الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سجون المغرب تسمح بالزيارات وخروج السجناء والعيدية

سجون المغرب تسمح بالزيارات وخروج السجناء والعيدية
29 نوفمبر 2009 00:59
يصور الخيال الشعبي الحياة داخل السجون على أنها قهر وظلم وأسوار عالية ونوافذ صغيرة مسيجة، وأبواب حديدية كبيرة تفتح من الخارج فقط، في ساحاتها يجول عساكر يحملون العصي ويتقنون فنون التعذيب، وفي زنازينها يسيطر أباطرة المجرمين على الضعاف وتسود الأعراف بدل القوانين. غير أن الواقع مختلف كثيراً عن هذه الصورة، لا سيما بعد التطوير والتحديث الذي عرفته السجون والقوانين الخاصة بها، فمثلاً في الأعياد يستفيد السجناء من عدة رخص وامتيازات تخفف عنهم فراق الأهل وتجعلهم لا يشعرون بقيود السجن التي تكبل حريتهم، ومن أهم التسهيلات التي تمنحها السلطات للمساجين السماح لهم باستقبال عدد كبير من الزوار والمهنئين بالعيد والخروج استثنائياً من السجن لفترة عشرة أيام لزيارة الأهل والاستمتاع بالعيد بعيداً عن السجن، ويمكن لأي سجين مهما كان مدة محكوميته أو تهمته أن يستفيد من الخروج المؤقت، بشرط أن يكون حسن السير والسلوك. فرحة العيد داخل السجن يستفيد السجناء خلال العيد من توزيع الصدقات والعيدية على المحتاجين منهم، وزيادة عدد ساعات الزيارة وتنظيم حفلات داخل السجن وفاء لعاداتهم وتقاليدهم، كما يستفيد ذوو السيرة الحسنة من الإعفاء من العقوبة الحبسية أو تخفيفها انسجاماً مع روح التسامح التي تطبع الأعياد والمناسبات الدينية، وتتسع قاعدة الاستثناءات في الأعياد داخل السجون لتشمل السماح للمعتقلين بالخلوة الشرعية مع زوجاتهم مكافأة لهم على استقامتهم واحترامهم للقوانين المعمول بها، ورغبة في تشجيعهم على تحسين سلوكهم والحفاظ على روابطهم العائلية، علماً بأن هذا النوع من الزيارة ليس حقاً للمعتقل منصوصاً عليه في القانون وإنما حافز يدخل في إطار التدابير التشجيعية، وأيضاً توجه يصب في اتجاه ما اعتمده المشرع كوسيلة لاستمرار التواصل والترابط العائلي. وفي عيد الأضحى يشعر السجناء على اختلاف شرائحهم بنكهة روحية خاصة تلامس قلوبهم رغم أنهم داخل أسوار السجن وبعيدون عن الأهل، ويمثل هذا العيد أهم مناسبة يحرص السجناء على ممارسة عادات وتقاليد المجتمع خلالها، والتمتع بجميع لحظاتها والاستفادة منها لتعديل السلوك والتواصل مع الأهل والأحباب. ويستغل السجناء مناسبة عيد الأضحى لتبادل الزيارات فيما بينهم والتنقل بين العنابر، وإقامة الولائم البسيطة ورغبة منهم في تجزية الوقت يتسلى السجناء بألعاب كثيرة مثل الشطرنج التقليدي، فيما يتفنن بعض السجناء من هواة رواية الحكايات الشعبية والتاريخية في سرد القصص والحكايات. وتنظم إدارة السجون خلال فترة إجازة عيد الأضحى أمسيات ثقافية وفنية تشمل تنظيم عروض موسيقية ومسرحية، وفي سجون النساء تنظم بعض الجمعيات عروض أزياء المحجبات لاطلاع السجينات على الموديلات الجديدة وآخر ما تعرضه المحال التجارية من ملابس المحجبات وإكسسواراتهن. زوار السجون تستقبل السجون في المناسبات الدينية والأعياد أعداداً كبيرة من الزوار الذين يحملون ما لذ وطاب لذويهم المعتقلين، ويتضاعف حجم الهدايا والمأكولات التي تحملها الأسر الى أبنائها المساجين في عيد الأضحى، حيث تنشغل الأمهات والزوجات والأخوات بتجهيز مؤونة العيد، لتعويض شيء من الحرمان من دفء العائلة والحياة الاجتماعية للسجين وحمله على الصمود ومقاومة ظروف السجن. ويبدو منظر عدد من الأسر التي تنتظر أمام باب السجن دورها للدخول محملة بالمؤونة، مألوفاً في فترة عيد الأضحى، حيث تحرص الأسر على زيارة السجناء وتزويدهم بالغذاء والدواء والأغطية والسجائر وكل الحاجيات الأخرى الضرورية للسجين. وتثقل نفقات مؤونة السجين كاهل الأسر التي تتحمل تكاليفها طيلة فترة السجن وتتضاعف معاناة العائلة حين يكون السجين المعيل الوحيدة للأسرة، وحسب إحصاءات رسمية فقد استقبلت سجون المغرب، خلال العام الماضي أكثر من مليون و393 ألف كيس مؤونة. وتبذل مديرية السجون جهودا كبيرة لتحسين تغذية السجناء والرفع من مستوى الميزانية المخصصة لإطعامهم وتحسين جودة مطابخ السجون خاصة بعد أن أصيب وقوع وفيات في صفوفهم بسبب أمراض في الجهاز الهضمي وأمراض تعفنية ناتجة عن الغذاء المقدم لهم في السجن. ويقف الاكتظاظ الذي تعاني منه المؤسسات السجنية عائقاً أمام جهود تحسين مستوى التغذية داخلها حيث يؤثر الاكتظاظ على الحياة داخل هذه المؤسسات، ويعبر السجناء في تقرير منظمات حقوق الإنسان عن استيائهم من الوجبات المقدمة إليهم، فلا زالت القطاني والمعلبات سائدة على وجبات السجن بينما يغيب الخبز الأبيض واللحم والدجاج والبيض والحليب والمربى على أغلب الوجبات المقدمة للسجناء، ورغم أن إدارة السجون رفعت من ميزانية تغذية المعتقلين وضاعفت ثمن الوجبة المقدمة لهم وفتحت محلات بقالة داخل المؤسسات السجنية، إلا ان السجناء لا يزالون غير راضين عن مستوى تغذيتهم ويطالبون بوجبات غذائية نظيفة ومتنوعة. وحسب آخر إحصاءات وزارة العدل يقدر عدد السجناء بالمغرب بـ 58 ألف سجين وهو ما يمثل نسبة مرتفعة تقارب 0.2% مقارنة مع عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة، ويمثل الرجال نسبة 90% من عدد السجناء المغاربة الذين يتم إيواؤهم في 59 مؤسسة، ويحتل الأحداث نسبة 8% بينما تؤول نسبة 2% الباقية الى النساء
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©