الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زائرات يقرأن التاريخ والشعر ويهجرن الطهي والأزياء

زائرات يقرأن التاريخ والشعر ويهجرن الطهي والأزياء
1 مايو 2014 20:21
أحمد السعداوي (أبوظبي) مجدداً استقبلت أبوظبي عرسها الثقافي السنوي المعنون بـ «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، وسط حفاوة بالكتاب وأهله، الذين جاؤوا من أقطاب الأرض، حاملين أفكارهم راسمين خطوط المعرفة والعلم تحت سماء العاصمة الإماراتية، ليؤكدوا مكانتها «وجهة» ثقافية، وازداد ألق الحدث بالحضور اللافت للنساء الإماراتيات، وغيرهن من الجنسيات الأخرى، قصدن الدورة الرابعة والعشرين للحدث الثقافي الأهم في المنطقة، من أجل نيل نصيبهن من المعرفة والعلم عبر آلاف العناوين التي امتلأت بها جنبات المعرض. واختلف الهدف من الزيارات النسائية للمعرض، عما كان عليه الحال في أعوام سابقة، خاصة مع الزيادة الكبيرة في العناوين والموضوعات المتناولة بين دفات الكتب، ما أتاح لهم آفاقاً واسعة من المعرفة والإطلاع، والتوجه إلى الكتب السياسية والتاريخية والأدبية ذات المضامين العميقة، بعد أحاديث متداولة أن التوجه في الماضي كان أغلبه إلى كتب الطهي والأزياء، وغيرها من أنواع المطبوعات التي ارتبطت عبر سنوات طويلة بالمرأة. نمط القراءة رنا إدريس مدير دار الآداب للطباعة والنشر، قالت إن نمط القراءة لدى نساء هذه الأيام اختلف كثيراً عن الماضي، حيث اتسع مجال القراءة ليشمل مجالات متنوعة، تاركين ألوان الكتب التقليدية عن المأكولات وخطوط الموضة والأزياء، التي صار أغلب محتواها مطروحاً بسهولة على الشبكة العنكبوتية، وتؤكد أن هناك اتجاهاً بدأ يظهر لدى النساء باقتناء كتب السياسة والتاريخ، وهو ما تشعره بوصفها ناشرة تعمل في هذا المجال منذ عشرين سنة. وترجع إدريس هذا التغير إلى الأوضاع السائدة في العالم حاليا، كما أن عدد المثقفات الآن صار في ازدياد، حيث كانت النساء في الماضي يقبلن على قراءة الروايات تسلية، أو هروباً من الواقع القاسي الخاص بالبيئة المتشددة في التعامل مع النساء، وكن يلجأن إلى هذا العالم الافتراضي المتضمن في الروايات الأدبية الكلاسيكية. وترى أنه مع انفتاح الثقافات والفضاءات المعرفية والتكنولوجية، ازداد قدر الثقافة لدى الغالبية العظمى من النساء، في ظل دخولهن الجامعات والتخصصات الدراسية المهمة التي صرن يحرصن عليها، كل ذلك أسهم في إيجاد اتجاهات لقراءات جدية، وحتى حين يقرأن الروايات العاطفية، يبحثن عن الروايات ذات العمق السياسي والتاريخي والاجتماعي. القصص والروايات حكمت قباني المسؤول عن دار شعاع للنشر والتوزيع، ذكر أن إقبال المرأة على نوع معين من الكتب يكون بحسب اهتمامها، ولكن بصفة عامة تتجه النساء إلى القصص والروايات، وإذا كن طالبات أو أكاديميات يتجهن إلى شراء الكتب المتعلقة بمجال العمل أو الدراسة. ومن الملاحظات الغريبة التي أوردها قباني، أن كثير من الفتيات في سنوات المراهقة والشباب المبكر يقتنين مؤلفات عن تربية الطفل وفهم عالمه، وهذا اتجاه جميل لحرصهن على التعرف على أشياء تربوية تفيدهن في مستقبلهن داخل الاسرة بالتوازي مع تفوقهن العلمي، ومن العناوين التي كانت محل إعجاب في هذا الإطار كتب، كيف نفهم رسوم الطفل، الإرشاد التربوي، الإرشاد السلوكي. حبيب الضعضي، المسؤول عن دار علاء للنشر، أوضح أن النساء يهتممن بعلم النفس والبارا سيكولوجي، إلى جانب كتب الصحة والتغذية، وعلى سبيل المثال، مؤلفات إيكهارت تول وكتبه الشهيرة، ومنها أرض جديدة، وقوة الآن، وهما يحكيان عن التآمل والروحانيات والتركيز والطاقة الإيجابية. أكاديمية الشعر ومن بين زائرات المعرض قالت ميثاء الهاجري، طالبة الدراسات العليا في إحدى كليات التربية بأبوظبي، إنها جاءت إلى هذا الكرنفال المعرفي الكبير للإطلاع على أحدث المطبوعات في عالم الشعر والروايات، ومنها دواوين الشعراء النبطي الذي يعشقه كل أهل الخليج، وكذا مؤلفات كبار الروائيين العرب، مثل علاء الأسواني وجمال السعداوي، الذي فاز مؤخراً بجائزة البوكر، موضحة أنها لا تهتم بقراءة كتب الطهي، وغيرها من الكتب التي يعتقد البعض أنها موجهة للنساء كون أكثر هذه الكتب لا يحمل جديداً، ويدور في نفس الإطار منذ ظهورها إلى جمهور القراء قبل عشرات السنين. أما شقيقتها هيا الهاجري، التي تدرس حالياً في معهد الجزيرة بأبوظبي، أوردت أنها تميل إلى قراءة كتب التاريخ والأدب العربي والشعر لأن محتواهم صادق، وأغلبه يكون ناتجاً عن تجارب حقيقية، بعكس الروايات التي تعتمد كلها على الخيالات. ولفتت إلى أن الشعر له مكانة خاصة عندها، كونه موروثاً عربياً أصيلاً، وهناك عدد كبير من الشعراء العرب المبدعين، سواء الشعر العربي التقليدي، أو النبطي المعروف في الإمارات ومنطقة الخليج، وهو ما جعلها تحرص على اقتناء بعض الكتب التي تعرضها أكاديمية الشعر في أبوظبي ضمن فعاليات المعرض. السياسة والرياضة أوضحت لطيفة جاسم النويس أنها تهوى قراءة الكتب السياسية والرياضية، ووجدت تنوعاً هائلاً في عناوين تلك الكتب لمؤلفين عرب وأجانب، وستعمل على اقتناء عدد منها، خاصة أن أسعار الكتب لم ترتفع كثيراً عن الأعوام السابقة ربما لرغبة أصحاب دور النشر والمؤلفين في عمل ترويج لمؤلفاتهم، مع انتشار المكتبات الالكترونية عبر الإنترنت التي تقدم المعرفة المجانية للناس، غير أنها غير موثوق فيما تنشره كون أغلبها لا يصدر عن مؤسسات معروفة ولا بإذن أصحاب الكتب الأصليين. هدى علي الميسري، موظفة بنادى تراث الإمارات حاصلة على بكالوريوس إعلام وعلاقات عامة، أوردت أنها تميل إلى الكتب المرتبطة بمجال تخصصها منها أحدث المؤلفات التي تتناول الإعلام ووسائل التواصل الحديثة، وفن المراسم والإتيكيت، وكذلك كتب السيرة الذاتية لكبار الشخصيات في العالم وفي دولة الإمارات، خاصة الآباء المؤسسين لدولة الامارات، لتستفيد من خبراتهم في التعامل مع أمور الحياة، ونظرتهم البعيدة للوطن والمواطن. كما أشارت إلى أنها تحرص على قراءة كتب علم النفس والتأمل والطاقة الإيجابية على نمط مؤلفات الراحل الدكتور إبراهيم الفقي، حيث يوجد كثير من الكتب التي تتحدث عن تطوير قدرات الإنسان واستخدامها بشكل أكثر فائدة لنفسه والمجتمع. انعكاس حقيقي وعقلاني للتطور أوضح غزوان عفش، مسؤول جناح دار الشرق العربي المشارك بالمعرض، أن النساء هجرن الكتب التقليدية التي ارتبطت بهن على مدى عقود، مثل كتب الطهي والأزياء، والتي تأخذ شكل الكتب النمطية التي لا تخرج عن المألوف، والآن يتجهن إلى قراءة واقتناء الكتب الأكثر أهمية ومنها ما يتناول علم النفس والاجتماع، وكيفية التعامل مع الآخر، وكذلك الكتب التعليمية وقصص الأطفال لأبنائهن. ولفت إلى أن اهتمام المرأة بأنواع جديدة من المؤلفات والكتب انعكاس حقيقي وعقلاني للتطور التي حققته المرأة العربية، خصوصاً الإماراتية في كافة المجالات، خروجها إلى العمل، وتوليها أعلى المناصب بعكس الأجيال القديمة من النساء اللاتي كانت أغلب تفكيرهن يدور حول المطبخ، وغيره من الأمور المنزلية، ما كان يجعلها في عزلة فكرية عن العالم الخارجي. إضاءة فضلت ريم عبدالله، ربة منزل، قراءة كتب علم النفس والتربية والروايات، وتركز أكثر على الكتب الخاصة بتربية الأطفال، حتى تستفيد منها في تنشأة أطفالها، وتحقيق التواصل السليم، معهم خاصة في ظل عصر الانترنت والفضاءات المفتوحة، التي قد تسبب فجوة في التواصل بين الأبناء وأولياء أمورهم إذا لم يحرصوا على تحقيق التواصل الفعال معهم، من خلال القراءة والإطلاع المفيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©