا بالدولار الاميركي منذ صيف 2008 بحيث يسعر الدولار بنحو 6,83 يوان. معتبرين ان ذلك يؤثر سلبا على صادراتهم ويضعف اي انتعاش محتمل كما يحد من المساعي لمكافحة اختلال التوازن بين الاقتصادات الكلية العالمية. لكن بكين ترد بانها تريد ان تأخذ وقتها وتحقق تدريجيا اصلاح نظام الصرف معتبرة ان الظروف غير مناسبة بعد. وقبل اسبوع من مؤتمر الامم المتحدة حول التغير المناخي الذي يفتتح في السابع من ديسمبر، سيطغى على محادثات الاثنين التغير المناخي على ما أعلن الجانبان. وكشفت الصين للمرة الاولى عن هدفها قبل مؤتمر كوبنهاجن حول المناخ وهو يتمثل في تقليص “كثافة انبعاثات الكربون” (وهي الانبعاثات الملوثة لكل وحدة من اجمالي الناتج الداخلي) بنسبة 40 الى 45% بحلول عام 2020 قياساً إلى 2005. وتعهد الاتحاد الاوروبي من طرف واحد منذ ديسمبر 2008 بخفض انبعاثاته بنسبة 20% بحلول 2020 قياساً الى 1990. واعلن انه قد يرفع هذا الرقم الى 30% في حال التوصل الى اتفاق دولي طموح. وقد رحب الاوروبيون بخطة الصينيين مؤكدين في الوقت نفسه رغبتهم في السعي الى دفعهم للذهاب ابعد من ذلك. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، تعهدت الصين والاتحاد الاوروبي منذ 2007 في مفاوضات بتوقيع اتفاق شراكة وتعاون جديد. فالاتفاق الحالي الذي يعود الى 1985 تخطاه الزمن الى حد كبير. وبصورة اعم وبعد فترة من برودة العلاقات العام الماضي بسبب ملف التيبت يتوقع ان يؤكد الطرفان مجددا على رغبتهما في قيام “عالم متعدد الاقطاب” فيما يرى بعض المراقبين ان الثنائي الصيني الاميركي بات يعرف بمجموعة 2 “جي 2” يحجب الاوروبيين على الساحة الدولية.