الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قفزة نوعية في صناعة الروبوتات البشرية

قفزة نوعية في صناعة الروبوتات البشرية
29 نوفمبر 2009 01:00
شهدت العاصمة اليابانية طوكيو خلال أربعة أيام امتدت من 25 حتى 28 نوفمبر الجاري، تنظيم المعرض الدولي للروبوتات “آيريكس 2009” بمشاركة 189 شركة عالمية متخصصة بصناعتها و63 من المنظمات والجامعات الحكومية والخاصة. وسادت أروقة وصالات العرض روح تنافسية مثيرة عندما راح الخبراء يستعرضون مستويات الذكاء العالية والمدهشة التي تمكنوا من حقن روبوتاتهم المعدنية بها، حتى إن هناك من عبّر عن استغرابه من أن يتمكن البشر من تحقيق مثل هذه الإنجازات الابتكارية العجيبة انطلاقاً من بعض الأسلاك والصفائح المعدنية والرقاقات الحاسوبية. التأثير الاجتماعي وقال أحد الخبراء إن المعرض يثبت أن تكنولوجيا الروبوتات لم تعد تشكّل مجرّد صورة معبّرة عن التطور السريع الذي تشهده التقنيات الصناعية الحديثة، بل أصبحت أيضاَ توحي بقوّة التأثير الاجتماعي للروبوتات التي بدأت بالفعل بممارسة وظائفها المتنوّعة. وليس هذا الحكم بالجديد أو الغريب طالما أن مهندسي الروبوتات ينطلقون في خططهم وبرامجهم من مبدأ واضح يفيد بأن الروبوت المقترح يجب أن يساهم في حل مشاكل معيّنة. وهذا ما يفسّر الوظائف المتنوعة التي كانت تقوم بها الروبوتات المعروضة في معرض طوكيو على مرأى من الزوّار وطلاب الجامعات ورجال الصناعة والأعمال. ويقول المحللون إن البطء النسبي الذي كانت تشهده هذه الصناعة قبل عقد من الزمان، انتهى عهده وبدأت هذه الصناعة الابتكارية الرائدة تشقّ طريقها بثقة وثبات. ويذكر أن المعرض الدولي للروبوتات افتتح للمرة الأولى عام 1973، وهو الأضخم من نوعه في العالم. ويكتسي أهميته من أنه كان يتمكن في كل واحدة من دوراته السنوية من جمع صنّاع الروبوتات جنباً إلى جنب مع الشركات المكمّلة التي تقدم لهذه الصناعة مادتها الأولية وخاصة البرمجيات والرقاقات الحاسوبية وغيرها. ذكاء من حديد وتمكّن زوّار معرض طوكيو من رؤية روبوتات جديدة قادرة على أداء وظائف معقدة، ومنها الممثلة الروبوتية “أكتورويد” المصممة للعمل كموظفة استقبال في الفنادق والمعارض؛ وهي من ابتكار مهندسي شركة “كوكورو” اليابانية المتخصصة بصناعة الروبوتات. وقامت “أكتورويد” بدور ناجح في استقبال زوّار جناح الشركة في المعرض، وهي تتخذ مظهر فتاة جميلة ذات سحنة يابانية ويمكنها النطق باللغتين الإنجليزية والمحلية. وقدمت شركة “شادو روبوت” الإنجليزية “القفّاز الخارق” أو “سايبرجلوف” الذي يكون في وسعه تقليد الحركات التي يقوم بها مدرّبه بعد أن يقوم بتسجيلها بواسطة مجسّات وكاميرات متخصصة. وعرضت شركة “كاوادا” اليابانية روبوتاً متميزاً يدعى “هيرو” مجهزاً بكاميرات ومجسّات بالغة الحساسية بحيث يمكنه تمييز الوجوه والتعرف على الناس الذين يكثر من رؤيتهم. ويمكن لهذه الميّزة أن تكون ذات فائدة كبيرة عندما يتم تكليف الروبوت بمهمات الحراسة. وكان الروبوت “توبيو” الذي يتخذ شكل بطل مفتول العضلات، قد أثار الإعجاب الكبير من الزوّار، وهو مصمم بدقة ليمارس لعبة تنس الطاولة “البينج بونج” ضد اللاعبين الادميين. ويعد هذا معيار مهم للتعبير عن مدى التطور الذي بلغته صناعة الروبوتات الذكية. وأدهشت شركة “ياسكاوا إلكتريك” الزوّار بعرض الروبوت حادّ الذكاء “موتومان” الذي يمكنه تركيب الشكل المعروض عليه بالصور بواسطة أحجار “اللوجو” البلاستيكية، ليقترب بذلك من مستوى ذكاء طفل. النشاط المحموم ويمكن لزائر معرض طوكيو أن يستنتج بسهولة أن مختبرات تطوير الروبوتات في العديد من دول العالم، تشهد نشاطاً مكثّفاً يعبّر عن المستقبل المشرق الذي ينتظر أن تشهده هذه الصناعة خلال السنوات المقبلة. وكانت مدينة تاييبه عاصمة تايوان قد شهدت قبل شهرين حدثاً مهماً مماثلاً عند افتتاح معرضها الدولي السنوي للروبوتات الذي أشرفت على تنظيمه الرابطة التايوانية للروبوتات بالاشتراك مع إدارة التكنولوجيا الصناعية ومكتب الإدارة التكنولوجية في تايوان. ووصفت المعرض أنه يعدّ منصّة عالمية حقيقية لعرض أحدث ما تتوصل إليه صناعة الروبوتات من تطور، واستكشاف آفاق استغلالها وتسويقها على المستوى العالمي. وكانت من أبرز مظاهر التحوّل النوعي في صناعة الروبوتات قد سجّلت بواسطة الروبوت العجيب “روبوت ميسينجير” الذي يمكن توصيله ببرنامج مايكروسوفت ميسينجير التطبيقي بحيث يمكن لصاحبه أن يرسل الرسائل النصّية عبر الموبايل بطريقة التحدث إليه شفاهياً. وينطوي هذه الاختراع على الكثير من عناصر الغرابة التي تكمن في جمال شكل الروبوت وقدرته السريعة على فهم الكلام المنطوق وتحويله إلى أحرف مطبوعة يقوم بإرسالها فوراً إلى الرقم المطلوب أو بمجرّد نطق اسم المرسل إليه إذا كان مبرمجاً في قائمة المراسلين في ذاكرة الروبوت. وجمع معرض طوكيو الذي انفضّ أمس السبت، خبراء وباحثين ولاعبين أساسيين في هذه الصناعة ذات النمو السريع، تبادلوا خلاله الخبرات والأفكار، وتحاورا حول التوجهات والخطط التي ينبغي تبنّيها من أجل دمج الروبوتات ضمن البيئة المعيشية والاجتماعية والصناعية عبر العالم. عن موقع monsters and critics.com ومصادر أخرى
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©