السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواصلة استقطاب أبوظبي للمؤسسات العالمية تعزز الخبرات المعرفية

مواصلة استقطاب أبوظبي للمؤسسات العالمية تعزز الخبرات المعرفية
26 يونيو 2010 22:07
خلصت دراسة مؤشر قياس الابتكار بأبوظبي إلى أهمية أن تواصل الإمارة جهودها في استقطاب المؤسسات العالمية وتعزيز تواصل تلك المؤسسات مع المجتمع المحلي، بما يسهم في تبادل الخبرات المعرفية وبناء المقدرات البشرية المحلية ودعم قدرة الاقتصاد الوطني على التواصل مع الاقتصاديات العالمية. وقال الدكتور سامي محروم، رئيس مبادرة دعم السياسات الابتكارية لدى كلية انسياد لإدارة الأعمال، الذي أشرف على عملية بناء المؤشر “من الأفضل أن تركز أبوظبي على استخدام المعرفة والاستفادة المثلى من المنتجات المبتكرة من قبل مناطق أخرى في العالم على أن تقوم بابتكار معرفة جديدة”. وأضاف محروم في بيان استعرض خلاله نتائج دراسة مؤشر الابتكار “يمكن للعاصمة الإماراتية أن لا تستثمر في الاختراعات الجديدة وأن تكون مستهلكاً منتجاً للمعرفة عوضاً عن ذلك من خلال استخدام الابتكارات الجديدة وتطويرها”. وأظهر المؤشر وجود نسبة كبيرة من العمالة الأجنبية غير المؤهلة علمياً في أبوظبي، مما يحد من قدرة نشر المعرفة، وخاصة في قطاع المقاولات، حيث لا تستطيع شريحة العمال تعلم التقنيات الجديدة أو اكتساب معرفة جديدة، وهي بذلك لن تسهم في تطور تلك التقنيات المعرفية أو حتى في نقلها إلى البلدان الأصلية لهؤلاء العمال. وأشار محروم إلى إمكانية تطبيق سياسات من شأنها التخفيف من الآثار السلبية لهذا الوضع على المجتمع. ومن جانب آخر، أكد المؤشر تميز أبوظبي في القدرة على استقطاب الخبرات العلمية والعملية من كفاءات طبية وعلمية وإدارية. وأشار محروم إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها دول مثل كندا والنمسا لاستقطاب تلك الفئات. ويضم المؤشر 6 دول إضافة إلى أبوظبي، وهي استراليا وكندا وفنلندا والسويد والنرويج ونيوزيلندا. ولفت محروم إلى أن عدم وجود دول خليجية أخرى في المؤشر هو بسبب عدم وجود البيانات المطلوبة لبناء المؤشر لدى تلك الدول التي لم تجر استطلاعات خاصة بالابتكار على غرار أبوظبي وبقية الدول المتضمنة في المؤشر، والتي تم اختيارها نظراً لتشابه معطياتها الاقتصادية مع أبوظبي، حيث تعتمد اقتصادياتها على الموارد الطبيعية. ولتحسين ترتيب أبوظبي في مجال الوصول إلى المعرفة مقارنة مع بقية الدول الأخرى المتضمنة في المؤشر، دعا محروم إلى زيادة انتشار الشركات الوطنية في الأسواق الأجنبية، لزيادة قدرتها على الاطلاع على المنتجات المعرفية الجديدة، فضلا عن زيادة عدد الطلاب المواطنين المبتعثين للدراسة في الخارج. كما دعا محروم إلى تعزيز التواصل محلياً بين الشركات العاملة في أبوظبي فيما بينها، والتواصل مع الجامعات والمؤسسات التعليمية المحلية أيضاً، لتعزيز القدرات المعرفية. توطين المعرفة وأشار محروم إلى أهمية توطين المعرفة، على أن لا تعني كلمة “توطين” إعطاء الجنسية الوطنية للأجانب، بل يأتي التوطين من خلال السعي إلى أن تكون الخبرات الأجنبية جزءا من النسيج الأساسي للبلاد كأفراد ومؤسسات سواء في الجانب الاقتصادي أو العلمي. ومن ضمن النتائج المهمة للدراسة ضرورة تعزيز قدرة أبوظبي على الاستفادة من الخبرات المستقطبة لإنتاج قيمة مضافة خارج نطاق قطاع النفط والغاز الذي يشهد تركيزاً كبيراً في الجهود والطاقات الابتكارية والمعرفية. ورغم ذلك، أشارت الدراسة إلى إسهامات قطاع النفط والغاز في ابتكار المنتجات ونشرها في الأسواق العالمية. وفي الاستبيان الذي تم إعداد الدراسة بناء على نتائجه، أجابت غالبية شركات النفط والغاز العاملة في الإمارات بنعم، على سؤال “هل أدخلتم منتجاً أو خدمة جديدة إلى السوق العالمية؟”. وقال محروم “يظهر ذلك التنافسية التي يتمتع بها قطاع النفط والغاز في أبوظبي على صعيد عالمي، علماً أن تلك الشركات أيضاً هي أبرز المستخدمين للمنتجات المبتكرة”. وأضاف “يمكننا القول إن قطاع النفط والغاز في أبوظبي الأكثر إنتاجاً والأكثر طلباً للابتكار المحلي، فيما كان قطاع الإنشاءات الأقل ابتكاراً وفقاً للدراسة التي أظهرت أيضاً أن معظم الابتكارات في أبوظبي هي ابتكارات على الصعيد المحلي، أي أنها لا تحمل أفكاراً جديدة على المستوى العالمي”. منهجية الدراسة في إطار المساعي للقيام بدراسة خاصة عن الابتكار في العاصمة الإماراتية أبوظبي، طلبت المنظمة العالمية للاقتصاد المعرفي وتطوير الشركات “IKED” مساعدة “كلية انسياد” لاستخدام مؤشر قياس الابتكار، الذي تم تطبيقه سابقاً في المملكة المتحدة، ضمن الدراسة بعد موافقة الجهات الحكومية في أبوظبي. وكان التحدي الأول عدم توافر الكثير من البيانات الضرورية لبناء المؤشر وخاصة مؤشر القدرة الاستيعابية، وجاء الحل في القيام باستطلاع خاص بالابتكار في العاصمة الإماراتية بالتعاون مع مركز الإحصاء - أبوظبي. وتم استخدام النسخة العالمية من هذا الاستطلاع والمعتمدة في أوروبا وكندا. وأشار محروم إلى أن هذا الاستطلاع هو الأول من نوعه على صعيد الخليج العربي والثاني على مستوى الدول العربية، إذ أجرت تونس نفس الاستبيان من قبل بالتعاون مع فرنسا. وجاءت المشاركة في الاستبيان بنسبة 94%، وهي نسبة يصفها محروم بـ”التاريخية”. وأشار إلى أن مركز الإحصاء - أبوظبي أرسل مندوبيه لإجراء المقابلات مع الجهات المشاركة، وهي ميزة إضافية حتى بالمقارنة مع أوروبا، التي تجري الاستبيان بالبريد. وكان الدكتور محروم بدأ العمل مع فريق خاص من الخبراء على تصميم مؤشر خاص لقياس الابتكار في بريطانيا منذ عام 2007 وتم إطلاقه عام 2008، بعد التنسيق مع الحكومة المركزية إلى جانب حكومات الأقاليم والمناطق في المملكة المتحدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©