كشفت دراسة حديثة عن تزايد خطر إنجاب طفل مصاب بطيف اضطراب التوحد «ASD» مع تقدم عمر الوالدين مقارنة بالوالدين الأصغر سناً، وألقت الدراسة - التي قام بها باحثون بكلية الصحة العامة بجامعة دريكسيل بولاية فيلادلفيا ومعهد كارولينسكا بالسويد - الضوء على كيفية تأثير عمر كل من الأب والأم على مخاطر إنجاب طفل يعاني اضطراب التوحد، حيث أكدوا أن ارتفاع معدل إنجاب الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية أو ممن لديهم طيف اضطراب التوحد مع تقدم عمر الوالدين.
ويقدِّم الباحثون تقريراً بالدراسة المنشورة في جريدة إنترناشيونال جورنال أوف إيبيديميولوجي ونقلها موقع «ميديكال نيوز توداي» عن أن العمر المتقدم للوالدين يمثل خطراً على الأطفال، حيث يتزايد احتمال إصابة الأطفال بطيف اضطراب التوحد كلما تقدم عمر الأمهات مقارنة بتقدم عمر الآباء.
الآليات البيولوجية
ويقول الدكتور برايان كي لي الأستاذ المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة دريكسيل وباحث زميل بمعهد إيه جي للتوحد بجامعة دريكسيل، وكبير الباحثين بالدراسة إن السؤال الحقيقي هو ما هي الآليات البيولوجية التي تكمن وراء تأثير العمر، حيث تشير الأبحاث - التي تقوم بملاحظة اختلاف مدى الخطورة بناء على عمر كل من الأب والأم - إلى الحاجة إلى البحث في الآلية التي يعمل بها طيف اضطراب التوحد والتي قد تتأثر بتقدم عمر الأم، وذلك مع وجود العديد من الأبحاث التي تتحرى أيضاً عن علاقة عمر الأب وحتى علاقة عمر أجداد الطفل».
ولوحظ أن إنجاب طفل يعاني اضطراب التوحد يرتبط بتقدم عمر الأم أكثر من ارتباطه بتقدم عمر الأب، حيث يرتفع أيضاً خطر إنجاب طفل التوحد مع تزايد عمر الأب، كما أنه لا تظهر علاقة قويَّة بين الأمهات اللاتي تلدن قبل سن 30 والإصابة بطيف اضطراب التوحد، حيث تقل نسب الإصابة للغاية، إلا أنَّ هذه العلاقة تشهد ارتفاعاً عند الأمهات اللاتي تزيد أعمارهم عن الـ 30 بنسب سريعة كلما زاد عمر الأم.
عوامل بيئية
وأشار الدكتور لي إلى أنه لوحظ بدراسات سابقة أن إنجاب طفل لديه اضطراب التوحد يرتبط بتقدم عمر الأم أكثر من ارتباطه بتقدم عمر الأب إلا أن تلك الدراسات لم تلق الاهتمام.
وكما يقول دكتور لي إنه قد تساهم آليات متعددة في الأنماط المختلفة من التعرض للتوحد، منها العوامل البيئية التي تتعرَّض لها الأمهات بعد سن الثلاثين، مثل مضاعفات الحمل التي تزداد بعد سن الثلاثين عند المرأة، والتي ترتبط بارتفاع معدلات التعرض لطيف اضطراب التوحد، كما تتزايد معادلة معاناة الأطفال لاضطراب التوحد بثبات مع التقدم بعمر الأب، الذي يتوافق مع فرضية ازدياد التغيرات الجينية التي تصاحب التقدم العمري لدى الرجال.
ويقوم الدكتور لي وأصدقاؤه في هذه الدراسة بتحليل عينة كبيرة من سجل السكان من 417.303 أطفال ولدوا بالسويد بين عامي 1984 إلى 2003، والتي تم تعديلها لتأخذ بعين الاعتبار العديد من العوامل التي قد تتنوع مع تقدم عمر الوالدين وتأثير عوامل مثل دخل الأسرة والتاريخ المرضي النفسي لكل من الوالدين.
كما استخدمت الدراسة منهجا شاملا لتحديد حالات طيف اضطراب التوحد بطريقة أكثر تحديداً عن غيرها من الدراسات التي تم بناؤها على كل الطرق التي تستخدم بنظام صحي اجتماعي.
ويهدف البحث إلى دراسة تأثير تقدم عمر الوالدين تفصيليا مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المختلفة لطيف اضطراب التوحد مع وجود إعاقة ذهنية أو بدون وجود إعاقة ذهنية، وهو أحد الأمراض التي غالباً ما تلازم الإصابة بطيف اضطراب التوحد والتي لها تأثير شديد على الحالة الوظيفية للمريض، وكانت تلك الدراسة الأولى من نوعها التي يتم القيام بها بناءً على عدد السكان مما يوفر عينة ضخمة ووافية من الأطفال لدراسة مخاطر طيف اضطراب التوحد عند الأطفال مع وجود إعاقة ذهنية أو بدون وجودها.
ويقول الدكتور لي «عند وضع مثل هذه العوامل بعين الاعتبار لا يمكننا جمع كل حالات اضطراب التوحد معا، حيث تندرج جميعها تحت مسمى واحد وهو التوحد إذ قد تكون الإعاقة الذهنية مؤشراً لنوع مختلف من الآليات المصاحبة للاضطراب».
ويدعم الكشف عن تزايد ارتباط طيف اضطراب التوحد - مع وجود الإعاقة الذهنية عند تقدم عمر الوالدين مقارنة مع طيف اضطراب التوحد بدون وجود إعاقة ذهنية - الأبحاث المتواصلة عن الآليات المختلفة المحتملة.
ترجمة: عزة علي يوسف
مؤشر غير فعَّال
أوضح الدكتور برايان كي لي الأستاذ المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة دريكسيل وباحث زميل بمعهد إيه جي للتوحد أنه على الرغم من أهمية عامل تقدم العمر كمؤشر على المستوى السكاني والذي قد يساعد الباحثين على التعرف على الحالات التي يمكن حمايتها من الإصابة بمختلف الإعاقات، إلا أنه يعتبر بمثابة مؤشر غير فعَّال على مستوى الأسرة الواحدة بسبب انخفاض مخاطر الإصابة بشكل عام.
وقال «ما تزال احتمالية إنجاب طفل لديه طيف اضطراب التوحد هي 1 من كل 100 طفل بالعينة الإجمالية وأقل من 2 من كل 100 طفل حتى عند الأمهات اللاتي تتجاوز أعمارهن 45 عاماً».
موسيقى التوحد
فرقة الموسيقى العالمية للتوحد خلال الحفل الكلاسيكي الذي شهده مسرح أبوظبي على كاسر الأمواج، وهى فرقة متخصصة بمعزوفات كلاسيكية عالمية تهدف منها لعلاج الأطفال مرضى التوحد من خلال تفاعلهم مع الفرقة والعزف معها، وكذلك قيام الأطفال المرضى بدور الماسترو القائد للفرقة، مما يجعلهم يشعرون بروح القيادة والتفاعل مع من حولهم من أفراد الفرقة الموسيقية. وقد أعرب جان ليك ماسيترو الفرقة عن سعادته البالغة بالوقوف على خشبة مسرح أبوظبي والعزف للأطفال من خلال احتفال مركز نيو إنجلاند لعلاج التوحد بأبوظبي مساء أمس الأول. (أبوظبي- الاتحاد)
عدد اليوم
