السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روائع الموسيقى الفرنسية تدخل عالم الجن مع «الأوزة الأم».. وتعيش أحلام «الحسناء والوحش»

روائع الموسيقى الفرنسية تدخل عالم الجن مع «الأوزة الأم».. وتعيش أحلام «الحسناء والوحش»
29 نوفمبر 2009 00:56
شهد مسرح قصر الإمارات مساء أول أمس الجمعة حفلاً موسيقياً، من روائع السيمفونيات الفرنسية أدتها أوركسترا الإذاعة الفرنسية بقيادة مديرها الموسيقي المتألق، المايسترو الكوري “ميونغ وان تشانغ”. جاء هذا الحفل مفتتحاً فعاليات الموسم الثاني من مهرجان موسيقى أبوظبي الكلاسيكية، الذي تقوم على تنظيمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتضمن الحفل عملين سيمفونيين يعتبران من أفضل الأعمال التي قدمتها الأوركسترا الفرنسية، هما باليه “الأوزة الأم” من تأليف موريس رافيل و”السيمفونية الحالمة” لـ “هكتور بيرليوز”. وهناك حكايات درامية قد دخلت في نسيج كل عمل من هذين العملين الرائعين، حيث تؤدي الآلات بعزفها المنفرد أو المشترك إيحاءات سحرية ليتصور كل مستمع ما يحلو له من عالم الحكاية: القطعة الأولى عزفتها أوركسترا من حوالي 80 عازفاً، وكان موضوع الباليه مبني على حكايات الجن التي تروى للأطفال، ألفها رافيل في أوائل القرن العشرين من خمس معزوفات على البيانو، ثم حولها سنة 1912 إلى باليه، تبدأ بإيقاع بطيء يعبر عن قصة الحسناء النائمة وأحلامها، ثم يتسارع اللحن، ليدخل في تمهيد جديد “رقصة آلة الغزل” حيث تؤدي الإبرة المسحورة دورها في تهيئة الجو ليبدأ “الحوار بين الحسناء والوحش” تمهيداً لما يقترحه الأمير المسحور. ثم تحول اللحن إلى فالس معتدل مع “الحسناء والوحش” في القصة الرابعة، وكان العازفون يتناوبون العزف بآلاتهم المختلفة وكأنها حوار بين الحسناء والأمير المسحور الذي عاد إلى حالته الأولى بعد زوال السحر، لينتهي الباليه بلحن ختامي هادئ وسعيد في “حديقة الجن”، أذهل الجمهور ونال إعجابه. وبعد استراحة، عادت الأوركسترا بما يزيد عن 100 عازف لتؤدي “السيمفونية الخيالية” التي قدمت لأول مرة في باريس عام 1830، وهي أروع سيمفونية فرنسية، وقد ورد في كتيب البرنامج أن هكتور بيرليوز هتف بإعجاب عندما سمع السيمفونية الخامسة لبتهوفن قائلاً “افتتح بتهوفن قبلي عالماً جديداً من الموسيقى، كما أبدع شكسبير كوناً جديداً من الشعر”. وهذه السيمفونية مؤلفة من خمس حركات بدأت بمقطع استهلالي يحكي عن حياة الفنان، وفي هذا العمل يعبر فيه الموسيقي المبدع عن خلاصة هذه الدراما المبنية على حياة حقيقية جوهرها الحب الذي استلهم منه المؤلف قصة هذه السيمفونية من خلال شغفه بالممثلة الإيرلندية هاريت سميثسون التي قدمت دور أوفيليا في مسرحية شكسبير هاملت وصارت فيما بعد زوجة هكتور. في الحركة الأولى أحلام مشحونة بالعاطفة تعبر عن موسيقي شاب يرى لأول مرة امرأة تجسد الصورة المثالية التي كان يتخيلها في أحلامه، والحركة الثانية تأتي لتعبر عن جمال الطبيعة حتى كأن الآلات الموسيقية تحولت إلى طيور تغرد في غابة تداعب الأنسام أشجارها، وجاءت الحركة الثالثة وكأنها تصور مشهداً ريفياً تداخلت فيه أصوات متعددة كحفيف الشجر ومزامير الرعاة، وكان يعبر اللحن عن شيء من الأمل كما كنا نسمع أحياناً ما يشبه صوت الرعد، يتبعه سكون مفاجئ يوحي بالخوف والوحشة، حيث تتوقف كل الفرقة الموسيقية عن العزف وكأنها انضمت إلى الحضور، وهناك في المدى العميق يسمع الجميع صوت عزف ناعم وبعيداً جداً وكأنه همس السكون. وفي الحركة الرابعة جاءت الموسيقى تشبه المارش العسكري وبدأت الألحان المختلفة توحي بحدوث شيء غير متوقع. وفي الختام شكر المايسترو الجمهور على تجاوبه وتقديره لهذا العمل الجميل المؤثر، وقال: “أنا مسرور لشيئين: الأول أني جئت إلى أبوظبي، هذه المدينة الجميلة والرائعة، والشيء الثاني لأن القائمين على تنظيم هذا البرنامج اختاروا أهم وأرقى العروض الموسيقية العالمية، وأنا أشكرهم على حسن الاختيار”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©